بقلم - مجدي جورج
لم اجد خيرا من هذا المثل البلدي عنوانا لما حدث في استراليا علي مدي الساعات الماضيه ، فقد قام احد الارهابيين باحتجاز حوالي أربعين رهينة في احدي المقاهي بمدينة سيدني مطالبا بمقابلة رئيس الوزراء ، وقد أرغم هذا الإرهابي الذي اتضح انه لاجئ من ايران ، أرغم العاملين بالمقهي علي رفع علم داعش الاسود علي واجهة المقهي .
وقد أنهت الشرطة الاسترالية عملية احتجاز الرهائن هذه بعد اكثر من ستة عشر ساعة من معاناة الرهائن وذويهم وبعد ان حبس العالم أنفاسه انتظارا لما سيحدث ، وقد أسفرت عملية اقتحام الشرطة للمكان عن مقتل الإرهابي واثنين من الرهائن المحتجزين مع إصابة عدد اخر من الرهائن .
وفي اثناء عملية احتجاز الرهائن قامت احدي الفتيات الأستراليات وتدعي راشيل جاكوبس بنشر هاشتاج علي توتير بعنوان ( سارافقك أو سأركب معك )# IllRideWithYou#
وذلك لما قيل من انها رأت احدي الفتيات المسلمات التي قامت بخلع حجابها في المواصلات العامة خوفا من اي رد فعل من جانب اي أسترالي نتيجة عملية احتجاز الرهائن، وقد لاقي هذا الهشتاج مئات آلاف التعليقات المساندة والمؤيدة له وألمتضامنه مع مسلمي استراليا بل وادي الي نزول الأستراليين لركوب المواصلات العامة ومرافقة المسلمين حتي وصولهم لوجهتهم التي يريدونها بسلام وطمائنينة .
لكن الغريب في الامر ان هناك آلاف التعليقات من المسلمين رأت ان هذه المشاعر وهذا الهشتاج غير كافي وانه بجب علي الحكومة الاسترالية ان تكافح العنصرية ضد المسلمين في استراليا وذلك رغم انه ومنذ بداية بل وقبل عملية احتجاز الرهائن واثنائها وبعدها فأنه لم تسجل حالة واحدة ممن يمكن ان نطلق عليه أفعال عنصرية ضد مسلمي استراليا وكل هذا بمنطق ضربني وبكي وسبقني واشتكي .
ياسادة لابد من ملاحظة :-
اولا ان من قام بهذا العمل الإرهابي هو كما قلنا لاجئ هارب من الجمهورية الاسلامية الإيرانية الي استراليا التي ربما تكون قد وفرت له ألماوي والأمن والامان وربما كان يعيش من الهبات المادية التي تمنح للاجئين بمعني اكثر وضوحا انه هرب من دولته التي تطبق الشريعة الاسلامية الي دولة كافرة من وجهة نظره فقام الكفرة باستقباله وإكرامه فما كان منه الا عض اليد التي أكرمتنه وكما يقول المثل الشعبي ( اذا أكرمت اللئيم تمرد ) .
ثانيا ان اسباب لجوء هذا الإرهابي لاسترالياقد تكون اسباب اقتصادية فلم تستطع ايران رغم الوفرة النفطيه الهائلة التي تملكها ان توفر له العيش الكريم الذي يتمناه وقد تكون اسباب دينيه طائفيه بمعني انه مضطهد في بلده ربما لانه سني في بلد أغلبيته شيعيه ولم يستطيع ان يمارس طقوسه الدينيه بحرية ( مع العلم ان المسيحين واليهود يعانون أشد المعاناة أيضاً ) وذلك لان العنصرية مترسخة في ايران التي تطبق الشريعة الاسلامية والشريعه هي بنيان عنصري قلبا وقالبا تصنف الناس حسب دينهم وحسب جنسهم وربما حسب طوائفهم .
ثالثا ان هذا الإيراني وغيره من اللاجئين العرب والمسلمين الذين يشكون من عنصرية الغرب ويتهمونه بمعاداة العرب والمسلمون وبالإسلام فوبيا (وهي أشياء غير موجودة الا في مخيلة هؤلاء العرب والمسلمون) اما كان افضل لهم ان يبقوا باوطاتهم ويتمتعوا بالحرية وبالرخاء الناتج عن تطبيق الشريعة في بلادهم بدلا من القاء أنفسهم في غياهب البحار وتسليم انفسهم لعصابات تتاجر بهم من اجل الوصول الي بلاد يقولون عنها انها تضطهدهم !!!!
رابعا ان هذا الإيراني وغيره من الارهابيين والجهاديين الذين يحاولون تحطيم الغرب هم نتاج ثقافي تدميري كاره ورافض للآخر وغير قابل للاندماج في اي مجتمع وعندما يصل معظم هؤلاء لهذه البلاد المتقدمة فانه يحاول فرض نفسه وثقافته فرضا جبريا علي الاخر متصورا في نفسه انه الافضل والاقدر ، وانه بسبب كونه مسلم فانه أولي بهذه البلاد وبخيراتها حتي عن أهلها كما صرح بذلك مفتي المسلمين بأستراليا الذي قال ؛ نحن أولي بهده البلاد من أهلها ، وهذا المفتي كان قد سبق وقال مبررا هجمات الشباب المسلم ضد الفتيات الأستراليات علي الشواطئ الاستراليه : ان اللحم العاري يجذب القطط فلا تلوموا القطط اذا اقتربت منه .
خامسا وأخيرا اذا دققنا النظر في اسم صاحبة الهاشتاج ( راشيل جاكوبس ) سنجد انها غالبا يهودية مع احتمال قليل ان تكون مسيحية فهل لاحظ المسلمون هذا الامر ؟
ان هذه الفتاة وقفت معهم وساندتهم لأننا كلنا وقبل الأديان اخوة في الانسانيه ، وان هذه الفتاة عاملتهم بالحديث الذي لا يطبقه المسلمون ابدا ( ولا تزر وازرة وزر اخري) ،
وقفت معهم هذه الفتاه لم تنظر الي دينهم او خلفيتهم ،
فهل سمعنا عن ان احدا من شباب المسلمين اعترض علي احد الشيوخ الذين يصبون اللعنات علي اليهود والمسيحيين في نهايه صلاتهم قائلا لعنة الله علي اليهود الخنازير وعلي النصاري الضالين ؟
وهل سمعنا عن تعاضد مسلمي الموصل مع مسيحيي الموصل ومع الايزيدين في جبل سنجار ووقوفهم معهم وتوفير ملجأ امن لهم عندما هاجمتهم داعش وطردتهم وأخذت نسائهم سبايا ؟ ام أنهم للأسف وكما سمعت من شهادات الكثيرين من مسيحيي الموصل فان الجيران المسلمين كانوا اول من ابلغ داعش عنهم وأول من استولي علي أملاكهم .
نعرف ان هناك مسلمين معتدلين يرفضوا ممارسات داعش والقاعدة وغيرها ولكنهم للأسف ليست لديهم الشجاعة للوقوف ضد هذه الممارسات اللانسانيه ، وان امتلكت هذه القلة المعتدلة الشجاعة فان الغاليية صوتها عالي وفعلها المتطرف والموالي والمعضد للإرهابيين أسرع واعلي .
Magdigeorge2005@hotmail.com