شوف يا حمادة، كل مشاكل الشعب قابلة للحل، إلا داء الأر بعيد عنك!.. لقد لاحظت أنه منذ أن كتبت عن سيارتى الجديدة وأسئلة القراء الأعزاء نازلة ترف تحاوطنى، إما عن نوعها أو لونها أو أوبشناتها، ومن يومها يا حمادة وأنا كل يوم أجد خرابيش عليها، لذلك أحب أجيب كل من سأل عن ماركتها، إن العربية ماركة «يا حاسدين الناس مالكم ومال الناس»، وهى خمسة سلندر والسى سى خمس خمسات، علشان بس نبقى واضحين..
أما بعد، ندخل فى الموضوع بقى، ولكى تتأكد بنفسك يا حمادة أننى لست غاوية نقد عمال على بطال، وأننى ما باصدق ألاقى شىء إيجابى لأكتب عنه، سأكتب اليوم عن مسرحية رجالة وستات، التى تعرض على مسرح جامعة القاهرة.. ولما أقولك مسرح جامعة القاهرة يا حمادة يبقى لازم تقف تعظيم سلام، فهذا المسرح تخرج منه فنانون عظماء.. لقد حدث وهاجمت وزير الثقافة ورئيس الجامعة لانعدام النشاط الثقافى فى الجامعة مما أوجد بيئة خصبة لتطرف الطلبة وتجنيدهم فى التنظيمات إياها، لذلك عندما نجد أن النشاط الثقافى يعود بقوة، خصوصا مسرح الجامعة، فلابد أن نهلل ونعمل هيصة وزمبليطة ونلم الناس ليشهد الجميع بداية نهضة الجامعة من كبوتها الثقافية.. لقد شاهدت العرض المسرحى واسمه «رجالة وستات»، وشعرت بأننى أمام عمل يحمل كل مقومات النجاح، بداية من اسمه.. الاسم جاذب للمشاهد، وأحيى ذكاء من قرر أن يكون العرض الأول كوميديا، فالكوميديا أيضا جاذبة للمشاهد، خصوصا فى هذه الظروف.. أما بقى القصة والممثلين والإخراج فالحديث قد يطول لساعات..
فى البداية، أوجه دعوة لرئيس الوزراء أن يشاهد العرض، فهذه هى الزيارات الميدانية التى تمكث فى الأرض.. بل إنى أعتبر مشاهدة هذا العرض الآن واجباً وطنياً.. أدعو المخرج المبدع خالد جلال ليشاهد العرض، فهو من النوعية «بتاعته» التى برع فيها، والممثلون أيضا خامة رائعة، وجميعهم يتفجرون بالموهبة، أما المخرج فهو بالفعل مخرج استثنائى.. بصراحة العرض ككل استثنائى.. النص يبدو وكأنه مرتجل رغم أنه ليس كذلك، مما يدل على سلاسته وطبيعيته.. أفكار المشاهد مبتكرة وإخراجها أشد ابتكاراً، أما تمثيلها فهو إبداع.. العرض يتناول فكرة مغرية، وهى فكرة العلاقات الزوجية التى يتطرق منها للحديث عن العلاقات بين الرجال والنساء عموما..
المؤلف بلغ قمة تألقه عندما أشار للكتاب الشهير «الرجال من المريخ والنساء من فينوس».. الممتع فى العرض كان المزج بين الرمزية والكوميديا والتى تجلت فى مشهد الزوج القابع فى مشنة السمك كناية عن اصطياد الزوجة لأخطاء زوجها.. أجمل ما فى المسرحية أنك كمشاهد متزوج ستجد نفسك فى كل مشهد تراه، فتشعر أثناء ضحكك على المشهد بأنك تضحك على نفسك وعلى ما تعانيه مع زوجتك.. العرض ككل بداية قوية جدا لعودة مسرح الجامعة، وتشهد على تلك القوة جلجلة الضحكات التى ملأت المسرح.. أتمنى أن يستمر هذا العرض أثناء إجازة نصف العام لتتاح له فرصة أكبر للمشاهدة... اعمل حسابك يا حمادة تفضى نفسك وتأخذ المدام وبقية الفاميليا وتأخذوا معاكم كام كوز ذرة مشوى على كام حاجة ساقعة وتروحوا تتفرجوا على المسرحية، وادعيلى.