الأقباط متحدون | العنصرية في قلب كل منا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:١٠ | الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤ | ٣كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١٣ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

العنصرية في قلب كل منا

الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤ - ٢٥: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

د. رافت فهيم جندي
ما حدث ويحدث في أمريكا من أحداث عنصرية يثير الشجن للبشر جميعا، ولكن هل العنصرية هي فقط في أمريكا؟ ام في قلب كل واحد منا بسبب اللون أو الجنس أو اللغة او الدين او خلافه؟ الفرق بين شخص وأخر هو من يقاومها ومن يبررها لنفسه.  هناك من يفحص كل تصرف او فكر له، وهناك من لا يجهد نفسه، بل يجد الأسباب ولو كانت واهية لكى يقول لنفسه انه على حق.

في مذكرات الرئيس الأمريكي السابق جيمى كارتر كتب انه كان ينزعج من نفسه عندما يجد في قلبه فكر عنصري، فلقد فكر في قلبه ذات يوم كم طفل اسود اللون ممكن ان يساوى حفيدته فانزعج جدا من نفسه.

وعلى العكس من هذا تخلص احد الصيادلة من طبيب كان يستأجر منه فقط بسبب العنصرية، وهو مقتنع انه على حق ومرتاح البال، مضرا بصيدليته ضررا شديدا.

اثناء حديثى مع بعض الأصدقاء قال أحدهم ببساطة شديدة انه لا يحب ولا يرتاح فى التعامل مع جنس معين، وعندما سألته عن السبب، قال ببساطة "لانهم عنصريين"!

هذا الشخص لم يكن يدرى انه كان يدين نفسه فى انه عنصرى هو كذلك، وينطبق عليه قول الرسول بولس "لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ."
وهذه القصة الواقعية قد تكون باعثا للبعض على مراعاة اصول الكلام حتى ولو كنت تظن انك تتحدث مع خاصتك.         
   
هو من بلد فى وسط افريقيا وفى منتصف الثلاثينات من عمره، راقي التعليم ومتحضر ذهنيا وداكن اللون بعض الشيء، ليس عربى الاصل ولكنه يجيد اللغة العربية قراءة وكتابة بحكم تربيته فى احد البلاد العربية.
ذات يوم ارتاد احد محلات الـ "دولار ستور" وبينما كان يتجول به للشراء قال صاحب المحل لزميل له باللغة العربية "راقب هذا الرجل الأسود حتى لا يسرق شيئا"

لم يكن يدرى المتفوه بهذه الكلمات أن هذا الشخص يفهم ما يقوله لأن ملامحه لا تدل على انه عربى.
وعندما اقترب منه الشخص الذي آتى لمراقبته قال له باللغة العربية، ما هو الشيء الثمين الذى فى الـ "دولار ستور" الذى يمكن ان يغرى احدا بالسرقة؟
بهت الشخص الذى اتى لمراقبته ولم ينطق بحرف، فقال له بصوت حاد "تعالى معي للشخص الأخر الذى طلب منك مراقبتى"...

وردد لصاحب المحل نفس الكلمات فبهت ونظر فى الأرض ولم ينطق، وكانت هناك مجموعة من الزبائن وعمال الـمحل الذين لا يفهمون العربية فترجم لهم باللغة الإنجليزية ما قيل عنه، ولم ينصت لطلب صاحب المحل فى ان يكلمه فقط بالعربية.

اصغى اليه الزبائن والعمال وهو يتكلم بنبرة حادة بينما صاحب المحل واقف امامه مطأطئ رأسه لا يقوى على الرد. 
القى على الـ "كاشير" ما كان سيشتريه وذهب خارجا وفعل معظم الزبائن المنصتين نفس الشئ.
ولكن هل العنصرية هى فقط تجاه اللون الأسود ام انها ايضا تجاه اللون الأبيض؟

حصل مهاجر من افريقيا على وظيفة سائق فى مواصلات تورونتو العامة (تى تى سى) ، وكان سعيدا بهذا الوظيفة الجديدة، وحدث
انه كان يقود الأتوبيس وتلقى مكالمة من رئيسه ودار بينهما حديث وتوجيهات متعلقة بالعمل ولأن اوامر رئيسه لم ترق له، فبعد أن ظن أنه انهى المكالمة واغلق الخط بينهما قذفه بالشتائم ومنها انه (وايت تراش) بمعنى قمامة بيضاء وهذا إشارة ان رئيسه ابيض اللون.

لم يدرى وقتها انه لم يغلق الخط بينه وبين رئيسه، وان كل ما يقوله مسجلا طبقا لقواعد العمل فى المحادثات التليفونية مع السائقين، بمجرد عودته للمحطة تم استدعاءه للإدارة التى واجهته بألفاظه العنصرية وسبابه ايضا المسجل، وتم الاستغناء عنه.

وفى مراحل مقاومة شعور العنصرية فأن اول شئ ان لا يقال علانية، وقوله علانية هو مخالفة تعاقب عليها قوانين البلاد المتحضرة، وأن نقاوم التفكير فيه بل ونبغضه ولا نبرره لأنفسنا، ونحتاج لمعونة إلهية ايضا للتخلص منه نهائيًا،والعنصرية بغيضة جدا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :