بقلم: جرجس وهيب
عرضت في الجزء الأول من المقال لمثالين، المهندس "أحمد عز" أمين تنظيم الحزب الوطني والوزيرة "عائشة عبد الهادي" وزير القوى العاملة، وما سببها من تقليل من شأن الحزب الوطني في الشارع.
وأعرض في الجزء الثاني لعدد آخر من هذه الأمثلة ويأتي على رأسها النائب "نشأت القصاص" أو ما يعرف بنائب الرصاص.
فسيادة النائب المحترم نائب الشعب والذي من المفترض أن يكون مع الشعب الذي أتىَ به إلى المجلس الموقر وضد من يعتدي عليه أو يسلب حقوقه نجد النائب الموقر يقف أثناء مناقشة استجوابات الاعتداء على المتظاهرين أثناء تظاهرة 6 أبريل الماضي واستخدم الشرطة العنف ضد المتظاهرين، فبدلاً من أن يطالب بمعاقبة المسئولين عن ذلك يطالب بإطلاق الرصاص على المتظاهرين كلام في منتهى الخطورة قوبل بإدانة داخلية وخارجية واسعة النطاق.
فلأول مرة تقريبًا في تاريخ المجالس الشعبية يطالب نائب عن الشعب بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وللأسف الشديد كان عقاب النائب على هذا الكلام المسيء ليس لمجلس الشعب فقط بل للشعب المصري كله ويقلل من قيمة المواطن المصري عقاب هزلي.
ألم أقل لكم إن الحزب الوطني مبلي ببعض قياداته؟!
والمثال الثاني كان لعدد من أعضاء مجلس الشعب حزب وطني أثناء احتجاجات العاملين بمراكز معلومات التنمية المحلية أمام مجلس الشعب فخرج عدد من نواب الشعب حزب وطني للتحدث مع المحتجين، فبدلاً من أن يتضامنوا معهم في مطالبهم العادلة طالبوهم بفض الاعتصام فورًا كأمر وليس طلب، وعندما رفضوا قالوا لهم اضربوا دماغكم في الحيط محدش ها يستجيب لكم، بل طالبت إحدى المتظاهرات من نائب الدائرة التي تتبعها منه التوسط لدى الأمن لخروجها لتسقى طفلها ماء، رفض إلا أن يخرج الجميع معًا فرفضت هي الأخرى أن تخرج حتى لكي تسقى طفلها الذي لم يتعدى الشهور ما كان من أحد ضباط الشرطة المحترمين الموجودين لتأمين الاحتجاج والذي سمع الحديث بالسماح لها فورًا وكل من معه أطفال بالخروج والدخول دون أي عوائق.
ضابط الشرطة المتضرر من الاعتصام يوافق على خروجها لتسقى طفلها ونائب الدائرة يساومها على إعطاء طفلها كوب ماء!! فعلاً هم دول نواب الشعب.
كما أن أحد نواب الشعب أثناء عرض الموضوع بإحدى الفضائيات حدثت مداخلة منه بعض عرض المعتصمين لمعاناتهم والذي قال اقترح على كل شاب من هؤلاء المعتصمين أن يربى راسين (ماشية) أحسن من الكلام دة كلام إن دل يدل على أن نواب الشعب في غيبوبة طويلة فهل كل المعتصمين لديهم إمكان لتربية الماشية ولهم خبره بذلك، فبدلاً من التحدث بعقلانية في الموضوع نجده يتحدث في موضوع آخر تمامًا.
هذه أمثلة بسيطة لعدد من قيادات ونواب الحزب الوطني الذين جعلوا الناس يكرهون الحزب الوطني على الرغم من أن مبادئ الحزب الوطني هي مبادئ سامية ورائعة لو طُبقت وأُحسن اختيار قيادات الحزب لن يكون هناك حاجة للدولة أن تزوّر له الانتخابات.
فالحياة السياسية في مصر يتصارع عليها حزبين، الحزب الوطني ببعض عناصره والتي تدفع الغالي والنفيس من أجل الحصول على الحصانة البرلمانية لكي تمارس أنشطتها الغير قانونية تحت حماية الحصانة، وبين حزب الإخوان والذي انكشف في الشارع المصري بعد أن أيقن عدد كبير من الناس إن الإخوان لا يهمهم إلا أسلمة كل شيء في مصر من تليفزيون إلى مذيعات إلى فنانين ونشر النقاب ونشر الحجاب، دون النظر إلى مشاكل الناس التي تمس حياتهم اليومية.
فلم يكن نواب الإخوان عند حسن ظن الناس والذين كانوا يتوقعون منهم الكثير والكثير، فإذ بهم يشعلون حرب على وزير الثقافة عندما قال رائية عن الحجاب ويتضامنون مع سكان عزة ويجمعون التبرعات وينظمون المسيرات بينما لم يبدوا أسفهم حتى لوجود أسر مصرية تقيم في القبور والعشش ويشربون مياه المجارى؟!
للأسف الشديد الحزب الوطني بسوء اختيار عدد من قياداته يخسر الكثير وهذا لا يمنع أن هناك عدد من قيادات الحزب الوطني يسعون لرفع شأن مصر ولخدمة الوطن والمواطنين.
وسأعرض لعدد من هذه القيادات في المقال القادم وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.