بقلم - ماجد سمير
في دولة خزعبلستان "كل واسكت" جملة باتت الأنسب كشعار للمرحلة، لم يعد كافيا أن يشكر أهلها بعد الأكل فقط كما هو معتاد؛ بل يجب عليهم السكوت تماما  بلا أي تعليق على أي شىء، الصمت الأزلي الأبدي هو الأمر الحتمي المواطن هناك.. لا يدري ماحوله والرد دائما عليه "أنت لا تشاهد مايحدث في سوريا وليبيا والعراق، هل تريد أن تصبح "خزعبلستان" مثلهم

كأن الخريطة من حولهم لا تتضمن أي بلاد اخرى لاتوجد بها الإمارات مثلا ولا يوجد على شاطىء البحر المتوسط إيطاليا ولا توجد سويسرا والسويد ودول إسكندنافيا ربما لا توجد أوروبا من الأساس ولا دول شرق أسيا ولا كوريا الجنوبية ولا اليابان، فقط  عليه أن يتذكر دائماً مشاهدة الثلاثي الأكثر سوءاً على الخريطة

لا تعلق وربما أيضاً لا يتحدث المواطن هناك في سره .. يكتم كل شىء فالكتمة أول طريق الأمن والأمان والعيش في سلام ليس كما كان في السابق "جنب الحيط "؛ بل عليه أن يعيش داخل الحيط نفسه .

فلو صادف وحوكم  طفل عمره 9 سنوات بتهمة سرقة خمسة أرغفة، وبصرف النظر عن الحكم الذي سيصدر مجرد وجود محاكمة لتلك الجريمة يدل على أن كل شىء في خزعبلستان  "دقيق" جداًّ، وخضوع الجميع لصاحب الفرن والطفل المهدد بالتحويل للأحداث لكل أساليب "اللت والعجن"، وربما يتم ترحيله للأحداث على "قفص" لضمان دولة صحتها  " رضة" واستمرار الوضع للأحسن لعودة الاستثمار وزيادة "الخميرة في خزينة الدولة فالسكون والسكوت وعدم التعليق هو الحل من أجل النجاح.

في جمهورية من جمهوريات الموز وهومصطلح ساخر يطلق للانتقاص من أو ازدراء دولة غير مستقرة سياسيا، يعتمد اقتصادها على عدد قليل من المنتجات كزراعة الموز مثلاً، ومحكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة.

لا يزال هذا المصطلح يستخدم غالباً لوصف بعض حكومات بعض البلدان في أمريكا الوسطى ومنطقة بحر الكاريبي، بل يتسع ليشير إلى دول أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، صاغ المصطلح في بادئ الأمر الكاتب الأمريكي أو هنري للإشارة إلى هندوراس في ملفوف والملوك (1904 ، مجموعة قصص قصيرة تجري أحداثتها في أمريكا الوسطى) ليطلق على الحكومات الدكتاتورية التي تسمح ببناء مستعمرات زراعية شاسعة على أراضيها مقابل المردود المالي.

ذهب  شخص في جمهورية من جمهوريات الموز  لمراجعة دفتر الحضور فوجد العدل لايوقع في الدفتر وغائب على طول الخط، وتفكر الدولة العبقرية في فصله لأنه استفذ فترة الغياب القانونية، والقانون في جمهوريات الموز يطبق في أمور كثيرة أهمها العزف لأن العزف هناك يجب أن يكون قانونياًّ.