الساعة تدق التاسعة صباحاً، يفتح الصغير شباك بيته فى الجيزة، جالساً على سطحه، ينتظر إطلالة والده من حين لآخر، لا يفارق «سليمان» مكانه طوال يومه منادياً: «رد عليا بقى يا بابا، ماما قالت لى إنك رحت عند ربنا فى السما، وانا قاعد مستنيك ترجع لى».
لم يستوعب الطفل الصغير ابن الـ5 سنوات رحيل والده من أيام مضت، تحاول «الأم» أن تبسط لـ«سليمان» الحقيقة بطرق مختلفة، لكنها تفشل فى كل مرة: «ابنى مش راضى ينزل من على الشباك خالص، جوزى مات فجأة وكان كويس ومافهوش أى حاجة، وسليمان الوحيد فى وسط اخواته اللى كان مرتبط بأبوه جداً، ومن يوم ما مات وقلبى متقطع على الاتنين، على فراق جوزى وقعدة سليمان على الشباك وهو بينادى على ابوه»، مضيفة: «عندى محمد وزينب فى ابتدائى وسليمان الصغير، بيصحى مع اخواته وهما نازلين المدرسة كل يوم، يقعد على الشباك ومابيتحركش إلا لو لقى قطة فى الشارع تحت البيت يجرى يجيب لها أكل من المطبخ ويرميه ليها».