بقلم - نادر محمد
طبقاً للتقويم القبطى الأرثوذوكسى تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية بعيد نياحه القديس غريغوريوس الأرمينى يوم 15 كيهك من كل عام. يذكر القديس غريغوريوس الأرمنى فى القداس البازيلى (نسبة إلى القديس بازيليوس الكبير المتنيح سنة ٣٧٩ ميلادية(
ميلاد القديس ونشأته:
ولد القديس سنة 240 ميلادية لعائله مجوسية من الأسرة المالكه الفارسية. وكان أبوه يدعى الامير أناك والذى قام بقتل الملك الأرمينى خصروف الثانى ( والد الملك تريداد الثالث ) لتسهيل إحتلال الفرس لأرمينيا وبناء علية قام الملك تريداد الثالث بقتل أهلة جميعاً ولم يبقى منهم الا هو وأحد أخوته. وقد وهربت به مرضعته إلى كابدوكيا بأسيا الصغرى (تركيا حالياً) وتربى تربيه مسيحية بها. ونال سر المعمودية وتزوج من الأميره المسيحية مريم أبنة الأمير الأرمينيى المسيحى دافيد ، ورزق منها ولدان روستانيس واريستانيس. رباهم تربيه دينية مسيحية صالحه.
قصة تعذيب القديس غريغوريوس الأرمينى:
هو أول أساقفه أرمينيا الكبرى ( كانت تمتد حدود أرمينيا الكبرى حتى منتصف الأراضى التركيه حالياً ) ذكر المؤرخ الأرمينى أجاثا أنجيليوس وهو كاتب وسكرتير الملك تريداد الثالث ( 239 – 326 م ) بناء على أمر من الملك كشاهد عيان للأحداث التى مرت بها البلاد فى الفتره من (301 الى 330 م أى بعد موت الملك استمر المؤرخ فى تدوينه للأحداث) ذكر فى كتابه عن تاريخ دخول المسيحية الى أرمينيا. عن قصة تعذيب الملك للقديس غريغوريوس لإعلانه عن مسيحيتة ورفضة لعباده الألهة ) أناهيد ) الهة الخصوبة والإستشفاء والحكمة والماء فى الأساطير الأرمينية. قام الملك بحبس القديس فى جب بين الثعابين لمدة 15 عام تقريباً، كانت تطعمه سيده عجوز عن طريق القاء رغيف كل يوم بناء على رؤية رأت فيها ملاك يأمرها بذلك. الى أن حررت القديس أخت الملك طلباً فى مساعدة علاج الملك أخوها، الذى تحول الى خنزير برى بمس من الشيطان حيث كان يصطاد فى البريه للترفيه عن نفسة بعد أن أصابتة حالة من الإكتئاب نتيجة قتلة للمسيحيين وتعذيبهم . حيث كان من بين ما قتلهم الراهبة الحسناء أربسيما التى كان يريد الزواج بها، والقديسة جايانا رئيسة دير للراهبات ومعها 35 من الراهبات من دير اتشميدزين. وهن كانوا فارين من روما هروبا من إضطهاد الامبراطور دقلديانوس. حيث قام الملك بقتلهم جميعاً وأصيب بهذا المس الشيطانى ، فقام القديس غريغوريوس بعلاج الملك بمعجزه شفائية ترتب عنها دخول الأسرة المالكة فى أرمينيا الى الديانه المسيحية وتعميدها على الطقس السريانى الأرثوذوكسى وجعل الديانه المسيحية الديانه الرسمية للبلاد فى سنة 301 م . وبذلك تعد أرمينيا رسمياً اقدم دوله مسيحية فى العالم. ونال بذلك القديس غريغوريوس لقب المنير( لوثا فوريتش ) والرسول لأنة أدخل نور المسيحية للبلاد.
وجود المسيحية فى أرمينيا قبل القديس غريغوريوس:
إلا أنة طبقاً للتقليد الأرمينى والذى ترفضة الكنيسة الكاثوليكية فأن القديس غريغوريوس الأرمنى هو الرسول الثالث للمسيحية فى أرمينيا بعد الرسولين تديوس (جنوب أرمينيا ) وبرثلوماوس ( شمال أرمينيا) حيث كان المؤمنون يقيمون فى تجمعات مسيحية صغيرة متناثرة وذلك تماشياً مع ما ذكر عن عصرى الإضطهاد للمسيحيين فى عهد الامبراطور تراجان ( عصر إضطهاد سنة 110 م ) وأيضاً فى عهد الإمبراطور سيفيروس ( عصر إضطهاد سنة 230 م (
رسامة القديس أسقفا ودوره الرعوى:
قام ليونتيوس رئيس أساقفة قيصرية بكبادوكية ( تركيا حاليا ) برسامه القديس غوريغوريوس أسقفاً ( كاثوليكوس ) على أرمينيا سنة 315م . كما إعترف البابا سلفستر الأول بابا روما بالقديس غريغوريوس كرئيس أساقفه لأرمينيا. وكذلك توجد مراسلات بين القديس غريغوريوس والإمبراطور قسطنطين الكبير يشرح فيها للإمبراطور العقيدة المسيحية. وهو بذلك أول بطاركة الكنيسة الأرمينية. والذى قام بنشر الديانه المسيحية بين الشعب والكهنة الوثنيين عن طريق معجزات الشفاء، كما أنه قام بمساعدة الملك الأرمينيى تيرداد الثالث بهدم جميع المعابد الوثنية والمقصورات الخاصة بالالهة الوثنية والأصنام كما ألغى كل مظاهر العبادة الوثنية وقام ببناء 400 منشأة دينية مسيحية من مدارس للأطفال وللكبار وأديرة وكنائس وعلى رأسها كاتدرائية اتشميدزين ( وهى مدينة فجرشابات حالياً والتى تقع على بعد مسافة 15 كم غرب العاصمة الأرمينية ييرفان) بالقرب من جبل أرارات المقدس وتعد هذة الكاتدرائية مقر الكاثوليكوس الأرمينى حتى اليوم. كما قام القديس برسم الأساقفة والقسوس ولكن إستمر الكرسى البطريركى حكر على عائلة القديس غريغوريوس وكذلك ورثت رئاسة الأبراشيات لعائلات الأساقفة ، وبمثل كان سر الكهنوت بالوراثة.
قام القديس بتأليف الألحان الدينية وأجزاء من طقوس القداس، وبدأ فى ترجمة الكتاب المقدس الى اللهجه العامية الأرمينية وبذلك وضع بداية الأبجدية الأرمينية التى أكملها القديس ميسروب فى بدايه القرن الخامس الميلادى.
أستمر القديس غريغوريوس فى رئأسة الكنيسة الأرمينية حتى سنة 320 م حيث سلم الرئاسة لابنة أريستانيس. والذى سوف يشارك فى مجمع نيقية 325 م فيما بعد ممثلا للكنيسة الأرمينية . وإعتزل غريغوريوس القديس رئاسة الكنيسة وعاش حياة الزهد والتوحد .
رفات القديس غريغوريوس الأرمنى:
· ما كتبه المؤرخ الكنسى الأرمينى موسى الخورينى فى القرن الخامس الميلادى عن رفات القديس (( أخفت العناية الإلهية رفات القديس غريغوريوس لكى لا تصبح أشياء يعبدها الوثنيون حديثى الدخول فى الإيمان المسيحى, ولكن عندما ثبت الإيمان فى مناطق الوثنيين وبعد وقت طويل أظهر الله رفت القديس, لراهب إسمه جارنك فأخذهم ودفنهم فى قرية توردان))
· كانت رفات القديس وهى عبارة عن أجزاء من عظامه بدون الجمجمة قد وضعت تحت أعمدة كاتدرائية زفارتنوتس المتهدمة (ويعنى إسمها باللغة الأرمينية الملاك السمائى( وتقع بالقرب من مطار العاصمة الأرمينية يريفان وأخذت بعد ذلك لفترة للقسطنطينية ثم عادت إلى أرمينيا مرة أخرى.
· جمجمة القديس كانت فى صندوق منفصل ونقلت مع بعض أجزاءأخرى من جسد القديس فى القرن الثامن إلى مدينة نابولى الإيطالية.
· قام البابا يوحنا بولس الثانى بابا الفاتيكان فى سنة ٢٠٠٣ بإعادة أجزاء من رفات القديس للكنيسة الأرمينية بمناسبة مرور ١٧٠٠ سنة على إعلان الديانة المسيحية لمملكة أرمينيا كأول دولة مسيحيه فى العالم.
· يوجد حاليا رفات للقديس غريغوريوس فى كاتدرائية اتشميدزين, القدس, و أنطاليس (٥ كم شمال بيروت).
· ذراع القديس: محفوظ فى اتشميدزين ويستخدم كل سبع سنوات فى تقديس زيت مورونورهنيك المقدس (مثل زيت الميرون القبطى(
أعياد القديس غريغوريوس فى الكنيسة الأرمينية:
· عيد القديس غريغوريوس فى التقويم البيزنطى والسريانى والأرمينى والكاثوليكى والأثيوبى 30 سبتمبر من كل عام وهو تذكار نقل رفات القديس.
· ذكرى الآم القديس هو 4 فبراير
· ذكرى حبس القديس فى الجب 28 فبراير
· عيد ميلاد القديس هو 5 أغسطس,
· عيد ذكرى إكتشاف رفات القديس ٩ يوليو
· ذكرى خروجه من الجب 19 أكتوبر
· ذكرى تطيب الرفات 18 نوفمبر
· ذكرى الرؤية بالأمر ببناء أول كاتدرائية اتشمدزين 11 ديسمبر
تصوير القديس فى الفن المسيحى:
1. يصور القديس فى الفن المسيحى على شكل راهب كبير السن ذو ذقن قصيرة عريضة ، واقفاً ممسكاً بالإنجيل على شكل كتاب أو على شكل لفائف ورقية ومشيراً بعلامه البركة وأسمة مكتوب بالحروف اليونانية بجانبة رأسياً. ويعتبر أقدم تصوير للقديس على شكل موزاييك يرجع الى القرن التاسع الميلادى كان يوجد فى كاتدرائية أيا صوفيا بإسطنبول بالجانب الجنوبى لصحن الكنيسة، ولكن قام الأتراك بتدميرة.
2. كما يوجد رسم أخر فى مخطوطة أرمينية يوضح زيارة القديس غريغوريوس لبابا سلفستر وكلاهما مرسومين تحت عباءة واحدة .
3. وهناك رسم أخر فى مخطوطة أرمينية أخرى تعود للقرن السابع عشر توضح القديس واقفاً مع يوحنا المعمدان.
4. رسم القديس فى جب الثعابين
5. علاج القديس للملك تريداد
6. تعميد الملك تريداد
7. رسم القديس أسقفاً
8. نقل رفات القديس لكاتدرائيتة فى مدينة نابولى أثناء عصر حرب تحطيم الأيقونات فى القرن الثامن الميلادى.
9. القديس يقوم بطقس التناول لتلميذة القديس نرسيس الأول
ترنيمة (طوبارية) القديس غريغوريوس للأرمن العرب:
((هلموا أيها المؤمنون جميعا, لنمدح اليوم بالتقاريظ والنشائد الإلهية, رئيس الكهنة الفاضل, بما أنه جاهد عن الحق, غريغوريوس الراعى الساهر والمعلم, والكوكب الباهر بالضياء والمناضل, فإنه يتشفع إلى المسيح فى خلاصنا.))
((صرت مشابها للرسل فى أحوالهم وخليفة فى كراسيهم, فوجدت بالعمل المرقاة إلى الثاوريا, أيها اللاهج بالله. لأجل ذك تتبعت كلمة الحق بإستقامة وجاهدت عن الإيمان حتى الدم أيها الشهيد فى الكهنة غريغوريوس. فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا))