الأقباط متحدون - لماذا التجسد؟
أخر تحديث ٠٥:١٩ | الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠١٤ | ٩كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لماذا التجسد؟

التجسد
التجسد

عرض/ سامية عياد
"أخذت الصورة ولم أحفظها ، فأخذ جسدى لكى يخلص الصورة ويهب الخلود للجسد"

لم يكتف الله بخلق البشر مثل باقى الكائنات غير العاقلة على الأرض ، إنما تحنن عليهم وأعطاهم نعمة إضافية فخلقهم على صورته وأعطاهم شركة فى قوة كلمته...

يقول القمص بنيامين المحرقى الفارق بين الله والإنسان فارق كبير فالله بسيط فى طبيعته وغير مركب بينما البشر تملك طبيعة مركبة ، والبشر من التراب معرضون للزوال مثل الأعشاب ، بينما الله فوق كل ذلك ، الله صالح الى الأبد لا يتحول ولا يتغير من حال الى حال ، إنما الإنسان عرضة لتقلبات كثيرة ويتغير من حال الى حال ، فالبشر الذين أتوا الى الوجود من العدم لا يتشابهون مع الله حسب الطبيعة ، بل يتشابهون معه فى نوعية الحياة الجديدة وهذا ما فسره لنا القديس كيرلس عمود الدين عن معنى خلقتنا على صورة الله .

ما الفائدة من خلق الإنسان على صورة الله ، إذا كان سيعيش بعيدا عن الله فى الخطيئة؟  هل سيتركه الله يهلك ؟ بالطبع كان من غير اللائق أن تهلك الخليقة وترجع الى العدم بالفساد ، فيذكر القديس أثناسيوس أنه وجب أن يتجسد الكلمة الصورة الحقيقية لله الآب قائلا : "ما هو الذى كان ممكنا أن يفعله الله؟ وماذا كان يمكن أن يتم سوى تجديد الخليقة التى وجدت على صورة الله ، مرة أخرى ، ولكن كيف كان ممكنا لهذا الأمر أن يحدث إلا بحضور نفس صورة الله مخلصنا يسوع المسيح؟".

بالطبع كان الخلاص مستحيلا بواسطة البشرية ، لأنهم هم أيضا خلقوا على مثال صورة الله وليس هم الصورة نفسها ، ولا أيضا بواسطة الملائكة لأنهم ليسوا صورا لله ، ولهذا أتى كلمة الله بذاته لكى يستطيع أن يجدد خلقة الإنسان ، ويرده الى رتبته الأولى ، فكان تجسد الابن الوحيد صورة الآب


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter