خاص – الأقباط متحدون
حصل على الكثير من الألقاب والأوصاف، فهو "ثوري كوبي ماركسي وطبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات وقائد عسكري ورجل دولة عالمي وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية"... إنه "إرنستو تشي جيفارا".
ولد جيفارا في الأرجنتين عام 1928، وسافر إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه "ألبرتو غرنادو"، على متن دراجة نارية عندما كان في السنة الأخيرة بكلية الطب بجامعة "بوينس آيرس"، عام 1953 وخلال رحلته تكون لديه إحساس بالظلم الكبير الواقع على المزارعين اللاتين البسطاء، وأدى ذلك إلى إيمانه بأن العلاج الوحيد للامبريالية والاستعمار الجديد هو الثورة العالمية.
في مدينة "مكسيكو" التقى جيفارا مع "راؤول كاسترو" في المنفى مع أصدقائه، الذين كانوا بانتظار شقيقه "فيدل كاسترو" لإشعال الثورة الكوبية، وما أن خرج "فيدل كاسترو" من السجن حتى قرر "جيفارا" الانضمام لهم، وخلال عامين فقط أصبح جيفارا بارزا بين المسلحين، والرجل الثاني في الثورة الكوبية والتي انتهت بالإطاحة بنظام "باتسيتا" الديكتاتوري.
وعقب نجاح الثورة الكوبية، قام "جيفارا" بالعديد من الإصلاحات الزراعية والصناعية، وإعادة النظر في الطعون وفرق الإعدام على المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية، وعمل ورئيس تنفيذي للقوات المسلحة الكوبية، كما جاب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية، كما جلب إلى كوبا الصواريخ الباليستية المسلحة نوويا من الاتحاد السوفييتي عام 1962 التي أدت إلى بداية أزمة الصواريخ الكوبية.
ألف "جيفارا" كتابا عن حرب العصابات، وألف مذكراته والتي كانت الأكثر مبيعا، في جميع أمريكا الجنوبية رحلة شاب على دراجة نارية.
طموحه بـ"الثورة العالمية" لم يتوقف بعد الإطاحة بالنظام الكوبي الديكتاتوري، بل ذهب جيفارا عام 1965 إلى الكونغو كينشاسا، للتحريض على الثورة الأولى، ثم إلى بوليفيا لمساعدة الثوار والتحريض على الثورة.
أحد المنفيين الكوبيين، تحول إلى مخبر سري للاستخبارات الأمريكية، وساعد القوات البوليفية في اعتقال جيفارا، وخلال محاولات القبض عليه ظل يحارب حتى نفاذ ذخيرته ثم هتف "لا تطلقوا النار! أنا تشي غيفارا، وأساوى حيا أكثر من ميتا"، فتم القبض عليه، وأصدر الرئيس البوليفي "رينية باريينتوس" أمرا بقتل "جيفارا" يوم 9 أكتوبر عام 1967 كما تم قتل العديد من رجاله خلال المعارك، كما تم إطلاق النيران بعشوائية على "جيفارا" لكي يبدو أنه قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي، وعندما سألوه قبل مقتله عن خلود سيرته قال جيفارا: "لا أنا أفكر في خلود الثورة"، ووجه حديثه إلى الجلاد وقال: "أنا أعلم أنك جئت لقتلي أطلق النار يا جبان انك لن تقتل سوى رجل".