رفض المنصف المرزوقي، المرشح لانتخابات الرئاسة التونسية، الاعتراف بالهزيمة بعد أن اشارت نتائج استطلاعات الخروج من لجان التصويت إلى تقدم منافسه الباجي قائد السبسي.
وكانت صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التونسية قد أغلقت وبدأت عمليات الفرز مساء أمس.
وسارع السبسي، بعد اغلاقها، إلى اعلان أنه هو الفائز بالرئاسة.
إلا أن منافسه محمد المنصف المرزوقي – الرئيس الحالي لتونس – نفي ذلك قائلا إن النتائج لم تعلن بعد.
وبالرغم من عدم اعلان النتائج بشكل رسمي يحتفل الباجي قائد السبسي، البالغ من العمر 88 عاما، بالفوز مع انصاره.
أعلن السبسي فوزه من شرفة مقر حزبه السياسي "نداء تونس" في مدينة تونس العاصمة
وخاطب السبسي أنصاره قائلا إن كل التونسيين يحتاجون الآن إلى "العمل معا"، ووعد بتحقيق الاستقرار في البلاد.
وكانت استطلاعات الخروج من اللجان في أحد مراكز الاقتراع تشير إلى حصول السبسي على 55.5 في المئة من أصوات الناخبين. كما أشارت نتائج لجان أخرى إلى نتائج مشابهة.
وقالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس إن نسبة المشاركة في الجولة الفاصلة لانتخابات الرئاسة التي يتنافس فيها مرشحان هما المرزقي و السبسي وصلت إلى 59.4 في المئة.
وفي وقت سابق قال شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات "من الناحية الاخلاقية والقانونية لا يمكن نشر اي نتائج والتصويت مازال متواصلا في الخارج".
يحتفل انصار السبسي بفوزه بالرغم من عدم اعلان النتائج بشكل رسمي
"غير ديمقراطي"
وقال المنصف المرزوقي، البالغ من العمر 67 عاما، إن "اعلان الفوز ليس ديمقراطيا. ويجب علينا الانتظار إذا أردنا أن نكون في دولة تحترم حكم القانون."
وكانت عملية فرز الأصوات قد بدأت فور إغلاق مراكز الاقتراع بحضور مراقبين دوليين وآلاف المراقبين المحليين.
ويذكر أن نسبة التصويت في الجولة الأولى للانتخابات التي جرت الشهر الماضي بلغت 64.6 في المئة.
خاطب السبسي انصاره المحتفلين بفوزه قائلا إن كل التونسيين يحتاجون إلى العمل معا.
وكان المرشحان قد فازا بأعلى الأصوات في الجولة الأولى، غير أن أيا منهما لم يحصل على النسبة المطلوبة للفوز بالرئاسة.
وجرت الانتخابات وسط تدابير أمنية مشددة، خشية وقوع هجمات على مراكز الاقتراع أو الناخبين.
وكانت تونس هي أول دولة من دول "الربيع العربي" تطيح برئيسها.
وتأتي الانتخابات بعد أربع سنوات من خلع الرئيس زين العابدين بن على في ثورة شعبية على نظام حكمه.
وبإجراء الانتخابات الرئاسية تكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي واصلت عملية التغيير بشكل ديمقراطي.
من المعتقد بين الكثير من المراقبين أن يحصل المنصف المرزوقي على أصوات الاسلاميين
وكانت تونس قد شهدت إقرار دستور جديد، وُصف بالتقدمي، وانتخاب برلمان كامل في أكتوبر/ تشرين الأول.
ويعد كثير من المراقبين تونس مثالا للتغيير الديمقراطي في منطقة مازالت تواجه آثار ثورات "الربيع العربي" التي بدأت في عام 2011 .
وتفادت تونس إلى حد كبير الانقسامات التي حدثت بعد الثورات في ليبيا ومصر.
غير أن انتخابات الأحد تبدو كأنها سباق بين مسؤول سابق من نظام بن علي، والرئيس الحالي الذي يعلن أنه يدافع عن شرعية ثورة 2011.
ويتمتع السبسي بشعبية ملحوظة في المناطق الثرية والساحلية. وكان قد عمل وزيرا للدفاع والداخلية والخارجية في عهد الرئيس بن على الذي أطيح به.
وحصل في الجولة الأولى على حوالى 39 في المئة من الأصوات.
تمثل تلك الانتخابات خطوة هامة في عملية الانتقال الديمقراطي في تونس
ويرفض السبسي الانتقادات التي تقول إنه يمثل عودة لرجال النظام القديم.
ويقول إنه صاحب خبرة تحتاجها تونس بعد السنوات الثلاثة المضطربة من الحكم الائتلافي بقيادة الاسلاميين والذي أعقب الثورة.
وكان منافسه المرزوقي، 67 عاما، أحد النشطاء البارزين في مجال حقوق الإنسان وعاش في المنفي سنوات طويلة قبل الثورة.
وتشير الاستطلاعات إلى ارتفاع شعبيته في المناطق الفقيرة.
وحصل في الجولة الأولى على حوالي 33 في المئة من الأصوات.
بلغت نسبة المشاركة 56 في المئة بحسب وكالة الأنباء الرسمية
ويقول المرزوقي إنه إذا تمكن السبسي من الفوز فإن ذلك سيكون "نكسة لثورة الياسمين" التي أجبرت بن علي على الفرار إلى المنفى.
ولكن منتقدين كثيرين يربطون رئاسة المرزوقي بحكومة حزب النهضة الاسلامي وأخطائها. ويعتقد أنه حصل على اصوات مؤيدي حركة النهضة الاسلامية التي لعبت دورا هاما في الحياة السياسية التونسية منذ بداية "الربيع العربي" لكنها لم تقدم مرشحا للرئاسة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها التونسيون من التصويت بحرية في انتخابات رئاسية منذ استقلالهم عن فرنسا عام