الأقباط متحدون - حاسب .. لا ترفع مُعولك !!!
أخر تحديث ٠١:١٣ | الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠١٤ | ٩كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حاسب .. لا ترفع مُعولك !!!

بقلم: ليديا يؤانس
المسيح لن يضحي بالكنيسة من أجل فرد،   ولن يضحي بفرد من أجل الكنيسة!
لإن الفرد هو الكنيسة والكنيسة هي عبارة عن مجموعة أفراد (المؤمنين).
المسيح عينيه علي الكنيسة لأنها جسده،  وهو موجود في الكنيسة بروحه القدوس،  ولذا كل فرد في الكنيسة مركز عناية ورعاية المسيح نفسه.
المسيح ليس عنده مُحاباة،  لا فرق عنده بين شخص علماني،  وشخص ذو رتبة كهنوتية،  المسيح يهمه الفرد الواحد كما تهمه الكنيسة ككل.

هذه قصة حقيقية سمعتها من أحد الآباء الكهنة،  وتقول القصة، أن الأنبا باسيليوس من مدينة الأقصر،  كان رجلاً أميناً ذو خدمة عظيمة وخاصة في مجال الكرازة والتعليم،  فلقد حرص الأنبا باسيليوس علي تشييد المدارس للتعليم وأيضاً لتعليم اللغات،  ولذا كان من ضمن المعلمين نساءاً ورجالاً أجانب،  أيضاً كان الأنبا باسيليوس جميل الشكل والروح،  وبحكم عمله الرعوي كان علي إتصال بمن يعملون معه.
حينما يجد الشيطان إنساناً ناجحاً أوعملاً ناجحاً في كنيسة ما،  يجول ويصول ويبدأ في رفع معوله لهدم وتحطيم هذا النجاح!
رفع شخص من أبناء الأبرشية معوله فوق رأس هذا الأسقف،  بالتشكيك في أخلاقياته وأتهمه صراحة بالزنا،  بل تجراُ بأن قال له أنت قاعد هنا يازاني!
رفع الأنبا باسيلسوس رأسه للسماء،  ليجعل المسيح شاهداً علي هذا الإتهام الباطل،  الذي يسئ إلي سمعته وشرفه،  ونظر إلي الشخص الذي أدانه وقال:  ياخواجه فلان،  الزنا مش حيخرج من بيتك!
مرت الأيام و كان هذا الخواجه فلان له ثلاث بنات،  واحدة منهن إتمسكت في قضية دعارة،  والثانية غيرت دينها،  والثالثة هربت ولم يعرف لها طريق!
لما تنيح الأنبا باسيليوس وأثناء تجهيزه للدفن،   وجدوه مرتدياً خيش علي جسده مباشرة،  وأنه مثل الخصي. 
بعد حوالي 50 سنة أرادوا ترميم مدفنه ولكنهم لم يستطيعوا حمل الصندوق،  فتحوا الصندوق  فوجدوا الأنبا باسيليوس بجسده الذي لم يتحلل بالرغم من مرور 50 سنة علي وفاته.    

في الآونة الأخيرة، تتداول عبر الإلكترونيات رسائل إنتقاضات وتشكيكات وإدانة لأب كاهن راعي كنيسة كبيرة هنا في كندا وأيضاً للكنيسة ككل.
هذا الأب الكاهن مشهوداً له في أخلاقياته وسلوكياته وأمانته علي كل المستويات العربية والأجنبية،  بمعني أصح صيته يسبقه في كل مكان.

الكنيسة تعتبر أكبر كنيسة في كندا كلها،  لست أتحدث عن المباني أو الإمكانيات المادية أو الشكلية،  فالكنيسة  تحتضن عدداً ضخماً من الأقباط الذين هجروا معيشتهم في مصر وكل له أسبابه،   ولكن الغالبية هاجرت بسبب الإضطهاد.
أيضاً الكنيسة تحتضن كثيرين  من الإخوة العرب،  بالإضافة إلي إنضمام عدد غير قليل من الأجانب،  هذا الأب الكاهن له دور كبير في لم شمل الكنيسة ورعاية أبناء المسيح.
هذا الأب الكاهن أنشأ العديد من الكنائس في نفس المنطقة لإستيعاب الأعداد الكبيرة للوافدين إلي كندا،  بالإضافه إلي العديد من المشروعات التي تسهم بشكل كبير في خدمة شعب الكنيسة.

للأسف أحد أبناء الكنيسة هوّ من يقوم ببث هذه التشكيكات وإتهام هذا الأب الكاهن في نزاهته المالية مستنداً علي بيانات صادرة عن جهات حكومية كندية،  وبناءاً علي الإحصائيات المالية يقوم هذا الأخ برفع معوله ليهوي به علي رأس هذا الكاهن!
لا .. لا ..  حاسب يا أخي لا ترفع معولك علي الكاهن أو أي شخص مسيحي،  لأنك في الواقع ترفع معولك علي رأس المسيح الذي تستغل كلامة المقدس لتطوعه في تنفيذ كراهيتك ضد من تهاجمهم،  ولأنك تسئ إلي سمعة كنيسة المسيح.

فكرت فيما يحدث أمامي وتساءلت لماذا هذا الأخ العزيز مهتماً جداً بأن يهاجم هذا الأب الكاهن؟
بالبحث عرفت أنه كانت هناك مشكلة شخصية مالية بينه وبين أحد الأخوه المسيحيين،  وطلب من الكاهن بالتدخل للحصول علي امواله من الشخص الآخر طرف الخصومة،  وهذا مقبول كتابياً ولكن في حدود إمكانيات الكاهن،  فالكاهن ليس لديه صفه قضائية بموجبها سيعاقب أو يلزم أحد الطرفين بتنفيذ حكمه.

في يوم من الأيام واحداً من المجمع قال للمسيح، يا معلم قل لأخي أن يقاسمني الميراث،  فقال له يا إنسان من أقامني عليكما قاضياً أو مقسماً (لو 12: 13-14).

كل واحد من شعب الكنيسة يريد أن يكون الكاهن في صفه عندما يخطئ الآخرون في حقه،  بل قد نسمع الكثيرين يأمرون أو يطلبون من الكاهن بأن يوقع عقوبات علي الشخص الذي من وجهة نظرهم مخطئ،   بأن علي الأقل حرمان الشخص من دخول الكنيسة أو منعه من تناول الأسرار المقدسة،   هل هذا معقول؟؟؟
كيف لكم أن تتدخلوا في عمل الكاهن إلي هذا الحد؟ 
هل أي واحد فينا سيسمح لأي شخص أو حتي للكاهن بأن يتدخل في عمله؟ 
أنا شخصياُ إبني الذي لم يتجاوز الخامسة عشر لا يسمح لي بالتدخل في شؤونه الخاصة! 

بالنسبة للأرقام والإحصائيات التي يقدمها أخونا الذي رافع معوله ليهوي به علي كنيسة المسيح ليشوهها ويهدمها من خلال إدانته لهذا الأب الكاهن،  أقول له،  هل تعلم أن للكنيسة أسرار؟  ومعني كلمة سر أي الشئ المخفي أو الغير معلن أو الغير منظور.

ممكن يا أخي تطلع علي الفائض المذكور في الإحصائيات الحكومية،  ولكنك لا تعلم أن الكاهن ملزم أمام المسيح وليس أنت أن يكون أميناً في مال الكنيسة.

هل تعلم يا أخي أن الكاهن من حقه أن يعطي في الخفاء للمحتاجين والذين يمرون بضيقات مالية بدون أن يعلم أحد وبدون أن يكتب ذلك في الإقرارات الرسمية ..  لا تتسرع يا أخي وترفع معولك فوق رأسه حتي ولو كان هذا الكاهن لصاً فلست أنت الذي ستحاكمه بل المسيح.

هل تعلم يا أخي أن هذا الأب يقوم بدفع أموال طائلة للمسئولين في الدولة نظير تسهيلات للكنيسة سواء في الشراء أو البناء أو أي نفع قد يعود علي الكنيسة ..  حاسب يا أخي أنت لست في موقع المسئولية لكي تحاسب الآخرين وخاصة الكنيسة.
الكاهن ممكن يعلن عن شراء كنيسة قيمتها كذا،  ولكن بالتأكيد هناك مصاريف غير منظورة لا أحد يعلمها سوي المسئولين في الكنيسة،  وأيضاً لا يمكن إدراجها ضمن مصاريف الكنيسة أمام الحكومة وإلا ستكون هناك مشكلة علي الكنيسة وعلي المسئوليين الكنديين الذين قدموا التسهيلات.

هل تعلم ياأخي أن الكاهن من حقه أن يقدم معونات سواء للفقراء أو للنهوض بالكنيسة في مصر ولا يستطيع أن يدرجها ضمن مصاريف الكنيسة الرسمية.

عموماً يا أخي لا تتسرع في أحكامك ولا ترفع معولك علي الكنيسة،   لإن صاحب الكنيسة لن يسمح بأن يستخدمك الشيطان لهدم كنيسته.
 بالتأكيد الكاهن إنسان والبابا إنسان وأنت وأنا بشر،  وكلنا خُطاه ومعرضين للسقوط في الخطاً،  ولكن لست أنت الذي ستحاسب الناس، وكأنك أخذت صفة من صفات الله وهي الدينونة،  فمن أنت لتدين هذا أو ذاك،  من فضلك حاسب .. لا ترفع معولك !!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter