الأقباط متحدون - محــاكـمـة زانــيــــة !!!
أخر تحديث ٠٧:٣٣ | الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠١٤ | ٩كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

محــاكـمـة زانــيــــة !!!

( قصة تخيلية طريفة)

للاديب فايز البهجورى

  في حديث له في قناة (....) التليفزيونية دار حوار طويل بين فضيلة الشيخ فرحات سعيد المهدي والمذيعة الحسناء ... التي ظهرت في اشيك أزياء الحجاب .
وجاء في حديث فضيلة الشيخ فرحات قوله:
** " أنه لولا وجود حواء في الجنة ، لما استمتع آدم بالجنة "
** وعن الزواج قال:
" ان عقد الزواج مكتوب في السماء قبل كتابته في الأرض"
** وعن حق الرجل في الزواج من أربعة قال:
" لو اشترطت المرأة على زوجها أن لا يتزوج عليها ، تبقى بتحرّم حلال "
 لأن الحلال في مفهوم الشيخ أربعة.
** وكان أغرب  ما جاء في حديثه هو قوله بأن " كل فرج مكتوب عليه اسم ناكحه حتى فرج الزانية "
   و كان ملفتا للنظر في حواره هذا تكراره  ، وتأكيده ، واسهابه ، في شرح هذه العبارة الأخيرة .
 والحديث مسجل على الانترنيت بالصوت والصورة  لمن يريد الرجوع إليه.
                    
 ومن وحي هذا القول الأخير ، من رجل من رجال الدين الإسلامي ، يعلّم المسلمين أصول دينهم ، ويوضح لهم ما هو حلال وما هو حرام في سلوكياتهم ، جاءت هذه القصة ."

فاتن امرأة على قدر كبير من الجمال والذكاء . ولكنها كانت  تمارس الدعارة في الخفاء لمن يدفع لها الأجر.
 وفي احدى المرات ضبطها في حالة تلبّس رجال " جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في السعودية . وقدّموها للمحاكمة  هي والرجل الذي ضبط معها فى ممارسة الرذيلة.
 وفي المحكمة طالب المدعي العام بتطبيق " حد الزنا " عليها وعلى الرجل الذي شاركها في الجريمة ، وتوقيع العقوبة عليهما .
 
استمعت فاتن إلى كل ما قاله الادعاء، وكل ما قاله القاضي الشرعي في لا مبالاة ملفتة للنظر .   
 ورفضت أن يتولى أحد المحامين الدفاع عنها . وقررت أن تدافع هي عن نفسها بنفسها .
 وفي جلسة المحاكمة بدأت فاتن دفاعها أمام القاضي على النحو التالي:

فاتن : أرجو أن أعرف لماذا أتيتم بي الى هنا ؟
دهش القاضي من السؤال . ومع ذلك أجابها عليه :
 انتي متهمة بارتكاب "جريمة الزنا " .
فاتن: إذن فأنا متّهمة ؟
القاضي: هل لم تفهمي من ذلك أنك متّهمة ؟
فاتن: وهل من حقّ المتّهم أن يدافع عن نفسه؟
القاضي: القانون يعطي للمتّهم الحق فى أن يدافع عن نفسه .
فاتن: وهل من حقي أن أوجه الأسئلة للقاضي ؟
القاضي: إذا كان الدفاع يستدعي ذلك .

فاتن: وهل من حقي أن أحصل من القاضي على إجابة على أسئلتي ؟
القاضي: إذا كان الأمر يستدعي ذلك.
فاتن: هذه الإجابة غير محددة ، وهي تحتمل المعنى ونقيضه . ومثل هذا النوع من الاجابات لا يصلح لمحاكمة تحددون فيها أحكاما قاسية على المتهمين .
 لذلك أرجو أن أعرف مقدّما ، هل من حقّي أن أحصل على إجابة واضحة ومحددة من القاضي على ما أوجهه إليه من أسئلة ؟
القاضي: سيكون لك ذلك .

فاتن: إذن أبدأ في إبداء ملاحظاتي على هذه المحاكمة .
    أنا في نظركم متهمة بارتكاب ما تسمّونه 
" جريمة الزنا ". هذا هو توصيفكم للواقعة . ولكنّي أريد ان أعرف بأي ملّة ستحاكمونني على أساسها ؟
هل ستحاكمونني على أساس تعاليم دين اليهود وماجاء في الوصايا العشر للنبي موسى ومنها الوصية التي تقول "لا تزني" .
أم ستحاكمونني حسب تعاليم " النبي عيسى" الذي اعترض على رجم المرأة الزانية ، وقال للمتحمسين لتطبيق العقوبة عليها " من منكم بلا خطيئة فليرجمها أولا بحجر " ؟
 أم ستحاكمونني على أساس تعاليم الإسلام والنبي محمد (صلعم ) التي تقيم حد الزنا على الزانية والزاني كما تقول الآية الكريمة  " الزانية والزاني فاجلدوا كل منهما مائة جلدة "
  
فوجئ القاضي بالسؤال. ولكنه قال لها:
القاضي: أنتي امرأة مسلمة . وتقيمين في دولة مسلمة تطبق الشريعة الإسلامية .
 إذن من البديهي أن تتم محاكمتك على أساس مبادئ الشريعة الإسلامية . أليس هذا واضحا لك ؟
فاتن: لقد أردت أن أسمع ذلك منك.(ثم أضافت) وهل أنت مسلم ؟
القاضي: أعوز بالله من الشيطان الرجيم . نعم أنا مسلم وموحد بالله . ولا إله إلا الله محمد رسول الله.
فاتن: وهل تؤمن بما جاء في القرآن الكريم؟
القاضي: استغفر الله العظيم. نعم أنا أؤمن بالقرآن الكريم كتاب الله المنزل على رسولنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم )، كما أؤمن بالحديث الشريف، والسنّة المحمدية المطهّرة ، والسيرة النبوية العطرة.
فاتن: بكل ما جاء في القرآن الكريم ؟
القاضي:القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على رسوله ..وهو لا يأتيه الباطل من فوق أو من تحت . ومن لا يؤمن بكل ما جاء فيه ، يصبح إيمانه بالإسلام منقوصا.

فاتن: إذن أرجو أن توضح لي معنى قوله تعالى: "وما تشاءون إلا ما يشاء الله" .  "وقدّر الله وما شاء فعل" .
القاضي: وما علاقة هذا بالمحاكمة وموضوع الاتهام الموجه اليكي.
فاتن: هذا ما سوف تعرفه فيما بعد . ولكنّى الآن أريد أن أعرف .
القاضي: هذا معناه أن إرادة الله ، وليست ارادة الإنسان، هي التي تحدد سلوك الإنسان . والإنسان لا يستطيع أن يفعل شيئا بغير اذن الله، وبدون مشيئة الله تعالى . وكل شئ مقدر ومكتوب على الانسان  منذ الأزل .

فاتن: معنى ذلك أن كل ما قمت أنا به تم بإرادة الله، وليس بإرادتي . وقد كتبه الله علىَ قبل أن أولد .
   ومادام الأمر كذلك فهذا معناه أيضا أني لست مسئولة عنه .
(القاضي لايعلّق. وتستمر فاتن في حديثها)
وفي نفس الوقت انا أعترف أني قد مارست " عملية الزنا " .
 أنتم تعتبرونها جريمة ، وتحكمون بالجلد أو الرجم  على من يمارسها .
ولكن  أنا أعتبرها مجرّد نشاط بدنى .. تقوم به المرأة .. مثلها مثل عملية الرضاعة  التى تقوم فيها المرأة  بتقديم ثديها لارضاع طفل صغير  قد لا يكون ابنها. أو لارضاع رجل زميل لها فى العمل  قد لا يكون زوجها . على نحو ما جاء فى حديث " رضاعة الكبير "
فهي هنا تقدم " فرجها " لرجل قد لا يكون زوجها .
   ومع ذلك أنا أقول لك . إذا كنت تعتبر أن ما قمت أنا به جريمة ، " فالمسئول عنها هو الله " الذي كتبها علىً ، كما تقول الآية الكريمة " قدّر الله وماشاء فعل" .

وإذا كنت لا تعتبرها جريمة ، فلماذا تقيمون هذه المحاكمة لي ؟
(يبدو على وجه القاضي الدهشة والارتباك ويتمالك نفسه ويقول:)
القاضي: ولكنه جاء في القرآن الكريم " كل نفس بما كسبت رهينة " و "كل أمرؤ وما نوى" صدق الله العظيم .
فاتن: هل يمكن أن توضح لي ما معنى ذلك ؟
القاضي: معناه أن الإنسان مسئول عن أفعاله. وبتطبيق هذه الآية الكريمة عليكى تكونين أنتي مسئولة عن هذا الفعل الذي قمتي به .  وتتحملين مسئوليته . وتستحقين عليه العقاب .

فاتن: هل تعترف هنا أن تعاليم القرآن الكريم تتناقض مع نفسها . وأن من حق الإنسان أن يختار بعضها ويرفض بعضها الآخر ؟
القاضي: حاشا لله .. هذا كفر .
فاتن: إذن لماذا اخترت انت هذه الآيات لتحملني مسئولية ما فعلته ،  وتحاكمنى على أساسها . وتترك الآيات الأخرى التى ترفع عنّى مسؤلية ما فعلته ، لأن ما فعلته إنما فعلته بمشيئة الله وإرادته، وليس بإرادتي . والنص صريح " وما تشاءون إلا ما يشاء الله ."
(يرتبك القاضي ولا يرد)

وتضيف فاتن: أنا متمسكة بعدم مسئوليتي عما فعلته لأنه مقٌدر ومكتوب  على أن أفعله .
القاضي: أنتي تحاولين تفسير النص القرآني الكريم بما يبرر جريمتك .
 أنتي زانية . وعقوبة الزانية والزاني في الشريعة الإسلامية واضحة .. انها محددة بإقامة حد الزنا عليهما.
وقد جاء في سورة النور 2 " الزانية والزاني فاجلدوا كل منهما مائة جلدة " صدق الله العظيم .
فاتن: ولكن أحاديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) تقول غير ذلك .

  فقد جاء في ما رواه مسلم والبخاري في الصحيح في باب القدر حديثا نقلا عن ابي هريرة رضي الله عنهم قال :" قال رسول الله: الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا لا محالة " . وهذا تأكيد بأن ما قمت به أنا هو مقدّر ومكتوب على .. حتى لو شئت أنا عدم القيام به .. لن استطيع ذلك .. لأن الآيات القرآنية صريحة " وما تشاءون إلا ما يشاء الله . وقدّر الله وما شاء فعل" صدق الله العظيم .
    وما دمت أنا قد مارست عملية الزنا ، فقد مارستها لأن الله شاء لي ذلك. وهذا يعني اني غير مسئولة عنها ان كنتم تعتبرونها جريمة .
القاضي: ان الزنا فاحشة .. ولابد من عقاب من يرتكب الفواحش .
فاتن: ولكن ما ذنبي أنا في ذلك ؟

القاضي: انت مسئولة عن ممارسة الزنا .
فاتن: اذا كنت تصرّ على مسئوليتي عن ذلك،  فلتعترف صراحة ان ما جاء في القرآن الكريم غير صحيح . وما قاله الرسول في بعض أحايثه غير صحيح أيضا .
 ألم تسمع حديث فضيلة الشيخ الدكتور فرحات سعيد المهدي في شرحة لحديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم )  الذي نقله عنه أبو هريرة  ( رضى الله  ) "ان الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا لا محالة " .
 وأكده فضيلة الشيخ فرحات سعيد بقوله " كل فرج مكتوب عليه اسم ناكحه حتى فرج الزانية ".
فما ذنبي أنا إذا كان الله  ( جلّ جلاله ) قد كتب على فرجي أسماء من سيقومون بنكاحى.
   ( وهنا يثور القاضي في وجهها قائلا لها)
القاضي: انتي امراة وقحة . لقد برهنتي بأفعالك واقوالك أن النساء ناقصات عقل ودين ، ولذلك يجب أن يكون الحكم عليكي مشدّدا .
فاتن: أولا - ليس من حق القاضي العادل أن يثور في وجه المتهم . ان عليه أن يستمع اليه .. ويحكّم عقله وضميره فيما يسمعه منه .. ليكون حكمه عليه عادلا ، يصدر عن روية وليس عن انفعال .

وثانيا انت لم تجب على سؤالي ..  على غير ما اتفقنا عليه.
   ومع ذلك لنترك مناقشة قضيتي انا  بعض الوقت ، وسأتلو عليك حكاية طريفة أرجو معرفة رأيك فيها .
 انها ليست خارج موضوع المحاكمة ، وهي مرتبطة بها بطريقة غير مباشرة .
 وحيث أنك قاضي شرعي أرجو أن أعرف رأي الشريعة الإسلامية فيها.
 (يستمع اليها القاضي على مضض).
فاتن: حدث أن فتاة فرنسية أصيبت في حادث أدى الى فقدانها لوعيها . وطالت مدة فقدانها الوعي . وأخيرا قرر الأطباء أن الفتاة قد ماتت .
  ومن التقاليد الطبية فى فرنسا أن يوضع الميت في هذه الحالات في ثلاجة المشرحة لمدة ثلاثة أيام قبل التصريح لأسرته بدفنه ، للتأكد من وفاته.
  وسلمت الأسرة بالأمر الواقع . وقاموا بترتيبات  اجراءات الدفن .
  
   كانت الفتاة رائعة الجمال مما أغرى عامل المشرحة على الاعتداء عليها جنسيا رغم أنها كانت جثة هامدة في طريقها الى الدفن في قبر مظلم ، لتصبح بعدها مجرد ذكرى في أذهان أهلها وأصدقائها .
وحدث شئ لا يخطر على بال أحد .!!
لاحظ عامل المشرحة وهو يمارس الجنس مع الجثة أن عين الفتاة قد رمشت رغم بقائها في ثلاجة المشرحة لمدة يومين .
صرخ العامل من هول المفجأة وقفز بعيدا عن الجثة.
 اذن لا زالت الحياة تنبض في الجثة .. والفتاة التي كانت في طريقها الى القبر لم تمت بعد .
 هرع عامل المشرحة الى المسئولين في المستشفى وأبلغهم بالأمر .. وأعاد الأطباء الكشف على الجثة وأعادوا الحياة مرة أخرى الى الفتاة .
 
ووصل النبأ الى أسرتها التي كانت  تستعد لمراسم الدفن وتقبّل العزاء .
 
كان النبأ مفاجاة لم تكن تخطر  لأحد منهم على بال ،  ولكنها كانت مفاجأة سعيدة.
 أما عن موقف الأسرة مما فعله عامل المشرحة في ابنتهم .. فرغم استنكارهم لما حدث لها .. فقد عفوا عن الشاب .. لأنه أعاد اليهم ابنتهم بعد موتها .
 
 وتعقيبا على هذه القصة قالت فاتن للقاضي:
هذه القصة ليست من نسج الخيال ، ولكنها حدثت بالفعل في فرنسا .
وأنا أريد هنا أن أعرف رأي الشريعة الإسلامية فيها . وموقف الإسلام من طرفيها . عامل المشرحة الذي ارتكب جريمة الزنا بارادته .. والفتاة التي شاركته فيها بغير إرادتها .

  قال القاضي ( على مضض ): هذه جريمة بشعة.
قالت فاتن: هذا وصف للجريمة .. وأنا أسألك عن تفسير سبب وقوعها .
القاضي: ان الإسلام الحنيف يستنكر مثل هذه الواقعة .
فاتن: وهذا رد فعل الإسلام بالنسبة للواقعة . ولكني أريد التفسير الإسلامي لسبب حدوثها.
القاضي: ان الإسلام يرى أن هذه الواقعة حدثت بسبب كفر هذا العامل ان كان غير مسلم .. وعدم تمسكه بالقيم الإسلامية ان كان مسلما .
فاتن: هذا هروب من الإجابة الصحيحة .
لماذا لا تفسرها في ضوء الحديث النبوي الشريف الذي أشار اليه فضيلة الشيخ الدكتور فرحات سعيد المهدي في قوله " كل فرج مكتوب عليه اسم ناكحه ، حتى فرج الزانية " .

 فهذه الفتاة كان مكتوب على فرجها اسم هذا العامل البعيد عنها، والذي لا يمت اليها بأي صلة .
    كان مكتوب عليه أن ينكحها.. فأراد الله أن تحدث لها هذه الحادثة .. لتفقد وعيها .. ويقرر الأطباء موتها .. ويتم نقلها الى ثلاجة المشرحة . ليلتقي بها هذا العامل . و " ينكحها " حتى وهي في حالة جثة هامدة ، ليتحقق " ما هو مكتوب على فرجها " قبل أن تواري التراب ..
أليس هذا هو التفسير الديني الإسلامي لهذه الواقعة . أم أن لك رأي آخر ؟؟؟
القاضي: أنا لا أستطيع أن انكر صحة الاجتهاد الذي وصلتي اليه في تفسير هذه الواقعة ، فى ضوء المفاهيم الاسلامية ، ولكني لا أفهم هدفك من روايتها الآن فى قاعة هذه المحكمة.
فاتن: الهدف هو أن أفسّر لك ما حدث معي أنا .. وأن هذه المحاكمة لي باطلة .. وتتناقض مع مبادئ الشريعة الإسلامية ، وما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة .

القاضي : انتي ارتكبتي فاحشة الزنا. وهذه جريمة. وما تقولينه الآن تحريض على ممارسة الرزيلة .. وهذه جريمة أخرى .
فاتن: قلت لك انا لم أفعل شيئا بإرادتي . أنا فعلت ما شاء الله لي أن أفعله كما تقول تعاليم الاسلام . سواء اعتبرته أنت فاحشة أو فضيلة .
  النص القرآني صريح . "وما تشاءون إلا ما يشاء الله". أليس هذا كلام الله كما جاء في القرآن الكريم ؟
   ثم أنا لم أحرض على شئ .
  أنت تحاكمني طبقا لمبادئ الشريعة الإسلامية ، وأنا أدافع عن نفسي بما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وفتاوي علماء المسلمين..وهي كلها مصادر الشريعة الإسلامية .
    أي عيب في هذا من جانبي ؟
القاضي: انتي .. لستى .. فقط زانية .. بل انتي كافرة .. انتي مرتدة .
فاتن: هل استطيع ان أفهم من قولك هذا ان الاستشهاد بما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة والأحاديث النبوية الشريفة وفتاوي كبار علماء المسلمين كفرا ؟
(يرتبك القاضي ويقول): لا .. لا حاشا لله أن يكون كلامه كفرا. أنا .. أنا .. أنا ...
فاتن: أنت ماذا ؟
القاضي: أنا أطبق الشريعة الإسلامية .
فاتن: ايها القاضي .

تصور فرضا أو واقعا أن زوجتك أوابنتك مارست الزنا .. وأن ..
ينتفض القاضي ويثور ويقاطعها بقوله :
القاضي: اخرسي أيتها العاهرة .. زوجتي ؟ ابنتي .. ؟ ثم أنا ليس لي ابنة .. ولم تفعل زوجتي ما فعلتيه .
فاتن: لقد اتفقنا على ان أسأل وأنت تجيب ، وإذا لم تكن لك ابنة فلتكن أمك .
 وسؤالي هو: لو أن زوجتك أو أمك أو أختك  مارست الزنا .. فرضا أو واقعا .. فهل ستعتبرها  " فعلت ذلك .. لأن الله شاء لها ذلك " ، أم أنها فعلت ذلك  بارادتها وبغير إرادة الله ومعصية له.

القاضي: هذا قذف في حق زوجتي وأمي وأختى  يعاقب عليه القانون . واتهام صريح لهما بارتكاب الفاحشة .
فاتن: أنا قلت فرضا أو واقعا .. ولم أقل واقعا فقط.  وأعود الى السؤال . هل ستعتبر ذلك تنفيذا لإرادة الله ومشيئته  أم تنفيذا لإرادتهن الخاصة التي يمكن حسابهن عليها ؟

القاضي: أن أمّي وزوجتي وأختى  لا علاقة لهن بجريمتك . ان المتهم أمام المحكمة هو انتي .. وانتي معترفة بجريمتك . ولهذا تستحقين العقاب .
فاتن: ولكنني غير معترفة بقوانين شريعتك لأنها تتناقض مع ما جاء في القرآن الكريم.
  فأما أن تعترف بان ما جاء في الشريعة غير صحيح ، أو بعض ما جاء من آيات فى كتاب الله غير صحيح ، وحاشا لله أن يحدث ذلك .
القاضي: هذا كفر .. انت مرتدة .. ويجب ان يقام عليك حد الردة .. وليس فقط حد الزنا.
فاتن: دعك من لغة التكفير هذه فلم يعد الزمن يتقبلها،  ولم يعد العقل البشري يهضمها . فالإيمان والكفر من شأن الله وليس من شأن البشر .
القاضي: ولكنك تشككين في صحة بعض آيات القرآن الكريم المنزل من عند الله والذي لا يأتيه الباطل من فوق أو من تحت .
فاتن: هذا كلام يتناقض مع القرآن نفسه وبشهادة القرآن نفسه . ألا يوجد في القرآن الكريم  نص صريح يشير إلى " الآيات الشيطانية" .؟
فهل يمكن أن تكون الآيات الشيطانية صحيحة ؟
القاضي: يبدو انك ستذهبين بنا الى متاهة أخرى.
( ثم يضرب القاضي بقبضة يده على المنصة التي امامه ويقول:
القاضي: حكمت المحكمة على المتهمة فاتن عبد المتعال أبو لهب بحفظ القضية وأن تغادر ديار المسلمين  إلى أي مكان آخر على سطح الارض تريد ان تقيم فيه.

 ( وتنتهي المحاكمة.)
  
وكان من بين الذين حضروا جلسة المحاكمة  رجل اعتاد أن يحكم عقله فى كل ما يسمعه  أويشاهده أو يقوله .
وحينما سمع حكم القاضى على المرأة الزانية قال فى نفسه :

لو أن القاضى حذف من قاموس أفكاره فكرة "القضاء والقدر  والمكتوب على الانسان قبل أن يولد و منذ الأزل" ، وآمن أن الانسان يختار أفعاله بارادته الحرة ، ويتحمل مسئولية ما يختاره  ، لاستطاع أن يحكم على هذه المرأة الزانية  بما تستحقه من عقوبة  على اختيارها بارادتها الحرة  هذا العمل المشين ،
 ولما فلتت من العقاب تحت غطاء القضاء والقدر.

   أما ما حدث من عامل المشرحة مع الفتاة الفرنسية  فليس هو الا صدفة محضة جعلت هذا العامل يتواجد فى هذا المكان فى ذلك الوقت  ويقوم بفعلته المشينة ، وليس  بناء على فكرة أن هذا كان " مكتوبا على الفتاة  والعامل قبل أن يولدا " ، والتى استغلتها المرأة الزانية فى دفاعها عن نفسها .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter