الأقباط متحدون - سيدى الرئيس.. لأنك أنت أنت
أخر تحديث ٠١:٣٣ | الثلاثاء ٢ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٣هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سيدى الرئيس.. لأنك أنت أنت

سيدى الرئيس.. لأنك أنت أنت
سيدى الرئيس.. لأنك أنت أنت

 قبل أن أدخل فى متن المقالة اسمح لى أولا عزيزى القارئ أن أوجه رسالة صغنطوطة للرئيس.. فأنا مثلى مثل كل محبيه، عندما أقرأ على المواقع الإخبارية خبر إقلاع طائرته من القاهرة، قلبى بيتخطف من القلق.. ثم يزداد القلق عندما تنشر المواقع صور الطائرات المقاتلة وهى تحيط بطائرته.. ثم أتنفس الصعداء قليلا عندما أقرأ خبر هبوط الطائرة بسلام.. لذلك لم تحتمل أعصابى خبر نزول الرئيس من سيارته لتحية المؤيدين فى الشارع.. سيدى الرئيس، أعلم أن هذه اللفتة صدرت من الإنسان الرقيق المتواضع الذى لم تغيره الرئاسة مثلما غيرت كثيرين.. لقد أكبرت وقوف الجماهير بالساعات انتظارا لك، فاستحيت أن تمر عليهم دون أن تتوقف لتحييهم بنفسك.. فعلت هذا لأنك أنت أنت.. وكم من اللفتات الرقيقة صدرت منك ولا يفعلها إلا أنت.. لكن ما بالك يا سيدى بمن كان قلبهم سيتوقف خوفا عليك عندما علموا بخبر نزولك فجأة من سيارتك؟.. بالمنطق الأمنى، الموقف مر بسلام لعنصر فجائيته.. لكن فى الأسفار المقبلة ستكون هذه اللفتة متوقعة.. فوالنبى بلاش تكررها تانى.. أعلم أن كلامى هذا يقع تحت طائلة الشتيمة.. هناك من سيسب وآخر سيمدح.. وأعلم أيضا أننى غدا عندما أنتقد شيئا سينقلب الشتامون لمادحين وسينقلب المادحون لشتامين.. وأنا أقدِّر هؤلاء وهؤلاء.. لكنى دائما أكتب ما فى قلبى وبخلِيها على الله.

 
أما الآن فسأحدثك يا حمادة عن الإعلام عندما يستعبط.. فأنا لم يستفزنى شىء قدر إستعباط الإعلام بعد صدور حكم البراءة لمبارك ورجاله!.. كل مذيع أو مذيعة كان يبدأ الحوار مع الضيف بجملة: لا تعليق على أحكام القضاء لكن ما رأيك فى الحكم الصادر؟.. وكأنهم بتكرار تلك الجملة يستغفلون القضاء، بينما الحوار من أوله لآخره تعليق على حكم القضاء!.. ثم لماذا خصص الإعلام يوما كاملا لمناقشة الحكم؟.. لماذا لا تطوى هذه الصفحة؟..هل كان المراد هو تأجيج مشاعر الرافضين؟.. مبارك نال ما هو أشد من حكم الإعدام.. لقد جرب أن يكون فى الدور المائة والخمسين ثم يلقى به فى أسفل سافلين، فلماذا لا نتركه فى حاله؟.. سيدنا أيوب عندما برئ من مرضه سئل عن أشد ما آلمه فى سنوات مرضه فأجاب: شماتة الناس.. الشماتة دائما ما تكون أشد من البلاء ذاته، ومبارك عانى الأمرين ختاما بمهانة ما ذكره القاضى عن فساده السياسى.. أما آن الأوان إذن أن نتركه لحاله؟.. لقد تعجبت من المذيعين الرافضين للحكم مثلما تعجبت من المبالغين فى الفرحة بالحكم، فالرافضون بدوا وكأنهم يريدون تأجيج الشارع بينما المبالغون فى الفرحة بالحكم تعمدوا إثارة الاستفزاز بشكل يصب أيضا فى تأجيج الشارع، فهل الإعلام لا يعى خطورة ما يفعل؟.. أم أنه يعلم وبيستعبط؟.. أذكر يوم اجتمع أصحاب الفضائيات بربطة المعلم لإصدار بيان يؤيدون فيه الدولة، فإذا بهم بعدها مثل السائق الذى أعطى إشارة يمين ثم دخل شمال!.. نرى الرئيس يشدد على أننا فى حرب وجود فيكون رد رؤساء القنوات الفضائية بشراء برامج الرقص والمسابقات متعللين بأن المشاهد زهق من السياسة!.. ما هذا الموقف الخلف خلاف؟.. ثم نكتشف بعد ذلك يا حمادة أن شركة الاستقصاء الإعلامى التى يقولون إنها أخبرتهم أن المشاهد زهق من السياسة هى نفس الشركة التى سبق أن اتهموها بالتآمر عليهم!.. كيف يزعم أصحاب الفضائيات أنهم يقفون خلف الدولة فى حرب الوجود بينما يتعمدون إذاعة تلك البرامج من الساعة الثامنة للساعة الحادية عشرة وهو نفس وقت إذاعة البرامج السياسية الهامة؟!.. كيف نرى إبراهيم عيسى يصرخ لتتحرك الحكومة فتتخذ خطوات فعالة لمنع التيارات الدينية من ممارسة السياسة ولتعديل الخطاب الدينى، فتشعر كم هو محروق على البلد، بينما نجد فى نفس التوقيت مذيعين آخرين بمنتهى البرود يستضيفون مشاهير السلفيين ليعطوهم قبلة الحياة؟!.. ولن أحدثك يا حمادة عن مذيعين آخرين أشد برودا يحاولون مغالبة انعدام مشاهدتهم بتخصيص برامجهم لمناقشة العلاقات المحرمة والشعوذة فتحولوا للصحافة الصفراء.. جرب كده يا حمادة تقلب فى القنوات بدءا من الساعة ٨ مساء.. سترى الرقص والمسابقات والكثير من المواضيع المخلة.. والنبى يا حمادة قولّهم يسمّعونا سلام مربّع لحرب الوجود!
نقلا عن المصرى اليوم 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع