د. صفوت روبيل بسطا
ينعي أبناء (محافظة أسيوط) المقيمون ( باليونان) ببالغ الحزن والأسي نياحة أبيهم الروحي نيافة الحبر والمطران الجليل / الأنبا ميخائيل ،شيخ المطارنة وعميد الأساقفة بكنيستنا القبطية الأرثوذوكسية ،الذي وهب حياته كلها من أجل الله وكنيسته وشعبه قرابة ال70 عامًاً.
هذا وقد كان إنتقال نيافة الحبر والمطران الجليل / الأنبا ميخائيل - مطران أسيوط وكل توابعها إلي السماء أول أمس (الأحد) 23 نوفمبر ، كان له أكبر الأثر علي كل الشعب المسيحي عامة وعلي أبنائه من شعب أسيوط خاصة .لما عانينا بأعيننا ولمسنا بقلوبنا من قداسة هذا الأب الجليل ، نحن أبناء محافظة أسيوط. من يوم ما تفتحت أعيينا علي الحياة ونحن نجد في نيافته المثل والقدوة والأبوة الحقيقية النادرة. ولأننا قد لمسنا بركات التقرب من هذا القديس ، فهذه ( قطرة من بحر) موجزة جداً عن نيافة الأنبا ميخائيل الذي ترك عالمنا الفاني بعد صراع مرير مع المرض عن عمر 93 عامًا.
كان صورة المسيح الحقيقية علي الأرض - من وداعة ورقة وتواضع إلي أبعد الحدود ، بساطة في كل شيئ قليل الكلام كثير العمل والتعمير - لا يحب الظهور والعمل في صمت - لم يمتلك سيارة خاصة. لم تكن له جماعة مختارة ، ولم يفرق أبداً بين أبنائه .. الجميع عنده واحد لا يفرق ولا يميز أحداً. ومن الوصية التي تركها قبل أنتقاله والتي ذكرها نيافة الحبر الجليل/ الأنبا يؤانس ...الذي تحمل المسئولية بأقتدار كأسقف مساعد في إيبارشية أسيوط وقت المرض الشديد لمثلث الرحمات الأنبا ميخائيل ، ونشكر نيافته جزيل الشكر علي مجهوداته ومحبته في هذه الفترة الحرجة .
في هذه الوصية توضح عظمة ومنهج هذا القديس الناسك والعابد والأب الحقيقي لكل أبنائه وشعبه ،الأنبا ميخائيل ترك وصية تتكون من أربعة بنود، أولها أن يدفن فورا .....وأن النعي لا يزيد عن خمسين كلمة توفيرا للكنيسة،وكذلك أن يعلن في جميع كنائس أسيوط أن من يريد أن يكتب نعيا لا يفعل ويدفعه للفقراء،وأخيرا أن يُدفن في دير العذراء مريم المعروف بدرنكة، وهو المكان الذي أحبه وكان يذهب إليه كل أسبوع.لم نسمع له صوتاً ولكن كان حازم جداً ، بل كانت له مهابة وهيبة تُرعب الكبير قبل الصغير. أطلق عليه ألقاب كثيرة أشهرها ....... (الأسد الرابض في جبل أسيوط)
لأنه بالرغم من وداعته وتواضعه الشديد وسماحته ولكن ...في قول الحق ..لم يكن له مثيل
بل كان في حزمه وقوته وقول الحق متشبهاً بأعظم مواليد النساء ، القديس العظيم يوحنا المعمدان
كمثال ... من سنين كثيرة كانت توجد مشكلة بين دير العدراء مريم (دير درنكة) ومحافظة أسيوط
وكان أحد أعيادنا المسيحية ، ذهب محافظ أسيوط (الأسبق) وكل المسئولين إلي مقر المطرانية
لتقديم التهنئة بالعيد لنيافته ولكل الشعب
فما كان من نيافة الأنبا ميخائيل أن رفض مقابلتهم ورفض تهنئتهم بالعيد
وأوصل لهم رسالة قوية قائلاً .... لما تحلوا مشكلة الدير فنحن في إنتظاركم
نتقدم بالتعزية إلي كنيستنا القبطية الأرثوذوكسية العظيمة
ونتقدم أيضاً بالتعزية إلي صاحب القداسة / قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني
ونشكر قداسته جزيل الشكر علي محبته وأهتمامه علي المشاركة في جنازة الأنبا ميخائيل
ونعزي أيضاً جميع أبائنا الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس وكل الأكليروس والشعب
أبي القديس / الأنبا ميخائيل
إفتقدناك أباً علي الأرض ولكن كسبناك شفيعاً لنا في السماء
تعزيتنا الوحيدة أنك أرتحت من أتعابك الجسدية
وربحت السماء وحضن الأباء والشهداء والقديسيين
وحضن أمك وحبيبتك ...السيدة العذراء مريم
أذكرنا وصلي عنا أمام عرش الملك المسيح