قال السفير الصينى لدى القاهرة، سونج أيقوة، إن عام ٢٠١٤ كان مميزاً للعلاقات المصرية- الصينية، وقيام الرئيس عبدالفتاح السيسى بأول زيارة للصين، الأسبوع المقبل، هو «حدث عظيم»، لأنها لن تدفع العلاقات الثنائية إلى مرحلة مختلفة فقط وإنما لصفحة جديدة تعمق روابط التعاون الاستراتيجى بين البلدين.
وأضاف السفير الصينى، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى، الذى نظمته السفارة الصينية بمقر نقابة الصحفيين، مساء أمس الأول، بحضور الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، إن كتاب الرئيس الصينى، تشى جين بينج، والذى حمل عنوان «الحكم والإدارة.. رؤية صينية واستفادة مصرية»، جاء تأكيداً من «بينج» على حجم التعاون المشترك بين البلدين اللذين يحملان حضارتين متقاربتين.
ووصف زيارة السيسى إلى الصين يوم ٢٣ ديسمبر الجارى، بأنها ذات أهمية بالغة للدولتين، وتابع: «بكين تنظر لمصر على أنها شريك تعاون مهم فى عملية التنمية الاستراتيجية، وهناك تشابه واضح ومعلوم للجميع بين الحضارتين الصينية والمصرية».
وأكد أن الرئيس الصينى يتخذ سياسات جديدة نحو دول أفريقيا، تتضمن الصداقة الحميمة والأمانة والصدق، كما أطلق مبادرة للتفاهم الصينى والعربى، عن طريق بناء حزام اقتصادى، عن طريق الحرير الدولى والبرى وحزام الطريق البحرى، فضلا عن التعاون فى مجالات الطاقة النووية والأقمار الصناعية والفضاء.
وشدد على أن زيارة السيسى ستضع حجر الزاوية لتعميق العلاقات المصرية- الصينية فى المرحلة الجديدة، ومن المعروف أن مصر أول دولة عربية وأفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأول دولة تنشئ علاقات تعاون استراتيجى معها، وكانتا شريكتين فى السراء والضراء، والعلاقات تتميز بالصفة الشمولية وتضم مجالات سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية، وتتميز بأنها استراتيجية حيث تضمن تطوير العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن هناك حلما للصين يتمثل فى النهوض بالأمة وسعادة الشعب، وقبل أسبوع طرح السيسى، أثناء اجتماع بخبراء فى الأوساط التكنولوجية، مبادرة حلم مصرية متمثلة فى النهوض بالأمة، وهنالك نفس الآراء ومفاهيم التنمية، وسوف يلتقى السيسى نظيره الصينى وقادة صينيين خلال الزيارة، وسيتم بحث التعاون فى كافة المجالات، خاصة المجال العسكرى والتسليح، والقيادة الصينية تتطلع إلى هذه الزيارة حيث تمثل أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات.
واستطرد قائلا: «الزيارة المرتقبة ستنير توجهات جديدة لتنمية العلاقات خلال هذه المرحلة الجديدة فى التاريخ، وحالياً تسرع الصين خطواتها نحو التقدم فى العلاقات نحو الغرب، وتصر على تعزيز علاقاتها مع الشرق، وهذا يلخص الأهداف المنشودة للبلدين، والحلم الصينى يتلاحم مع الحلم المصرى للنهوض بالأمة».
وتابع: «هناك تعاون اقتصادى فى منطقة السويس، حيث توجد شركة صينية تنتج أليافا صناعية تجارية وحسب علمى إن هذه الشركة لا تقدم فقط عددا كبيرا من فرص العمل، وإنما تدفع ضرائب كثيرة للحكومة المصرية».
وأوضح أن الصين ومصر يمكنهما إقامة مشاريع تفيد البلدين فى مجالات الكهرباء والسكك الحديدية والعلوم والأمور اللوجستية، وطرح السفير الصينى مبادرة «حزام عبر الطريق»، أى حزام اقتصادى عبر طريق الحرير البرى، وهذا يعنى التركيز فى مجال الطاقة، والتعاون فى البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار، ومجالات مهمة مثل الطاقة النووية، وعلوم الفضاء، والتكنولوجيا.
وأضاف: «أن مصر بالنسبة للصين تتميز بموقع جغرافى متميز وهذا يجعلها شريكا مهما لبكين، أما الصين فهى دولة مزدهرة لكنها لاتزال نامية، وتربط بيننا نقاط كثيرة مشتركة فى حكم البلاد وخبرة النمو الاقتصادى».
ومن جانبه، قال الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، إنه زار الصين خلال فترة تولية منصب وزير النقل فى ٢٠٠٥، ومرة أخرى منذ ما يقرب من شهرين، وألقى محاضرة عن الحلم الصينى، منوهاً بأن العولمة الحالية يمكن أن تتميز بأنها شرسة، ولها طابع إنسانى، لكنها تهدف إلى إلغاء الآخر فى نفس التوقيت.
وأضاف شرف، خلال كلمته بالمؤتمر، أنه من الضرورى أن من يتبنى العولمة الجديدة يجب أن تكون دولًا لها حضارات متقاربة مثل مصر والصين، مشيراً إلى أن الحالة الصينية لها تجاربها ويمكن دراستها واستخلاص التجارب الناجحة منها لتطبيقها فى مصر.
وأشار إلى أن الصين لها مبادئ، أهمها السياسة الخارجية التى تعتمد على الدبلوماسية وليست القوة، وأن هناك تغيرات داخل بكين أهمها إنشاء دولة القانون ومحاربة الفساد