الأقباط متحدون - انطلقت الشحرورة وما غرب الصباح
أخر تحديث ٠٨:٢١ | الجمعة ٥ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٦هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

انطلقت الشحرورة وما غرب الصباح

 الشحرورة
الشحرورة

ماجدة سيدهم

هكذا لونت أبجدية الصحو " ب فتحة بـَا بَحبك ..ب كسر بـي ِ بِشدة ..
ر ضمة رُوحي جنبك ..." تصدح  بلورات الدلال الناصع  حين هوت على رأس النغمة وغنت البهجة ،شدت بلؤلؤ الجاذبية  وطغيان الاتساع الوطني ،شحرورة  الجبل والوادي ،ممتد رحيق صوتها عبر مسافات الوحشة  فتزرع التفاؤل وتشع رناتها جمالا مثاليا واخضرار الفرح  " زي العسل "

 صباح عاشقة الحياة حتى مشتهاها، مفعمة الموسيقا حتى مغفرة الغناء، ولتكن مشيئة المشوار بين فرح ومرارة وبين  نجاحات وخيبات فتـُقبل على عطايا الحياة بكرم بالغ الصدق وأمانة مع النفس، هي التي لم تخجل من  ضعفاتها أو تكرار خفقاتها حين أثنت على  أخرين تراهم أفضل وأوفر عنها حظا وتألقا ،وحين مرت بها  الأيام  ظلت تقبض على وميض شمس المحبة ودفء الضحكة  و كل مواسم العنفوان حتى أناقة التسامح .

صباح  صبية الغنوة والشقاوة والمرح التى لم تطلها شيخوخة القلب  ولم تلوثها  تجاعيد البغضة والثرثرة الجارحة لحتى عفت عن إساءة هجو لاحقها ، فتغني أغنيتها الأخيرة أو قل رسالتها الأخيرة كمراسم هادرة لانتقالها الأخير.. فهكذا خرج لبنان في أوج وسامة الرقي وذروة أناقة التحضر وخشوع إيمانه واحترامه لفنانيه ، لبنان الذي طالما حارب قوى الظلمة وشتى الانقسامات والصراعات  بفيض  خصب فنونه  وتراثه الحضاري الذي لا ينضب

  هكذا خرج بدبكته يحمل شحرورته على أعناق رغبتها " زقفة زقفة يا شباب " حيث السلامة لراحتها عن تعب الجسد المولع بالحياة وحين تغلبه أوجاع المطاردة  بالألم ، بينما كم كان موجعا تراشق هناك بين دعابات وسخريات  غير لائقة تزامنت ولاحقت رحيلها الهادئ ،لكنها تكشف عن ذهن  قزم ووجدان عقيم  في رحاب ثقافة التعاويذ والتكفير والتأويل ما بين الحلال وحرامه وعدم التقدير للإنسان  ، وفي هذا أعتذر لصبية الغنوة المشرقة .

وأيضا ما وجدت أشهى  من خمر كلمات الشاعر سالم العوكلي حين كتب "الفنانة الإنسانة التي لم تغادر أبدا سن المراهقة، الفراشة التي خضبت بألوانها الموسيقى الجامحة في زمن حكمة الموسيقى، أنوثة النبيذ التي تتعتق مع الزمن، الفرس البرية التي عاندت ألجمة الفرسان وملأ صهيلها القدسي أودية الحرية البيضاء، البسيطة كطفلة قروية والمركبة كآلهة وحيدة، سارقة النار من فم البركان كي تضيء شمعة ميلادها كل عام، ريح الشمال التي انعش صفيرها في نوافذنا أحزان الليل وحماقاته. صباح الحب دائما يا صباح.."

* نعم ..قد يهدأ الجسد قليلا
 ويخبو الوميض تباعا

لكن تظل النغمة طريقا حلوا للاستمرار
هل يجوز التعبير بغروب الصباح ..؟
هذا ضد الطبيعة المفعمة بالحياة..!
ولن ينتهي الغناء أبدا


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter