بقلم - لطيف شاكر
منذ الانقلاب العسكري الديني عام 52 عانت مصرمن تغلغل التيار الديني في كل مرافق الدولة بدءا من مناهج التعليم حيث ربوا أجيالا كارهة للوطن وبثوا فيهم ان كل العالم للاسلام ودولة الاسلام لاتحده حدود ارضية من صنع البشر , وأنشأوهم علي كراهية شركاء الوطن وانهم كفار يستحقون القتل ونهب ثرواتهم وحل دمائهم واعراضهم والعمل علي تهميشهم في الحياة الاجتماعية والانسانية ورفعوا شعار الولاء للدين ولايبالوا بالوطن وضحوا به علي حساب الدين فكانت الشريعة هي الحاكمة والدين هو المهيمن علي العقول , وكل يزايد علي اسلامه وتدينه واصبحت العلامات الدينية علي الوجه واليد والملبس دليل علي التقوي وشهادة موثقة علي التدين الصحيح .
وحلم عبد الناصر بجمهورية عربية طمعا في امبراطورية عربية كبري فسخر الشباب في حروب لا ناقة لهم فيها ولاجمل وكأن امهاتهم انجبتهم للموت واغدق علي زعماء كرتونية باموال المصريين وحروب ارهقت خزينة الدولة فضلا عن استضافة عشرات الالاف من الغرباء بالجامعة الازهرية الكبري التي صارت وكرا للارهاب ومفرخة للاسلاميين , كل هذا من اجل حلم رئيس طامح فجاءت النكسة تهز ادراجها وصارت احقر وكسة في التاريخ ..., ولم يتحقق الحلم .
وفي عهد السادات صارت مصر دينية اسلامية وكان سعيه ان ينهي علي المسيحيين حياتيا واقتصاديا واوضح مثل لهذا :ماقاله عام 56 في المؤتمر الاسلامي لن يبقي في مصر من المسيحيين سوي الخدم والبوابيين وماسحي الاحذية واحتجز بابا الاقباط لغرض دنئ في قلبه ليحقق حلمه الخبيث فاعطي الآمان والاموال للاخوان المسلمين واسس الجماعات الاسلامية ليحارب اليساريين والناصريين والاقباط برمية اسلامية واحدة وزرع التعصب وراعي الارهاب ومات بايديهم اشر ميته ....ولم يتحقق الحلم .
ولم يعتبر حسني مبارك من نهاية السادات فاهمل مصالح المصريين وداس علي رقاب المسيحيين وكان اسود عهد في العصر الحديث وأزفت من الحكام السيئن السابقين .لقد اعدم حقوق المصريين عامة والاقباط خاصة وطلت الذمية بوجهها الكئيب علي الاقباط واعطي الضوء الاخضر للاسلاميين بان يذبحوا الاقباط بخسة ونداله دون محاكمات ليهادن التيار الاسلامي علي حساب دم الاقباط , وطال الفساد كل اجهزة الدولة ,كان عهده كالليل البهيم علي المصريين وكان جل همه توريث ابنه علي مملكته التي ورثها عن ابوه فكانت ثورة 25 يناير ,ولم يتحقق الحلم .
وفي عهده الغير مبارك أحي السلفية واهما ان حديد السلفيين سيفل حديد الاخوان , وغباء الحكام نقمة علي الشعوب كأنه لايدري انهم اصل وصورة ووجهان لتيار فاسد واحد و من نفس المعون الآسن , واصبح الوطن ممزقا ومهترأ ادي هذا الي تسليم الوطن لقيادات الجيش .
وتسلم حفنة من القيادة العسكرية الوطن فقادوا البلد الي الفشل الذريع وفتحوا الابواب علي مصراعيها للارهابيين المجرمين العائدين من الخارج بعد ان افسدوا البلاد وقتلوا العباد ونهبوا الخيرات بحجة الجهاد , وحدثت في عهدهم السئ ابشع المذابح للاقباط في ماسبيروا وللشعب في بورسعيد دون محاسبة احد . كانوا خانعين فاسدين ضعفاء وقاموا بدورهم الخسيس في تسليم مصر للاخوان المسلمين وكانت الطامة الكبري للوطن , ولم يتحقق الحلم
وجاء مرسي وعشيرنه و يعجز اللسان عن وصف الفساد والعربدة وسوء الاخلاق واضطهاد الاقباط وكان دستورهم القبيح ومجالس تشريعاتهم الحقيرة من كائنات جاهلة متخلفة أعادوا الوطن الي القرن الاول الهجري. ورئيس تافه غايته بيع مصر بالقطعة لمن يدفع أكثر ومراده ان تكون مصر ولاية اسلامية لامبراطورية قطر الصغري , وكانت ثورة 30 يونيو التي اطاحت به وعصابته بعد ان هدموا البنية التحتية للوطن وحرقوا الكنائس وخطفوا الاقباط مقابل الدية الباهظة او القتل بدم بارد والدولة لاتسمع ولاتري .. ولم يتحقق الحلم .
لقد راهن عبد الناصر علي الامبراطورية العربية وفشل وراهن السادات علي الحكم الاسلامي وقتل وراهن مبارك علي التوريث فأحتقره الشعب وسجن وراهن مرسي علي الخلافة فسخر منه المصريين وسجن .
ان مصر ابتلت بحكام غرباء استهانوا بها فأهانتهم ارادوا بها شرا فلفظتهم , والرهان علي مصر فوز عظيم والشوفينية للشعب المصري كسب حقيقي ,وبالانسان المصري يتحقق الحلم وتعود مصر لمصريتها وتنتصر مصر علي الاعادي وترتفع هامتها علي حكام العرب الاقزام وعلي العروبيين الحمقاء وعلي الاسلاميين الجهلاء ..ولتحيا مصر.