الأسر لا تجد أي عون لها من خير الأمطار
سوهاج - حسن عبدالقادر
فى ( نجع العرب ) بقرية أم دومة ،التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج ، تعيش 16 أسرة خارج حدود الزمان والمكان ، بعيداً عن اهتمام المسئولين
فالمكان كما حددته الوحدة المحلية عشوائيات غير قانونية يجسد تاريخاً طويلاً من المعاناة يمتد الى نحو 94 عاماً هي عمر أحد أهالي النجع
رغم مرور ما يقرب من قرن من الزمن مازال يحلم المواطن (احمد حسين علي صاحب ) الـ94 عاماً بسرير يقضي عليه ما بقي له من عمر ، وتلفزيون يربطه بالعالم الذي لا يمثل له سوي صور تتحرك مع ذكريات رغم طول العمر مازالت حاضرة مع شدة تكاليف الحياة التي عاشها في غرفتين بسيطتين هو وزوجته بعد أن هجره الأبناء والأحفاد بحثا عن لقمة العيش.
ولا يختلف الحال كثيراً بين عم احمد و ( ورد الروح ) صاحبة الـ84 عاماً ، تعيش في غرفة تخلو من أى بشر يؤنس وحدتها ، تقضى كل وقتها مصغيةً إلى جهاز " راديو " صغير تستمع للقرآن الكريم ليكون لها أنيساً في أيامها التى ربما تكون أوشكت على الانتهاء .
أما (فتحية سيلمى حس) سيدة في العقد السادس من العمر ، تعيش داخل غرفتين ضيقتين مسقوفتين بزعف النخيل ، أصعب ما يوجهها هي وبناتها المعاقات ذهنياً " قضاء الحاجة " فالبيت المكون من حجرتين لا يوجد به حتى "حمام "يقضون فيه الحاجه ، تنظر هى وبناتها غروب الشمس لـ"تستر " وتقضى حاجتها خلف الغرفتين وهو الأمر الذى يتكرر قبل طلوع الشمس بعيداً عن أعين الماره ، وتأمل فى أن تشترى "جاموس" ة للتكسب منها ما يعينها علي تربية بناتها الأربعة .
وتتشابه حالة ( نعمات فرغلى) مع جارتها فتحية فهى لديها شقيقة معاقة ذهنيان وتتمني ان تحصل علي تلفزيون يسليها وسرير تنام عليها ، فيما ياتي البوتجاز املا لنفيسة علي حسين التي تعيش في غرفة عليه باب ولكن فوز داوود فلا تجد سقفا لغرفتا التي تخلو من الأثاث، وهو حال محمود محمد احمد " كفيف " حيث لايملك بطانية ولا يوجد في غرفته التي ليس لها سقف ما يقيه برد الشتاء القارص وحرارة الشمس فى فصل الصيف .
ويُعد المعاش الذي يتقاضاه ابوصيف عبداللاه صاحب الـ66 عاماً غير كافٍ لشراء الأدوية فضلا ًعن عدم وجود سرير يريح عليه جسده المتعب من شدة المرض.
أما (هدي احمد مسعود) فتنتظر الفرج قبل الغرق في مياه الأمطار والتي تتحول إلي سيول لقرب النجع من الجبل وتتمنى أن تسقف غرفتاها التي تأويها بعد أن تركها ابنائها وذهبوا جميعاً الي حياتهم الخاصة.
وبسؤال الأسر الـ 16 عن مياه الشرب اجمعوا أنهم حاولوا مرارا وتكرارا التقدم بطلبات لتوصيل المياه، إلا إنها لاقت الرفض بحجة إنهم يعيشون في منطقة عشوائية لا تصلها المياه لمخالفتها للقانون.