بقلم : مينا اسعد كامل
مدرس اللاهوت الدفاعي
يحاول كاتب المقال أن يربط بين عمل الفداء كما تؤمن به المسيحية وبين ان ما قام به المسيح حسب الكتاب المقدس هو انتحار لأنه أراد قتل نفسه ! هكذا يقول المقال ..
ولكاتبه نقول نحن
نستطيع أن ننهي القضية تماما بمجرد ضربنا مثلا أن احد الآباء وجد ابنه أمام قاطرة مسرعه .. فأسرع الأب لإنقاذ ابنه ودفعه بعيدا عن الطريق عالما أنه سيلقى مصرعه عوضا عنه !
من يجروء أن يصف تلك الحادثة بالانتحار ؟
ولكن دعنا من ضرب الأمثلة وننتقل إلي مقال النجفي الذي امتلأ بالمغالطات
ليس معنى أنك صغت الجملة لغوياً أن السؤال له معنى. ان هذه الأسئلة كمثل أسئلة "ما هو لون الملل؟" أو "ما هي رائحة الدهشة؟ . أسئلة مصاغة ولكنها بلا معنى .فالملل كلمة لها معنى وحدها واللون كلمة لها معنى وحدها ولكن ارتباطهم ببعض من خلال تعريفات محددة يؤديان إلي جملة اللا معنى . تماما كجملة "انتحار المسيح" هي جملة بلا معنى وفقا للتعريفات.
ولننظر معا إلي تعريف كلمة الانتحار كبداية :
لسان العرب
ويقال: انْتَحر الرجلُ اي نَحَر نفسه.
بمعني انه ذبح نفسه
الصحاح في اللغة
ويقال: انْتَحَرَ الرجل، أي نَحَرَ نفسه.
القاموس المحيط
وانْتَحَرَ: قَتَلَ نَفْسَه،
انْتَحَرَ يَنْتَحِرُ انْتِحَاراً : قتل نفْسه؛ انتحر المقامر بعد أن خسر كلَّ ما يملك،
المعجم الغني
اِنْتَحَرَ - [ن ح ر]. (ف: خما. لازمتع. م. بحرف). اِنْتَحَرَ، يَنْتَحِرُ، مص. اِنْتِحارٌ. 1." اِنْتَحَرَ وَتَرَكَ رِسالَةً" : قَتَلَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ.
إذن الانتحار ونكرر هو قتل الرجل نفسه بنفسه . وفي عقيدتنا وحسب الكتاب المقدس نجد ان هناك فاعل :
مر 15 : 20وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ.
يو 19 : 18حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْط
إذن الواقعة ليست انتحارا كما يدعي الملحد كاتب المقال .
ونأتي إلي تساؤل آخر هل هو انتحار بواسطة شرطي ؟
وسنأخذ تعريف الانتحار بواسطة شرطي جزءا جزءا ونرى هل ينطبق أم انه مخالف:
يقول :
1- "الانتحار بواسطة شرطي (suicide by cop), هي ظاهرة اجتماعية معروفة لدى متخصصي علم النفس, حينما يقوم الفرد بفعل ما قد يؤدي بحياته على يد منفذي القانون وهو بدراية تامة على نتائج فعلته هذه بغية إنهاء حياته."
يسقط هذا الجزء من التعريف تماما بالكلمتين " بغية إنهاء حياته" فالمسيح حسب الإيمان المسيحي ترك نفسه للصلب لأجل خلاص البشرية وليس بغرض إنهاء حياته:
""مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20)
" فستلد ابناً، وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" ( متى 1/21 ) ومثله " إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " ( لوقا 2/11) ومثله " لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته لجميع الشعوب " (لوقا 2/30 ) و " كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم، بل ليَخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين " (متى 20/28 ) و"هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " ( متى 26/28 ) و" لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك " ( لوقا 19/10).
اذن لم يكن المسيح يرغب في انهاء حياتة كما يدعي البعض.
2- يقول كاتب المقال "، فكما نرى فإن السبب المطلق وراء نزول المسيح إلى الأرض هو أن يموت كأضحية، بتعبيرٍ آخر، المسيح كان في مهمةٍ انتحاريةٍ،" ونعود فنتسائل اين كلمة انتحار او فعل الانتحار فيما اتى ذكره من نصوص كتابية ؟ فهل يناقض كاتب المقال نفسة عندما يقول الجملة السابقة ثم يعود فيعترف ان الامر كان فداءا وليس انتحارا قائلا "الذي نزل إلى البشرية كي يُخلّصهم من ذنوبهم بأن يضحي بنفسه على صليب"
3- يدعي كاتب المقال قائلا "لقد خرق المسيح القانون وتحدّى السلطات الدينية في عموم المنطقة،"
وهذا تدليس واضح من كاتب المقال المنقول ويدل على انه لم يقرا الكتاب المقدس في حياتة فعندما نقرأ حيرة اليهود في ايجاد تهمة ضد المسيح حتى انهم اضطروا لاحضار شهود زور نكتشف وبوضوح انه لو كان خارقا للقانون لما كانت تلك الحيرة ! "انجيل متي 26
26: 59 و كان رؤساء الكهنة و الشيوخ و المجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه
من شر المجمع ومن كثرة خطاياهم إنهم يبحثوا بأنفسهم عن شهود زور وهم يبحثون علي أكثر من شاهد لان شاهد زور واحد لا يكفي .
4- يقول كاتب المقال "وأكثر من هذا قام باستخدام العنف اللفظي والجسدي في وسط معبد أورشليم ليوقف العلميات المصرفية التي كانت تحصل هناك" ويرد على هذا الادعء القمص عبد المسيح بسيط قائلا "يسوع المسيح هو الديـَّان العادل : [ إن كنت أدين ، فدينونتى عادلة ] ، لأنه هو العارف بكل الخفايا : [ أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. ] روء 2: 23 .
++++ وهو الذي سيدين فى يوم الدينونة ، فهل نستكثر على الديان العادل الذى سيدين العام كله ، أن يدين شخصاً أو بضعة أشخاص !!!!!!!!!!!!!
++++ لا بالطبع ، بل إن ذلك هو حقه الطبيعي .
++++ وأما نحن ، فليس لنا هذا الحق ، فنحن شيئ ، وخالق العالمين والديان لكل الأرض ، شيئ آخر .هو وحده من يمتلك سلطان التوبيخ الروحي
فالسيد المسيح لم يشتم نهائيا لأنه الوحيد المعصوم في الكون ..
إذ لم يلقي المسيح الكلمة هكذا ومن دون سبب .. لتعتبر شتيمة ..!!
فالشتيمة هي القاء كلمة جارحة على عواهنها دون سبب ..
فهنالك فرق بين التوبيخ في وصف حاله شخص في عدم فهمه وادراكة مثلا وهناك فرق بين الشتيمة .
ونعود ونكرر إن كان مافعله المسيح كان خروجا على القانون فلماذا اذن عانى اليهود في ايجاد شهود زور ؟
لقد حمل المقال المذكور الكثير والكثير من المغالطات والادعاءات فقط طرحنا القليل منها بردود في غاية الاختصار حتى لانطيل على القارئ وفقط كإثبات اتجاه الملحد في الهجوم بلا دليل ولا برهان.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع