الأقباط متحدون - مناهجنا التعليمية وتنظيم داعش.. إيد واحدة!
أخر تحديث ٢٣:١١ | الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٢كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مناهجنا التعليمية وتنظيم داعش.. إيد واحدة!

تنظيم داعش
تنظيم داعش

ماذا يستفيد المجتمع من تنظيم عشرات المؤتمرات لمكافحة التطرف دون إرادة حقيقية للتغيير، ما الفائدة المتوقعة من إدانة التطرف والإرهاب دون وقف خطابات الحض على الكراهية فى كل المنابر الإعلامية والدينية، إلى متى تستمر المناهج التعليمية تبث سمومها فى المجتمع دون رقيب أو محاسبة؟! أعتقد أن هذه التساؤلات تتداول كثيرا منذ سنوات، ولكن للأسف لا ينظر لها صانعو القرار بالشكل المطلوب، فالمناهج محشوة بأفكار التخلف والرجعية وكراهية الآخر، ومع ذلك لا يلتفت أحد لمعالجتها، وبالرغم من عقد مؤتمرات عديدة سواء عبر مشيخة الأزهر أو من خلال ورش عمل نظمها المجلس القومى للمرأة، فإن النتيجة غالبا ما تنتهى باستمرار الأوضاع على ما هى عليه، حتى تملّك اليأس من الكثيرين!

منذ سبعينيات القرن الماضى وهناك تقرير أعدته لجنة تقصى حقائق برئاسة البرلمانى المحترم جمال العطيفى، للتصدى لجريمة الخانكة، باكورة جرائم العنف الطائفى، وللأسف لم ترَ توصيات هذا التقرير النور، بالرغم من تحذيره من خطورة التطرف بالمناهج التعليمية والأفكار التى تحط من قدر الآخر، سواء كان مختلفاً فى الجنس أو الدين أو المعتقد.. وخلال عضويتى بمجلس الشورى، جددت تذكير مجلس الشورى بهذا التقرير المهم والخطير إبان الاعتداء على الكاتدرائية فى أبريل ٢٠١٣ والاعتداء على كنيسة بالخصوص، فماذا فعلت به الدولة؟ للأسف، لا شىء!

الفزع ساد المجتمعات العربية والغربية مؤخرا، بسبب تنامى نفوذ تنظيم داعش الإرهابى، وسيطرة الأفكار الإرهابية على عناصره، بل أصبح يجذب التنظيم آلاف المقاتلين الأجانب من بلادهم للانضمام إلى عناصره والقتال فى سوريا والعراق، حتى أصبح هؤلاء مصدر قلق للغرب، خشية عودتهم محملين بهذه الأفكار إلى بلادهم، وما سيترتب على ذلك من عمليات إرهابية، ونشر ثقافة التطرف، ولكن السؤال هنا: من أين اشتق هؤلاء أفكارهم الإرهابية؟ بلا شك، المناهج التعليمية فى غالبية الدول العربية، خاصة مصر، بحاجة إلى مراجعة، وهناك اجتهادات فقهية لابد أن تراجع بشجاعة، فإذا كانت المناهج ومعها خطابات صادرة من بعض علماء الأزهر تشير إلى القتل والسبى ومصادرة الثروات وإجبار الآخرين على دفع الجزية أو الدخول فى الإسلام بعد الفتوحات، فكيف يقتنع الشباب بأن داعش تنظيم إجرامى؟!، فمثل هذه الأفكار التى تعززها المناهج التعليمية هى ما يطبقها التنظيم فى سوريا والعراق، بل يدعو مقاتلين أجانب لتنفيذها أيضا! بأى وجه تعضد أجهزة الدولة هذه الأفكار المتطرفة ثم تتحدث علناً عن ضرورة مواجهة الإرهاب والتطرف، ألا يعد ذلك تناقضاً بين القول والفعل؟َ

أعلم أن هناك كثيرين سيختلفون معى فى هذا الطرح، ولكنى أسألهم: ماذا تطلبون من شبابنا اليوم، لماذا نطالبهم بالاعتدال ونحن نرسخ بداخلهم التطرف، لماذا نطالبهم بالابتعاد عن داعش وغيره من التنظيمات الإجرامية ونحن بسياساتنا نقدمهم لقمة سائغة للتنظيم، لماذا نملأ الدنيا ضجيجاً وصراخاً من جرائم التنظيمات الإرهابية، ونحن عاجزون عن وضع استراتيجية حقيقية لمكافحة التطرف؟!

منذ أيام، اختتم منتدى مراكش لمناقشة سبل تنامى ظاهرة المقاتلين الأجانب فى صفوف داعش بمشاركة ٣٠ دولة وبتنسيق مغربى هولندى، واستعراض النموذج المغربى فى محاربة الإرهاب، من أجل تعزيز التنمية ومكافحة الأمية، ونشر الاعتدال بخطة ممنهجة، وإدماج الشباب فى مؤسسات الدولة بكل أجهزتها التنفيذية والتشريعية، وعدم الاكتفاء بالمواجهة الأمنية مع الإرهاب، وبالرغم من ذلك، لايزال النموذج المصرى غير واضح، والرؤية محدودة، والمستقبل غامض.

لن نيأس من الحديث عن ضرورة تغيير المناهج ومساهمة كل أجهزة الدولة فى التغيير، فلم نعد بحاجة لمزيد من المؤتمرات لمكافحة التطرف، طالما لم تتم ترجمة توصيات هذه المؤتمرات إلى نتائج واضحة وخطوات واقعية تنعكس إيجابا على ثقافة المجتمع وأفكاره وسلوكياته أيضا.

نقلاعن المصر اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع