نعيم يوسف
أثار بيان الأزهر بشأن رفضه تكفير تنظيم "داعش" الإرهابي غضبا كبيرا، الأمر الذي يثير الدهشة والإستغراب، ويدعوا للتساؤل: كيف نطالب بالشئ ونقيضه في نفس الوقت؟؟ كيف نطالب الأزهر بألا يكون تكفيريا مع المعارضين له ولكن يجب أن يكون تكفيريا مع المعارضين لنا كمجتمع؟؟
لابد لنا أن نعرف جيدا أن هناك فارقا كبيرا بين "التجريم" و"التكفير"، فالأزهر أكد مرارا وتكرارا تجريمه ﻷفعال "داعش"، أما "التكفير" فلم تصدر هذه الفتاوى عن الغرب نفسه، فالجميع اعتبرهم "إرهابيون" و"مجرمون" و"تكفيريون".. ولكن لا توجد مؤسسة أو دولة غربية اعتبرتهم "كافرون".. بل الذكاء الغربي يستغل هذه النقطة في الدعاية ضد "داعش"... ودائما ما يقول عنهم أنهم "يكفرون المعارضين لهم".
الحرب على الإرهاب ليست عسكرية وأمنية فقط، هذا ما يجب علينا إدراكه، بل تحتاج إلى حرب فكرية للقضاء على معامل تفريخ الإرهاب، ولو نظرنا على أدوات الدولة المصرية في هذا الشأن سوف نصاب بالحسرة.. لأننا للأسف لا نمتلك سوى "الأزهر"... نعم لا نمتلك غيره من الأدوات بالرغم مما عليه من ملاحظات!!!
بنظرة عابرة على إعلان مكافحة الإرهاب في التلفزيون والقنوات الفضائية سندرك حجم المأساة التي نعيشها!!.. فالإعلان ببساطة عبارة عن مجموعة من "الفنانيين" يرددون نفس الجمل المملة مثل "هنهزمهم" ...والسؤال هنا: هل الإرهابيون ارتعدت فرائصهم، وماتوا من خوفهم بعد هذا الإعلان؟؟ وهل من لديهم ميول متطرفة اقتنعوا "فكريا" بالعدول عن أفكارهم بعد مشاهدة الإعلان؟؟ وماذا عن نظرة المجتمع "العادي" لهؤلاء الفنانون -مع كامل إحترامي لهم- ألا يعتبرهم المجتمع مخالفين ﻷعرافه وتقاليده؟؟؟ ألم نرى ذلك في التعليقات التي صاحبت وفاة الفنانة صباح؟؟؟
أما عن وزارة الثقافة ودورها فحدث ولا حرج.. حيث أن كل اهتماماتها منصبة على المهرجانات التي لا يعلم المواطنون أسماءها من الأصل!!! ولذلك فإن الطريقة الصحيحة هي محاربة الأفكار الدينية بالأفكار الدينية.. وفي هذا الشأن لم يتبق لنا سوى الأزهر!!
الأزهر يا سادة به العديد والعديد من المشاكل التي تحتاج إلى الإصلاح .. وهو يحتاج إلى وقفة مصرية مصيرية.. ولا تنسوا أن المصريين جميعا احتموا خلفه في مواجهة الإخوان! هو يحتاج إلى الإصلاح.. فأصلحوه ولا تقتلوه!!