الأقباط متحدون - هل تحتاج ليبيا التدخل العسكري المصري بأراضيها2-3
أخر تحديث ١٩:٠٦ | الاثنين ٨ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٩هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل تحتاج ليبيا التدخل العسكري المصري بأراضيها2-3

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
كنا نتحدث المقال الفائت، عن مقال الأستاذ محمود بيومي بجريدة التحرير المعنون ب"هل تحتاج مصر حقاً إلى التدخل العسكري بليبيا" وتحدثت عن حقيقة العقيدة العسكرية المصرية، وهل هي منكفئة أم لا؟ كما ذهب الكاتب المحترم في عدم رغبة مصر التدخل العسكري الخارجي منذ حرب اليمن وحرب يونيو، الحربان اللتان دفعت السياسة المصرية الخارجية إلى الانكفاء

وناقشت صحة هذا من عدم صحته، كما حللنا حقيقة التدخل المصري بحرب الخليج، وهل أكدت ثورة يناير الاتجاه المصري بالانكفاء وعدم التدخل في شئون الدول؟ كل هذا ناقشناه في المقال الماضي، واليوم نستأنف حوارنا حول نفس المقال.

ينتقل الكاتب المبجل من مرحلة النظريات التي وضعها في بداية مقاله والتي ناقشناها كما سبق في مقالي الماضي إلى المرحلة العملية، إذ يقول من الناحية العملية فإن التدخل العسكري الخارجي وإعلان الحرب على دولة أخرى، أمر محفوف بالمخاطر ويتطلب موافقة البرلمان، وفي هذا هو يقول حق يراد به باطل، إذ أنه لا يوجد أحد يدعو لإعلان الحرب على ليبيا، إلا إذا كان يعتبر أن تلك الكيانات الإرهابية المتعايشة والقاطنة بالأراضي الليبية هي ليبيا، ويتجاهل الانتخابات الاخيرة والتي أعلنت هزيمة التيار المتأسلم

بليبيا وانتصار المعارضة، ويتجاهل مطالب من قبل حفتر والحكومة الليبية لدعمها من قبل جيش مصر، وهذا يؤسفني أن يأتي من كاتب محترم مثله

كما أن الأستاذ محمود بيومي يقول أن هذا أمر يحتاج موافقة البرلمان وكأنه نسى أو يتناسى أن كثير من المهام التي يقوم بها البرلمان يقوم بها الرئيس السيسي بإصداره قرارات وقوانين بكذا وبكذا

ما يعني إمكانية أن يصدر الرئيس السيسي قرار مثل هذا بالتدخل في ليبيا بشكل غير محفوف كذلك التدخل الذي تقوم به أمريكا في العراق وسوريا بضربها من الجو نقاط محددة، وهو أمر تستطيع القيام به مصر لا جدال، فلا أمريكا أفضل منا ولا نحن أقل منها، صحيح نسيت أن أنبه الكاتب الموقر أن التدخل الأمريكي بالعراق الآن يأتي تحت غطاء دولي بمشاركة دول أخرى مثل فرنسا وكندا وبريطانيا والإمارات وإستراليا وغيرهم كثيرا

ورفضت مصر مشاركتهم، كما  أشير لما جاء في كثير من مقالات لي سابقة أن أمريكا التي تتدخل الآن في العراق سبق لها التدخل العسكري في دول كثيرة، ومنيت بهزائم مذلة، وعاشت مآسي أكثر سوءاً من التي عاشها الجيش المصري باليمن، ككارثة حرب فيتنام  وهزيمتهم المذلة في تدخلهم بدول أمريكا الجنوبية، وفشل دعمهم لمعارضي النظام الكوبي في معركة كمعركة خليج الخنازير وغيرها.

على كل حال، هذا كله لم يمنع أمريكا قط من استمرارها في التدخل في شئون الدول الأخرى سياسياً وعسكرياً، هذا مع العلم أن جيشنا لم يمنى بهزائم مذلة خارج أرضه منذ تأسيسه ومنذ تدخله في حرب المكسيك، ولم يعش فترات حالكة في اليمن كالتي عاشها الجيش الأمريكي في فيتنام سابقاً وافغانستان حالياً.

إلى هنا نتوقف عن البحث والتحليل، وعلى وعد باستكمال الحوار والنقاش حول المقال محل التحليل، الأربعاء القادم، إن عشنا وكان لنا نشر، بإذن الله.
المختصر المفيد حرب اليمن لن تبق عُقدة لنا، فأمريكا تعرضت لكوارث وأزمات أشد خطورة، لكنها فقط تعدل من إستراتيجية تدخلها العسكري، بما يوافقها هي، وقد تعود لتكرر أخطائها ثانيةً.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter