الثلاثاء ٢ ديسمبر ٢٠١٤ -
١٧:
٠٨ ص +02:00 EET
هاجس الإخوان
بقلم : مينا ملاك عازر
من اليوم، بل من قبل، انتقل الإخوان من حالة الجماعة الخطرة أمنياً إلى حالة الهاجس الذي يؤرق مضاجع البعض منا، انفجاراتهم لا ينكرها أحد، وتدبيرهم الرامي لخراب البلاد لا ينكره أحد، لكن تأثيرهم يذهب إلى اضمحلال، وقدراتهم تتضائل أمام مقدرات الشعب المصري وليس الشرطة، هل يظن الإخوان بتظاهرات تحمل السلاح سيرهيبوننا؟ هل يحلمون بنجاحهم في عودتهم لقيادة البلاد مهما كانوا يحملون من أسلحة؟ هذا هو هاجسهم الذي تعيشه الحكومة وتستنفر لأجله.
لعل ما يفعله الإخوان حسناً بلا جدال، أن تجعل أولائك المعتادين على التخاذل والترهل في أعمالهم مستنفرين هكذا لعمل يستحق الثناء عليه، وادعاءاتك القوة وأنت أضعف من ضعيف، ها نحن رأينا مدى قوة أو هشاشة شرطتنا أمام كيان يعاني الهزال والضعف والوهن، ها نحن اختبرنا أنفسنا ولنختبر قدرتنا على البقاء مستنفرين هكذا مدة طويلة، دعونا نرى بأنفسنا مدى قوتنا ومدى قوة استنفارنا وتأثيره على من هم يعادونا، هل سنهيبهم أم أنهم لن يهابوا شيء؟ وسيختارون المقاومة، هل سيتفوقوا علينا بالذكاء ويخدعونا أم سيستمرون في المواجهة المباشرة ليحاولوا قهرنا.
الأيام القادمة، ستجيب على سؤال بدأ من الجمعة الماضية لا أظنه سينتهي اليوم، ولا أظن أبداً أن شعباً احترف الاحتفال بتفجيرات الأعداء المباغتة له ويتزاحم بكثافة حول مناطق الانفجار لمعاينة الموقف بنفسه، ستفت من عضده ادعاءات واردة بالقيام بأعمال دموية، لا أظنها جديدة، ولا أعتقد أننا رأينا فيها الجديد، قد رأينا فيها تصاعداً لكن لا أظن أن بها ما لم نراه من قبل، القتل والعنف ليس بالأمر الجديد على الإخوان، والتخريب والتدمير سلوكاً معتاداً من الإخوان المسالمين بطبعهم، فهل سنندهش؟ هل سنباغت؟ هل سنفاجأ؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة بإذن الله.
هاجس الإخوان بات فرصة لمداراة فشل الحكومة، يا سادة، هاجسهم أكثر منتفع به حكومة عاجزة عن أن تنهض بمحلياتها وتنقذ ثمانية عشر مواطن من انهيار عقار كان يأويهم، أكثر المستفيدين من ما يقوله ويدعيه الإخوان، الحكومة العاجزة التي تستأمن بوجود الإخوان، وهواجسهم وفزاعتهم لإلهائنا عن فشل متنامي، ومتصاعد في كل مناحي الحياة، ثقافةً حين تحكم المحكمة بعودة فيلم حلاوة روح رغم أنف رئيس الوزراء، فشل في الناحية الأمنية، تركت الإخوان يرتعون سنوات طويلة من قبل ثورة يناير وما بعدها حتى وصلوا الآن لما هم عليه، يحاولون إرهابنا ولا يرهبونا وإنما يرهبون حكومة لا تُستنفر إلا أمنياً، ويبدو أنه قُدِرَ على مسؤولي أمن هذا البلد الآمن أن يتحملوا تبعات تقصير وخيبة المعظم من مسؤولي هذا البلد الذي لا يُستنفر أحد لفساد محلياته ولفساد وزاراته كوزارة الزراعة التي شهد لها رئيس الوزراء بنفسه أن الفساد بها للركب.