ماجد سمير
رغم ان قلمه نظمها بإتقان شديد في عام 1979رثاء للراحل زكي مراد إلا أنك تشعر بعد مرور السنين أنه كتبها عن نفسه، "مسافر ..مسافر" ، في ذكرى رحليه الأولى أتذكر أن "نجم" أو "عم نجم" كما كنا نحب أن نناديه كان شبيه لمصر ولترابها وطينها كأنه تكون من أحلى مافيها عشقها حتى الموت ومات فيها لدرجة الحياة..كتب الفاجومي ربما رثاء لنفسه أكثر من زكي مراد
مسافر ... مسافر ..ودايما مسافر
ومهما الطريق كان بعيد أو صعيب
مسافر بعمرك وأمرك عجيب
كأنك بطبع العناد ... سـندبـاد
وعاشق... وعشقك بعيد البلاد
مسـافر.. تودي الوداد للرفاقة
مسافر.. تجيب الحليب للولاد
اتسقت كلماته مع حياته التي كانت غربة متصل رغم انه لم يعرف غير مصر وطنا ذاب في عشقها ولم يخشى أبدا سلطان جائر ووقف كالفارس النيل في وجهة كل الحكام حتى وافته المنيه بعد ثورة 30 يونيو التي خلعت الإخوان من كرسي حكم مصر.
في أقصى عصور مصر قمعا واجه سطوة نظام عبد الناصر بعدد من القصائد مثل "شقع بقع" صرخ في الشعب مطالبا أياه بالثورة على النظام "النكساوي" نسبة إلى نكسة 1967 فقال
ياشعب ثور داهية تسمك
في الأصول أسباب همك
عصابة بتمص في دمك
والاسم قال ضباط احرار
شيلو القطيع النكساوي
اللي لا عايز ولا ناوي
يرحل ويكفانا بلاوي
من تحت راسه ذل وعار
ولم يكتفي "بشقع بقع" فقط زاد عليها بقصيدة أخرى أشد قوة "الحمد لله خبطنا " ركز فيها فيها على النكسة وفشل النطام سياسيا وعسكريا وظل على نفس الخط لم يتراجع لحظة واحدة وكان هدفه ورفيقه دربه الشيخ إمام عيسى الحرية للشعب مستهينا بكل ما واجه من اعتقلات من كل الأنظمة الحاكمة لمصر.
وفي عصر السادات كان له موقف معادي تماما لنظامة كتب عن ه " أو أه" و"إحنا معاك " ومع الانفتاح الاقتصادي غنى الشيخ امام ولحن رائعة "الفاجومي" بوتيكات" التي كتبها ناقدا بشعر شديد السخرية سياسة الإنفتاح الاقتصادي وشدا إمام مرددا ابياتها الصارخة.
بوتيكات النات كونات
هاتقولي الفقرا ومشاكلهم
دي مسائل عايزة التفانين
وأنا رأيي نحلها ربناني
ونموت كل الجعانين
وبهدذا ماحدش ها يجوع
لو نعمل هذا المشروع
وهانقل هذا الموضوع
نهائيا ونعيش في تبات
ياحلاوة الناوا كواناوا
يا بلدنا ياخر فتكات
بوتيكات النات كونات
ومع مظاهرات الطلبة كتب "الورد اللي فتح في جانين مصر" ورجعوا التلامذة ياعم حمزة" ونجح الثنائي في مواهجة زيارة بعض رؤساء الدول الغربية بالأغاني مثل "فاليري جيسكار ديستان" وشرفت يا "نيكسون بابا" خلال زيارة الرئيسين الفرنسي والأمريكي لمصر، وعندما عاش في أوربا لفترة برفقة "إمام" حققا مالم يحققه أي مهاجر من شهرة وجمعا حولهما كل العرب المتواجدين في فرنسا وشكلا ضغطا غير عادي على نظام السادات الذي اعتقد للوهلة الأولى أنه تخلص من القلق الذي تسبب في الثنائي لنظامه
فأمر بعودتهما مرة أخرى للوطن وعندما تمت دعوتهما لحفل في الخارج منعهما نظام السادات من السفر فكتب "الفاجومي" واحدة من أروع قصائده " الممنوعات" وبعدها لخص عصر السادات بقصيدته الرائعة "البتاع".
ولم يختلف موقف "نجم" من السلطة خلال فترة حكم المخلوع مبارك فكتب عنه "كأنك مافيش" وظل مناضلا حتى ثورة 25 يناير ثم خلال فترة حكم مرسي رد على إشاعات عمل "المعزول مرسي" في وكالة ناسا قائلا : هو كان شغال في ناسا ولا ناسا لاقيته في الفضاء، وشارك بشكل فعال في الموجة الثانية أو موجة تصحيح ثورة يناير في ثورة 30 يونيو
نجم كان نجما قرر الحياة كما يحب وكا آراد أن يكون لم يخف أبدا من سطوة حاكم مهما وصل جبروته، عشق الحرية كما عشق الحياة رحل ومازالت كلماته لاتقل قوة عن الرصاص في وجهة أي طاغية أو ديكاتور..نجم كان شاعرا بدرجة مناضل.