الأقباط متحدون - أحكام القضاء بين البراءة والإعدام
أخر تحديث ٠١:٤٧ | السبت ٦ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٧هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أحكام القضاء بين البراءة والإعدام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مينا ملاك عازر
حكمت المحكمة على أكثر من مئة وثمانين فرد بإحالة أوراقهم إلى مفتي الديار المصرية، فيما يعد لأي فاهم في أحكام القضاء بأنه التمهيد للإعدام، تهمة أولائك المتجهين نحو حبل المشنقة بثبات، هي قتل أفراد نقطة شرطة كرداسة، ليس قتل فقط بل هو تمثيل بالجثث، وتنكيل بهم، بل نال بعض المواطنين المارين أثناء الأعمال الوحشية هذه ما نال بعض أفراد النقطة فخرجوا مصابين.

حكمت المحكمة بالإحالة للمفتي، والمفتي رأيه استشاري، قد يقبل وقد يرفض، ولكن لا يؤثر هذا على ضمير المحكمة التي رأت في أولائك الوحشيين الدمويين قتلى لا يستحقوا شفقة أو رحمة، حينما ترى أمهات وزوجات وأبناء الضحايا، تجد نفسك ودون أن تدري تحكم عليهم بالإعدام ألف مرة، تحكم على السفاحين اللاآدميين، بل قد تخونك إنسانيتك في بعض الأحيان وتتمنى من قلبك أن يُفعل بهم ما فعلوه بضحايا نقطة كرداسة.

السؤال هنا، هل ما يتمناه قلبك يعد خيانة للإنسانية، هي مسألة نحتاج التفكير فيها ملياً، وإن كنت بهذه الشفقة والرحمة بأسر الشهداء، لماذا لم تنبري وتضبط قلبك متلبساً بتمني مثل هذا التمني، الذي تمنيته ضد أولائك القتلى مع مبارك الذي كان متهماً بقتل ثوار يناير؟ لماذا لم تتمنى أن يُعدم؟ لماذا هناك أُناس فرحين ببراءة مبارك، يبدو لبشاعة ما صُوِر فإن كان مبارك قد أمر بالقتل لم يكن قتل متظاهري يناير إلا قتلاً بالرصاص لم يواكبه تمثيل بالجثث، ولا تنكيل بمن يقتربون من الموت إلى أن يموتوا، لم يُحرموا من جرعة ماء قبل أن يلاقوا ربهم، ألهذا تصمتون،

لا أظن، فالسبب الأكبر أن هناك كثيرين تشكل وجدانهم واثقين في أن مبارك لم يفعلها، ولم يقتل، ولم يأمر حتى بالقتل، وإن فعلها ما كانت الثورة نجحت بهذه السلاسة، إذن حكم البراءة التي حكمت به المحكمة حكمت به بناءاً على أوامر ضميرها،

وحكم الإعدام الذي حكمت به جاء نتيجة لقناعة وكرت في ضميرها، وقلبك نفسه يشهد بأنك لو حَكموك في هذا وفي هؤلاء لفعلت ما حكمت به المحكمة، لأخذتك بمبارك الشفقة، وما أخذتك ولا راودتك الإنسانية لحظة لتفكر في أن ترحم هؤلاء السفاحين، أليس كذلك؟ فما بالنا إذن برجل قضاء يتحكم فيه ليس فقط قلبه وضميره بل مواد قانون وأوراق، حتى حينما وجد نفسه سيحكم على مبارك بالإدانة أدانه لكن القانون وقف حائلاً ضد تنفيذ الحكم إذ سقطت العقوبة بالتقادم، إذن مبارك مدان بالتربح، ولكنه لم يكن مدان بالقتل، مبارك قتل آخرين غير المتظاهرين،

للأسف لم ولن يحاكم عليهم. أما هؤلاء القتلى ببجاحة صوروا أنفسهم وهم يقتلون، فهل تترأفوا بهم؟ أو تشفقوا عليهم؟ لا أظن، ولا أظن أن غضبنا ورغبتنا في أن ننكل به، ونفعل بهم ما فعلوه بشهداء كرداسة، تخَلي منا عن إنسانيتنا مش كده ولا إيه؟!.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter