الأقباط متحدون | الأصوات النشاز
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٤١ | الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١٢ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الأصوات النشاز

الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤ - ٢٥: ٠٩ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
 الأصوات النشاز
الأصوات النشاز

بقلم : حنا المقدس
Flat Voices
 
ما معنى نشاز؟ ... النشاز هو صوت يخرج من الكورس، غير مواكب لطبقة الصوت. 
يعتقد النشَّازون أي الذين يعزفون وينشدون نشازًا، أي الذين يخالفون اللحن الأصلي.. يعتقدون أنهم يؤدون ما استقر في آذانهم من لحن، وهم بذلك يقعون في وهم أنهم يرددون نفس اللحن ولا يعرفون عن نشاز أصواتهم شيئًا! فهم لا يسمعون غير أنفسهم، ولا يدركون رداءة أصواتهم النشاز التي يطرشون بها آذاننا!! 
وللنشازين أنواع: 
1) نشازون مخالفون تمامًا للحن الأصلي: 
تجد أحدهم وكأنه يغني "أنت عمري" على لحن "أخاصمك آه"!! وهذا أشد أنواع النشاز. فالنشاز الذي يصدر منهم يضيِّع عليك متعة الاستماع إلى اللحن الأصلي، وكأنه يحاول الشوشرة على أذنك الموسيقية، والتغطية على جمال اللحن الأصلي وذلك بلحن من تأليفه هو فيسبب ضيقًا واستياءًا! لكن يبقى اللحن الأصلي جميلاً يطربك ويصفق له الجميع، ويبقى النشاز قبيحًا يغرد خارج السرب ولا ينال بهذا النشاز غير الاستياء والغضب. 
وهذا النوع من النشاز يذكرني بهؤلاء الذين ما أن يسمعون لحنًا أصيلاً جميلاً ينادي بتطبيق القانون مثلاً وكأنه لحن "هذه ليلتي"، حتى يبدأ النشازون بلحن مقابل يبكي ضياع حقوق الإنسان وكأنهم يغنون "العتبة جزاز"!! 
يعزف الشعب لحن ثورة "أهواك" وينبحون هم بلحن الانقلاب "والسلم نايلو في نايلون"! 
يطربنا الرئيس بمعزوفة مشاريع عظيمة ليحيا الشعب كقناة السويس الجديدة، والطرق والنقل والطاقة والزراعة، فيرددون هم صوت قنابلهم وتفجيراتهم "يموت يموت الشعب". 
 
2) نشَّازون يغنون بطبقة صوت أعلى: 
وهذا النوع من النشاز رغم أنه مطابق للحن الأصلي الجميل، إلا أنه بدأ من طبقة صوتية أعلى من طبقة اللحن الأصلي، فيكون حادًا يخترق طبلة الأذن وكأنه يفجرها! .. وعندما تحاول الغناء معهم من نفس الطبقة العالية، تجد أنك لا تقدر على الاستمرار في الغناء بعلوها عن الطبيعي، فيبدأ الصوت في التحشرج ولا تستطيع أن تواصل الغناء. 
فمثلاً عندما تغني أنشودة "أنه الآن وقت عمل للوطن"، يصيح النشَّازون معك من طبقة أعلى أنشودة "بل الانتقام أولاً ثم البناء".. وما أن تسمع هذه الطبقة العالية "الانتقام"، حتى تسكت عن الغناء لأن نشاز الصوت العالي والطبقة المرتفعة تجبرك على الخرس! 
وهؤلاء النشَّازون كثيرون، تغني "تحيا مصر".. يغنون معك "تحيا مصر الإسلامية".. تستقبلهم بابتسامة وحب "صباح الخير ياللي معانا".. يردون عليك بجدية"ورحمة الله وبركاته"! 
 
3) نشَّازون يغنون بطبقة صوت أوطى: 
وهو أيضًا نوع من النشاز المطابق للحن الأصلي لكن من طبقة صوتية منخفضة عن نوتة لحنك الأصلي! فيكون خليط اللحنين نشازًا لا يطربك.. وهذا النشاز الذي يبدأ من طبقة واطية قد يضطرك أن تتوقف عن العزف وتطلب منهم التوقف عن هذا الغناء الواطي! 
يعني تقول "ثــور" يجيبك "احلبوه"!.. تغني "تسلم الأيادي".. يقول وهو منحني "بل وابوسها كمان". طبعًا لأنه أصلاً من "طبقة واطية"! 
 
النوع الأول من النشازلا يمكن علاجه أو تصليح نشازه.. باختصار يعني "مافيش فايدة منه"، لازم يسكت عن الغناء ويعتزل ويشوف حاجة ثانية يعملها.. لأنه نشاز والمصيبة الأكبر أنه لا يعلم أنه نشاز!!.. تكلمه كمواطن، يرد عليك كأرهابي.. تناقشه بالفكر، يدغدغ مشاعرك بالسلاح!!.. إلى صندوق الزبالة أيها النشاز. 
أما النوعين الثاني والثالث من النشازين أعلاه، فيمكن مع التدريب وضبط طبقة الصوت الصحيحة للحن حتى تكون لا عالية ولا واطية يمكن أن يستمروا في الغناء عند عودتهما إلى الطبقة الصوتية الوسط الصحيحة. فلا يتهمك أحدهم بالخيانة إذا قلت "مصلحة مصر" ولا يغني لك أحد "ظلموه" إذا سجنت فاسدًا!
وقد يواجهنا سؤال هام: "كيف أن الدول المتقدمة في الموسيقى والديمقراطية يحافظون على اللحن المتسق والميلودي الجميل؟.. رغم أنهم يعتمدون على أربعة أنواع مختلفة من الأصوات تغني متداخلة مع بعضها في نفس الوقت؟" 
الأصوات هي : 
السوبرانو Soprano صوت نسائي مرتفع 
ألــتـــو alto صوت نسائي منخفض 
تينور Tenor صوت رجالي مرتفع 
بــيــسBass صوت رجالي منخفض
فالعازف الماهر عندهم، هو مَنْ يعزف الألحان متداخلة بالأربعة أصوات (4 voices). ولكل صوت من هذه الأصوات الأربعة لحن خاص به، وطبقة يبدأ منها وينتهي فيها، ومع ذلك فكل هذه الأصوات تعمل في تناسق رغم التداخل فيطربك اللحن ويرفعك مع المستمعين إلى أعلى درجات الانسجام والسلطنة! رغم اختلاف الأصوات.. فالاختلاف الذي دمر السلام الداخلي في مجتمعنا لا يمثل أي مشكلة عندهم بل قبوله جعلهم سعداء. 
فالاختلاف لا يفسد للود قضية، والاختلاف ليس مشكلة إذا التزم المختلفون بالانضمام داخل لحن واحد اسمه "الدين لله والوطن للجميع". 
 
القاهرة في : 8/12/2014
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :