الأقباط متحدون - الأقباط وأمبو مصر!
أخر تحديث ٠٠:٢٣ | السبت ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤ | ١١كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأقباط وأمبو مصر!

د.ماجد عزت إسرائيل
نستخدم كلمة "قبطي" و "أقباط" للإشارة إلى المصرييين المسيحييين الذين اصبحوا وللأسف يشار إليهم في المجتمع المصري باعتبارهم "أقلية"، وهذا أمر معيب في حق الوطن الواحد الذي يضم كل من يقيم على أرضه بصرف النظر عن اختلاف الدين والمذهب والأصل العرقي. ومما يؤكد هذا أن  الدولة لا تعلن عن العدد الحقيقى لأقباط مصر ،ولذا قمت بدراسة  وثائقية قبل أكثر من خمس سنوات أثبت فيها أن عدد الأقباط يبلغ مــا بين (18-20) مليون، بالإضافة إلى المهاجرين فى شتى أنحاء العالم.

  والأقباط أحفاد الفراعنة، ليس أقلية طارئة على مصر،بل أن الدولة استمدت اسمها منهم،بل هــم أصحاب البـــــلاد الأصليون،و أستطاعوا حفظ التراث الثقـــــافى منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هـذا،وعلى مر العصورالتاريخية يذكرمواقفــــــهـــم الوطنية ودور الكنيسة المصرية التى علـــمت العالم مبادىء الأيمان المسيحى الذى"يدعــــــو للمـــحبة والسلام والتعايش مع الآخـــــر".

 ويسكن معظم الأقباط  في شتى بقاع مصر،أيمانا منهم بإن الطفل "يسوع" باركها جميعاً،إلا أن الغالبية العظمى من الأقباط تتركز فى جنوب مصر وبالتحديد فى محافظة أسيوط وسوهاج والمنيا وقنا وبنى سويف،وهناك قرى بإكـــــــملها فى صعيد مصر من الأقباط، بينما هناك محافظات فى شمال مصر يتركز بها الأقباط يأتى على رأسها مدينة الإسكــــندرية،وهى المقر الرئيسى لكرسى ما مـرقس الرسول أول البطاركة، ومحافظة البحيرة حيث توجد أديرة وادى النــطرون ومحافظتى الشرقية والــغربية،أمــا القـــاهرة عاصمة مصر التى يسكنها نحو 25 مـليون نسمه حاليا،فيبــلغ تعـداد الأقــــــباط نحو ما يقرب من 7 ملايين نسمه ،منهم نحو 5 ملايين بحى شـــبرا،بالإضافة لــــمناطق آخرى من المدينة،وهناك العديد من الأقـــباط فضل سكنى المناطق الحدودية وخاصة الشرقية؛ سعيــاً فى تعميرها بعد حرب أكتوبر 1973م ،مثل محافظتى سيناء الشمالية والجنوبية.

  و اللغة القبـطية من نتاج تطور اللغة المصرية القديمــة،وقد مرت كتابتها بعدة مراحل على مر العصور،وتضم العديد من اللــهجات منها للهجات رئيسة مثل  اللغة القبــــطية البحرية(مصر السفلى) وهى اللـــــهجة الأولى التي وصلت إلى درجة اللـغـة الأدبيـــة، وكان ذلك في الإسكندرية، واللغة الصعيدية نسبة إلى الصــعيد، والفيــــومية وهى التي انتشرت فى إقلـيم الفــيوم، والأخمـيمية، أما للهجات الفرعية فمنها المنفية، والأسيوطية، والبشمورية.

و تأثرت اللغة القبــطية باللغة العربية بعد الفتح(الغزو) العربي لمصر في سنة 641م، وزاد من ذلك صدور قـرار من الخليفة "عبد الــــــملك بن مرون بن الحـــــكم" (65هــ/86هـ/685-705م) بتعريب الدواوين، وواصل خلــــــفاءه القضاء على اللغات الأجنبية ومنها اللغة القبـــــــطية، التى بدأت شيئا فشيئا يقل استخدامها بين عامة الناس، وقصر استعمالها على العبادة داخل الكنائس فقط،

ومع هـــــــذا استمر أهل الصعيد في التحدث بها خصوصا في بعض الجهات،نذكر منها، نقادة وقوص واخميم، وبالرغم من ذلك تأثرت اللغة العربية باللغة القبطية، والدليل على ذلك هناك بعض المفردات القبطية لا تزال تستخدم فى اللــــــغة العربية، ونذكر هنا على سبيل المثال بعض الكلمات منها مدمس(فول مدس)، زيطا (الوحل)، البـــــعبع (العفريت)،شوم(بستان)، لمبة (مصباح)، فوطة (منشفة)...آلخ.

    ومنذ منتصف القرن التاسع عشر بدأ الحفاظ على اللغة القبطية، وبالتحديد من البابا كيرلس الرابــــــتع البطريرك رقم (110) (1854 – 1861 م) والـمـــــعروف بـ (أبو الأصلاح) بالحفاظ على اللغة القبطية، لتعلمها قراءة وكتابة، وواصل  المتنيح قــــداسة البابا شنودة الثالث(1971م) البطريرك رقم (117 وبـــــدأت نهضة كبرى للعودة باللغة القبطية الى مكانتها الطبيعية، فهى تستخدم الآن بقـــــوة في التسبحة والالحـــان والكثير من صلوات القداس الالهى، كما أنشأت فصول دراسية في الكنائس والمعاهد القبــــطية لتعليم الكبار والصغار لغة الكنيسة القبطية.

  وكلمة أمبو تعنى باللغة القبطية (ماء)،وللكنيسة المصرية علاقات وطيدة مع الكنيسة الأثيبوبية (بــــلاد الحبشة)، والتى منها يأتى أكثر من 70 فى المـائة من مياه مصر،وقد زادات العلاقات بعد توسعـــات محمد على باشا(1805-1848م) فى جنوب مصر،وفى القرن المنصرم كانت الكنيسة الأثيوبية تخضع كنسياً لكنيستنا المــــصرية

ولكن أواصر المحبة والتعاون والتقليد الكنيسى لا يزال حتى يومنا هذا،والسؤال الذى يطرح نفسه هنا هل يستطيع البابا "تواضروس الثانى"البطريرك رقم (118) منذ عام (2012م) تقـارب وجهات النظر ما بين مصر وأثــيوبيا ،حتى ولــــو على المــستوى الكنسى ـ وهــــذا ما نتمناه ــ ،وخاصة بعد بناء نحو( 40فى المائه) من ســــد النهضة؟ أم يحتاج الأمـر لعقد الأتفــــاقيات الإقــــليمة عن طريق منظمة الأندوجو ــ تضم عشرة دول أو تعرف بدول حوض النيل وهى: رواندا، بروندي، تنزانيا، أوغندا، كينيا، الكونغو، إثيوبيا ،إريتريا، السودان، ومصر !


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter