رحب خبراء ومسئولون عرب بالاستجابة المصرية والقطرية لمبادرة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أمس الأول، لتنقية أجواء العلاقات العربية وإتمام المصالحة بين القاهرة والدوحة، معتبرين أنه ينبغى البدء بشكل فورى فى إجراءات بناء الثقة وترميم العلاقات بين البلدين، وعقد لقاء قمة بين الزعيمين المصرى والقطرى فى أقرب فرصة ممكنة.
وقال الدكتور نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية، فى تصريحات صحفية أمس، إنه يرحب ترحيباً شديداً بعودة العلاقات الطيبة بين مصر وقطر، وأن تكون كذلك بين جميع الدول العربية.
وأكد أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نجحت ووصلت إلى المطلوب والمرجو منها، كما أنها تسير فى إطار دعم ميثاق الجامعة العربية الذى يهدف إلى توثيق العلاقات بين الدول العربية. وأضاف: «أما ميثاق الأمم المتحدة فهو يدعو إلى الحفاظ على الأمن والسلم ومنع ما يهددهما». وقال «العربى»: «إن ما حدث وما ورد فى البيان السعودى مهم للغاية، ونرجو أن يستمر ويتم البناء على ما وصلنا إليه». وذكر أن «الطبيعى هو توطيد العلاقات والبناء على القواسم المشتركة».
من جانبه، أكد الكاتب الإماراتى الدكتور جاسم خلفان لـ«الوطن» أن قمتَى الرياض والدوحة الخليجيتين توصلتا إلى ضرورة عودة وحدة الصف العربى، والتئام الصف العربى لا يحدث إلا من خلال توحيد الصف الخليجى وعودة مصر لدورها وتصحيح أى توتر فى العلاقات بينها وبين أى دولة عربية، متوقعاً أن يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، خلال الأسابيع القليلة المقبلة
سواء من خلال عقد القمة بين الزعيمين فى السعودية برعاية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أو فى القاهرة، مضيفاً: «أتمنى أن ينعقد اللقاء قريباً قبل القمتين الاقتصادية والعربية المقبلتين فى القاهرة، لأن المصالحة تتطلب حدوث لقاء مستقل بين الزعيمين وليس لقاء تحصيل حاصل على هامش القمة، وهذه القمة ستطوى صفحة الخلاف». واعتبر «خلفان» أن التوصل لهذا الاتفاق بين القاهرة والدوحة يلقى شروطاً ومسئولية على عاتق قطر
ولا يعنى «عفا الله عما سلف»، فهناك ضوابط لوقف أى تدهور فى العلاقات حتى تستطيع الدول العربية العودة لعلاقاتها الصحية وتوحيد صفوفها لمواجهة التحديات، مشيراً إلى أن «مبادرة العاهل السعودى جاءت بعد أخذ موافقة مصر، ثم قامت دول الخليج بالضغط على قطر لتعود إلى رشدها من أجل رأب الصدع العربى وعودة لحمة الصف العربى للخروج مما يحاك لنا من مؤامرات». وأضاف: «الواقع يوضح أن قطر أذعنت للصف الخليجى، والأمر لا يتوقف عند تصريح الديوان الأميرى، ولكن هناك اتفاقاً بين القادة الخليجيين على وضع مراعاة حقوق مصر فى المرتبة الأولى، والقيادة المصرية وضعت حقوق الشعب والوطن المصرى كأولوية لا يمكن التنازل عنها».
العامر
وتوقع الكاتب الإماراتى حدوث تغيرات فى السياسة الإعلامية للإعلام القطرى والمصرى خلال الفترة المقبلة، معتبراً أن «الإعلام المصرى كان ملتزماً إزاء العلاقات بين البلدين، ولكن بعض الإعلام المصرى خرج عن المألوف ولديه العذر نتيجة التهديدات التى تعرضت لها مصر والتدخلات الأجنبية فى شئون مصر».
من جانبه، ثمّن الكاتب البحرينى طارق العامر الدور السعودى الذى يسعى إلى لمّ شمل العرب، مؤكداً أن التوجهات السعودية الأخيرة تصب باتجاه المصالح العربية، معرباً عن أمله فى التزام «الإخوة» فى قطر بمبادرة خادم الحرمين، معتبراً أن استقبال الرئيس «السيسى» للمبعوثيْن القطرى والسعودى يدل على رغبة مصر فى إزالة التوترات وتأكيد حسن نواياها إزاء ترميم العلاقات بين القاهرة والدوحة. وأوضح «العامر» أن الترحيب المصرى والقطرى ببيان الديوان الملكى السعودى يصب فى اتجاه إعادة ترميم العلاقات من جديد، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الإجراءات المطلوبة لبناء الثقة
حيث إن الطرف القطرى مطالب بإثبات حسن النوايا ليس فقط من خلال التصريحات الإعلامية ولكن من خلال إيقاف الحملة الإعلامية التى تشنها قناة «الجزيرة» ضد مصر فوراً وتسليم المطلوبين المتورطين فى قضايا جنائية تتعلق بالاشتراك والتحريض على العنف ضد رجال القوات المسلحة والشرطة المصريين، من خلال المبادرة بتسليمهم للجهات الأمنية المصرية لرفع العتب وتصحيح آثار إيوائهم فى الفترة السابقة.