الأقباط متحدون - وداعا أبي و أستاذي
أخر تحديث ١٩:٢١ | الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠١٤ | ٥كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وداعا أبي و أستاذي

 ماجد سوس
عند قيام البابا كيرلس بسيامة القمص بيشوي كامل ، قيل انه تنبأ أنه سيبني سبع كنائس وقد تحققت بالفعل هذه النبوة بصلواتهما و بوجود مجموعة من الخدام السكندريين كان من بينهم محام شاب مملوآ حيويةً و نشاط و قد كان يجري هنا وهناك لبناء بعض الكنائس .

و قد ظهرت ملامح ذلك المحامي البارع ، الجريء في الحق الذي كان يدافع عن الكنيسة بكل ثقة و حماس و قد كان يفخر بمسيحيته دائماً لا يخشى الا الله، و كثيرا ما كان يقف امام المحافظين و مديري الأمن و رجال أمن الدولة بكل جرأة و ثقة و بكل ما اؤتي من حجج قانونية فكان ينتزع بناء كنيسة تلوأخرى .
انه والدي الأُرخن الخادم الاستاذ سامي سوس المحامي الذي انتقل الى السماء في يوم الأحد المبارك 23 نوفمبر من هذا العام و قد رأى قبل إنتقاله السماء مفتوحة و رأى ملائكة و قديسين حوله فكانت تلك تعزية لسماء لنا .

وكان ابي على علاقة قوية برئيس الملائكة ميخائيل و له معه قصص و معاملات شخصية سأحاول جاهداً ان أضمها في كتابٍ يتضمن سيرته و خدمته قريباً إن شاء الله.

كان أبي ناجحا في خدمته العامة فقد اختاره الشعب القبطي لعقود مضت ليكون عضوا في المجلس الملي وعضوا في مجلس إدارة جمعية الشبان المسيحية (YMCA) ،كما انه كان عضواً مؤسساً للعديد من كنائس الاسكندرية و ابرزها كنيستا مارجرجس بسبورتينج وباكوس كما ان ترأس لجنة كنيسة الملاك ميخائيل بحي مصطفى كامل .
و كما بارك الله نجاح خدمتهباركه في كل ما تمتد اليه يداه سواء في المحاماة أو في أعماله الحرة و التجارية و قد إشتهربتفانيه و امانته الشديدة في كل عملٍ أوكل إليه .

وعلى المستوى السياسي و الحزبي اختاره فؤاد سراج الدين مؤسس حزب الوفد الجديد ليكون امين صندوق حزب الوفد بالإسكندرية حتى قدم استقالته في عام 1980
 كان يهتم بكل ما يمس رجال الكنيسة و أعضاءها من مشاكل القانونية ، وكان لا يغفل له جفن حتى ينهي مشاكلهمو قد كان عمل الله عجيبا في حصوله على احكام كثيرة بالبراءة وفي الموافقة على ترميم الكنائس و بنائها و أتذكر ان البابا شنودة طلب منه ان توضع هذه الأحكام في البطريركية لتكون بمثابة مستندات تقدم في كل دعوى مثيلة .

كان موضع ثقة رجال الكنيسة و قد أصدروا لهالتوكيلات و لعل من ابرزهم قداسة البابا شنودة والقمص متى المسكين و نيافة الانبا موسى الذي اسند له كل ما يتعلق بالأمور القانونية ببيت مارمرقس للشباب بأبوتلات بالعجمي و لقد ذكر يومها قال نيافته ان البابا شنوده رشح له الاستاذ سامي سوس واصفاً عنه انه محامٍ قوي جريء.
كان ابي رحمه الله مشهورا بذكاء قانوني حاد حتى انه كان يذهل الحاضرين بردوده السريعة الذكية فبنظرة واحدة لأي مستند كان قرأ كل ما فيه و يعلق علية تعليقا يذهل الحاضرين و كان زملاؤه المحامون يقولون له ان خصومتك لنا في القضايا كانت ترهقنا كثيرا و كنا نسهر الليالي لنعد ما ندافع به أمامك عن موكلينا.

 و في مجال المشاكل العائلية و قضايا الأحوال الشخصية كان خادما حقيقيا يحاول ان ينهي كل الخلافات بالصلح حفاظا عن الاسرة
اما علاقته بالاخوة المسلمين فكانت مميزة و رائعة و كان موضع احترام الجميع و كان مكتبه يعج بالمسلمين الذين يثقون فيه و في رجاحة عقله و منطقه .
كنت اشعر بمكانته في كل مكان اذهب اليه فإذا وقفتُ أنا امام القضاء ، كمحام ، ينظر لي القاضي متسائلا أأنت ابن المحامي الشهير سامي سوس و ان ذهبت الى اي مصلحة حكومية فكان اسمه وحده يسهل مأموريتي ومربوطاًبكلمة المحامي القوي البارع .

أبي الحبيب يصعب علي ان تتركني وقد كنت أستاذي و معلمي و سندي و فخري و صديقي و زميلي . يصعب علىّ أنني لن اسمع صوتك و كلماتك و تشجيعك مرة أخرى فأنا الآن اشعر بفراغ شديد فقد افتقدت  اراءك السديدة وحِكمِكَ البليغة .
عزائي ان تاريخك سيبقى و ذكراك العطرة ستنير طريقي  فإلى ان نلتقي صلي لأجلي


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter