الأقباط متحدون - بدلاً من الدفاع
أخر تحديث ١٠:٠١ | الأحد ٣٠ نوفمبر ٢٠١٤ | ٢١هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بدلاً من الدفاع


 عائدة تواً من برلين ضمن زيارة دراسية حول حقوق المرأة فى ألمانيا نظمتها جمعية المشاركة المجتمعية فى مصر، بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون القانونى الدولى، وسوف أتناول موضوع حقوق المرأة فى ألمانيا لاحقا، أما الآن فأتناول موضوعا آخر فرضه الأمر الواقع فى رأيى على هذه الزيارة التى تناولت زيارات إلى المحاكم ولقاء مع قاضيات وزيارات للجمعيات المناهضة للعنف ضد المرأة، كما كان هناك لقاءان فى البرلمان الألمانى (البوندستاج) فى اللقاء الأول، والذى ضم عددا من النواب، وكانت أجندته تتضمن الحوار حول التطور القانونى لمساواة المرأة فى ألمانيا ومشاركة المرأة فى المجال السياسى هناك.. طرح أحد المشاركين من النواب الألمان سؤالا عن الوضع فى مصر، بعد أن عرف نفسه بأنه من أصل تركى، مطالبا الوفد المصرى بألا يتخذ موقفا منه بسبب ذلك، وقد تولى أحد أعضاء الوفد التوضيح، لكن سادت حالة من التوتر، ربما مما بدا منه وكأنه استفزاز، ما دفع رئيسة الجلسة السيدة «رينيهكو ناست»، عضو مجلس النواب، إلى تعنيفه، لخروجه عن موضوع اللقاء.. أما اللقاء الثانى فى البرلمان، فكان مع الدكتورة «فرانسيسكا برانتر»، عضو مجلس النواب، عضو المجموعة البرلمانية الألمانية المصرية، للحوار حول نفس الموضوعات التى كانت مطروحة فى الحوار الأول بالبرلمان، إلا أن الدكتورة فرانسيسكا فتحت الحوار منذ الدقيقة الأولى حول الوضع السياسى الراهن فى مصر، منتقدة إياه، حيث قالت إن السلطات فى مصر تقول إنها لا تلقى القبض إلا على الإخوان، وهذا غير حقيقى، لأنها قد ألقت القبض على العديد من الشباب والنشطاء الذين لا يمارسون العنف، كما انتقدت الإعلام وطبيعة دوره فى هذه المرحلة فى مصر، أما عن الاستثمار وتحسن الوضع الاقتصادى فقد أعلنت تشاؤمها من إمكانية حدوث ذلك لسيطرة الجيش على السوق فى مصر، على حد تعبيرها.

 
المشكلة فى هذا اللقاء ليست خروج المتحدثة عن الأجندة الموضوعة، ولكن فى تبنيها وجهة نظر حاولت أن تلقيها فى وجوهنا، دون أن تتقبل التفسيرات التى طرحت من جانبنا للعديد من المعلومات غير الدقيقة مما جاء فى كلامها، وبالذات تلك التفسيرات والمداخلات التى طرحت الأمور دون تشنج وطنى ينفى الكثير، بل حاولت توضيح الصورة بما فيها من إيجابيات وسلبيات بشكل حقيقى متوازن، أما المشكلة الأخرى فهى ليست فقط عدم قدرتنا على توضيح كل ما يجرى فى مصر بتصدير المعلومات الحقيقية بدلا من التشنجات والشعارات التى لا تؤدى إلى شىء، ولكن المشكلة الأكبر هى فى بعض ما يتم من إجراءات تحسب على المشهد كله ولا تفيد، وهو بالضبط ما عبرت عنه الدكتورة فرانسيسكا من إلقاء القبض على الشباب.. مثل هذه الإجراءات تعطى انطباعا محددا عما يجرى، وإذا ما تضافر ذلك مع إجراءات شبيهة مثل ما يمكن أن يظهر على أنه تضييق على المجتمع المدنى والمنظمات الأهلية وتسيُّد صوت واحد فى الإعلام يمكن أن يبدو الوضع أبعد ما يكون عن الديمقراطية الحقة، وبدلاً من أن نعتنى بالدفاع يمكننا أن نتمنى أن يتم إدراك أننا نحن الذين نشكل الصورة التى يتبناها الغرب، بل التى يتخوف منها البعض فى الداخل، وهو الأهم، وأنه علينا أن نعى أن إدراك الأخطاء التى تكلفنا كثيرا والمبادرة بإصلاحها أهم كثيرا من مجرد الدفاع عنها.
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع