شريف إسماعيل
استوقفني بل و هالني حجم الذعر الإعلامي و مواقف و ردود أفعال بعض القوي السياسية و الشعبية ، حول ما تسرب مؤخراً من أخبار عن أمكانية عودة أحمد عز مرة ثانية للحياة السياسية ، و هذا الأمر يقودنا إلي ننظر بإمعان لبعض الحقائق.
الحقيقية الأولي هي أن الانتخابات البرلمانية باتت علي الأبواب و حتى الآن الشارع السياسي سواء المثقف أو البسيط لا يعلم من سينتخب و لا توجد حتى الآن شخصيات مؤثرة طرحت نفسها ولو بشكل غير مباشر علي الشارع ، لاسيما و أن العمل السياسي هو تفاعل شعبي ، وجهد و عرق ، و ليس عمل حسابي جامد يمكن أن نصل إلي نتائجه وفق معطيات و أرقام علي الورق
الحقيقة الثانية هي أن معظم الأحزاب الموجودة حتى الآن علي الساحة هي أحزاب كرتونية و بلا هوية أو برامج أو أهداف مقنعه ، يمكنها أن تؤثر في الشارع أو حتى لا توجد رموز أو شخصيات ، عندما نذكر الانتخابات يمكن أن يشار إليها بالبنان.
الحقيقة الثالثة و الواضح إنها غائبة عن تلك القوي أن الرأي الفاصل و الحاكم في الانتخابات هي أرادة الشعب و قدر قناعاته بم يصلح أن يمثله في البرلمان
الحقيقة الرابعة هي أن معظم الشباب مصدوم ، في ظل هذا التردي السياسي و الإعلامي ، أصيب بإحباط ، سواء كان من الشباب العادي أو من المسيسيين و الذين شاركوا في ثورة ٣٠ أو ٢٥ فالكل مصدوم ، و الكل فقد بصلته و فقد إيمانه بالثورة و النظام السياسي و تحول تأييده إلي نقمه و غصة و بدأ يفقد الأمل في المستقبل و يصاب بالإحباط .
الحقيقة الخامسة و هي لكل من يرغب في العمل السياسي سواء من الأحزاب أو القوي الفردية ، من أنتم و أين تواصلكم مع الشارع و أين برامجكم ، أو حتي أين شخصيتكم السياسية و ملامحها
الحقيقة السادسة هي أنة حتى الآن مازال الشارع و الأحزاب يراهنون علي العائلات و العشائر و العصبيات ، لطرح أسماء المرشحين ، و كأننا لم نتعلم أو نستفيد من الماضي الذي رفضناه و ثرنا علية .
الحقيقة السابعة هي أنة و في ظل المعطيات و الشواهد السابقة فلا تلومن إلا أنفسكم ، إذا عاد الوطني أو الإخوان أو التيارات السلفية.
الحقيقة الثامنة هي أن هناك غياب لدور الحكومة و مؤسسات الدولة في أعداد و تأهيل الشارع للعمل السياسي فليس من الحكمة الاعتماد علي المنظمات الغير حكومية و التي تعمل في هذا المجال ، فكما يعلم الجميع بما فيهم الأجهزة الرقابية و وزارة التضامن أن الغالبية العظمي لهذه المنظمات مشبوهه و لعبت دور سلبي في السابق و ممولة من الخارج وفق برامج و خطط و أجندة يمليها الغرب مقابل التمويل
الحقيقة التاسعة و الأهم أن الحقوق السياسية و الديمقراطية تكتسبا و لا تمنحا
الحقيقة العاشرة و الأخيرة هي أن الرئيس يحتاج لقوي تدفع معه إلي الأمام و ليست قوي تتناحر و تتآمر تحت مظلة التحالفات ، فمصر تحتاج للأصلح و إلي شخصيات مخلصة تؤمن بنكران الذات و العمل الجاد و ليس لشخصيات تنظر للخلف و تحارب طواحين الهواء.