الأقباط متحدون - أيها المصريون.. احذروا الفتنة
أخر تحديث ١٤:٢٩ | الجمعة ٥ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٦هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أيها المصريون.. احذروا الفتنة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
بقلم   د. صلاح الغزالى حرب
أكاد أشم رائحة الفتنة تطل برأسها تحاول النيل من تماسك هذا البلد ووحدته فليس من قبيل الصدفة أبداً أن تتزامن الدعوة المشبوهة لأحداث ٢٨ نوفمبر قبل يوم واحد من صدور أحكام القضاء الأخيرة، مع عودة رئيس الدولة من رحلته الناجحة لإيطاليا وفرنسا محملاً بالكثير من الآمال والطموحات.. من أجل ذلك أوجه ندائى إلى عقلاء الوطن وحكمائه لكى نلتف جميعاً حول مجموعة من المبادئ العامة التى لا أظن أن عليها اختلافاً.
 
أولاً: ثورة ٢٥ يناير هى من أعظم الثورات الشعبية على مر التاريخ الحديث وهى نقطة مضيئة فى تاريخ هذا البلد، وعلى الرغم من التفاف جماعة الشرعية ومحاولة سرقتها إلا أنها فى نهاية المطاف استطاعت أن تنهى عصراً تكلست فيه مفاصل الدولة، وشاخت قياداتها، وعم الظلم والفساد والإفساد.. وبدأت مصر بالفعل عصراً جديداً مشبعاً بالأمل والتفاؤل.. ولذلك أطالب رئاسة الدولة بأن تمنع بقوة القانون أى تطاول على هذه الثورة عبر أى وسيلة إعلامية اتساقاً مع دستور مصر الجديد من ناحية واحتراماً لأرواح الشهداء من ناحية أخرى.
 
ثانياً: احترام القضاء، وأحكامه غير قابل للمناقشة وهو الضمان الرئيسى لأمن واستقرار هذا البلد ولابد من توقيع أقصى العقوبة على كل من يخل بهذا المبدأ المستقر فى الوجدان الإنسانى.. ومن غير المقبول أن يربط البعض عمداً أو جهلاً بين الأحكام الأخيرة وثورة يناير العظيمة، فهذا خلط فاضح بين القانون والسياسة، وبين تحقيق العدل والأهواء الشخصية.
 
ثالثاً: على كل الأجهزة الأمنية أن تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا البلد والعودة به إلى الوراء من خلال المظاهرات العنيفة، وقطع الطرق، والتعدى على الممتلكات العامة وعلى رجال الأمن.. وأطالب بإحالة المتهمين فى هذه الجرائم إلى المحاكم العسكرية تطبيقاً للقانون الصادر مؤخراً.. لكى نقطع الطريق أمام محاولات جماعة الشر والضلال للصيد فى الماء العكر.. واستغلال مشاعر الناس مرة أخرى.
 
رابعاً: على الحكومة أن تبدأ فوراً فى مراجعة ملف المصابين والشهداء طبقاً للأحكام القضائية فى هذا الشأن، وكذلك طبقاً لنتائج لجان التحقيق وتقصى الحقائق على أن تعلن كل النتائج على الرأى العام لإغلاق هذا الملف نهائياً، وإيفاء كل ذى حق حقه، ووقف عمليات الابتزاز باسم الثورة.
 
خامساً: من مراجعتى لصور المقبوض عليهم فى الأحداث الأخيرة لاحظت أن غالبيتهم من الأطفال، والمراهقين، والعاطلين، والمتسربين من التعليم وأعتقد أن كثيراً منهم ليسوا من إخوان الشر ولا علاقة لهم بشؤون السياسة، ولكنهم ضحايا الجهل والفقر وانعدام العدالة الاجتماعية، ومن هنا فإننى أهيب بوزارتى الشباب والتضامن الاجتماعى وجميع الهيئات والجمعيات العاملة فى مجال الطفولة، والشباب أن تعطى هذا الملف أولوية قصوى لحماية أبنائنا من ناحية، وتعرية مجموعة الشر والضلال من ناحية أخرى.. وفى هذا المقام أوجه كل التحية والتقدير للمايسترو الفنان سليم سحاب على مبادرته الكريمة نحو أطفال الشوارع وتوجيههم لممارسة الفنون الراقية.
 
سادساً: آن الأوان أن تفيق أحزابنا السياسية من غفلتها خاصة ونحن على أعتاب الانتخابات البرلمانية وأهيب بها أن تنسى خلافاتها الحزبية، ومصالحها الضيقة، من أجل رفعة هذا الوطن وهى فرصتها الأخيرة للبقاء فى المشهد السياسى.
 
سابعاً: أطالب الحكومة بالإسراع فى تشكيل مجلس أعلى للإعلام ووضع ميثاق شرف إعلامى لإصلاح المسار حيث يعانى الإعلام حالياً من حالة غير مسبوقة من الانفلات، والتسيب، ونرى يومياً بعضاً من أشباه الإعلاميين المتحصنين فى قنوات خاصة ببعض رجال الأعمال المرتبطين بالعهود السابقة وهم يثيرون الفتنة، ويزرعون بذور الشقاق بين المصريين ويؤججون المشاعر بلا أى رقيب أو حسيب.. وقد آن الأوان أن نعيد للإعلام احترامه واتزانه لكى يساهم فى تشكيل الوجدان المصرى الجديد.
 
وبهذه المناسبة أود أن أوجه الشكر الجزيل للإعلامية القديرة منى الشاذلى التى اتجهت مؤخراً إلى إعلام محترم يحترم عقل المشاهد ويضيف إلى عقله ووجدانه الكثير.
 
أيها المصريون.. احذروا الفتنة، ولا تلتفتوا إلى الوراء، ودعوا القضاء النزيه يقول كلمته، وانظروا إلى المستقبل، وابذلوا الجهد والعرق من أجل غد أفضل لنا ولأبنائنا من بعدنا.
 
ektebly@hotmail.com
 
نقلآ عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع