الأقباط متحدون | هل نسينا ان نشكر الله؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٤٠ | الاثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٥هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٥ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

هل نسينا ان نشكر الله؟

الاثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤ - ١٠: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم منير بشاى
يشبه المثل الدارج الانسان الجاحد الذى لا يشكر انه مثل "القطط تأكل وتنسى".  وعندما نفكر فى الأمر نجد انفسنا غالبا نتصرف بنفس الطريقة.  فنحن نفكر فى الله عندما نواجه ازمة، ولكن عندما تنفرج الأزمة ننسى كل شىء ولا نفكر فى شكر الله الذى منه تأتى كل الخيرات.

يحتفل الناس فى القارة الأمريكية  فى الخميس الرابع من شهر نوفمبر من كل عام بيوم يسمونه "يوم الشكر".  وهو تذكار لتقليد قديم قام به الرواد الأوائل القادمون للعالم الجديد بعد ان انهوا صراعهم مع سكان البلد الأصليين حيث جلسوا معهم يأكلون الطعام الذى كان يتكون من الديك الرومى والبطاطا والكريمبرى.  وحتى هذا اليوم ما تزال هذه المناسبة  تراعى بين الأهل والاصدقاء حيث يجلسون معا يتذكرون احسانات الله معهم خلال العام الماضى. والهيئات الخيرية تحرص فى ذلك اليوم على دعوة الفقراء الى مأدبات تقدم لهم فيها نفس تلك الأطعمة.

وهو تقليد جميل وان كان قد فقد مغزاه عند بعض الناس وتحول الى عمل روتينى.
الشكر له مكانة خاصة فى المسيحية. فيسجل انجيل لوقا الاصحاح السابع عشر عدد 11-19 ان يسوع كان ذاهبا الى اورشليم وفى الطريق مر بالسامرة والجليل.  وفى احدى القرى كان فى استقباله عشرة رجال مرضى بالبرص يقفون من بعيد ويصرخون "يا يسوع يا معلم ارحمنا".  يذكّرنى هذا بالمظاهرات التى كانت تجتاح مصر فى الآونة الأخيرة والتى اصبحت جزءا من حياة الناس للمطالبة بحقوق قد لا تتحقق.

أما يسوع فقد اعطى هؤلاء العشرة البرص حق التظاهر قبل ان تقره المنظمات العالمية بألاف السنين، ومعها منحهم أيضا حق الحصول على ما يطالبون به وهو الشفاء.  ومع ذلك فيسوع لم يحصل من معظمهم على حقه فى الشكر والتقدير.  ولكن واحدأ من الذين شفوا وهو سامرى غريب جاء اليه يمجد الله بصوت عظيم وخر على وجهه عند رجليه شاكرا.  وهنا يوجه يسوع كلمة عتاب "اليس العشرة قد طهروا فأين التسعة؟"

 من الملاحظ فى تلك القصة ان يسوع كان ينتظر من العشرة البرص الشكر على شفائه مع انه لم يشترط معهم على الشكر قبل ان يشفيهم.  كان الشفاء هبة مجانية غير مشروطة.  ولكن يسوع ترك موضوع الشكر لهم كعمل اختيارى يعبر عن الاحساس بالعرفان والتقدير لعمل الله معهم.  شكر خارج من القلب عن طيب خاطر ودون اجبار.

وما عمله يسوع مع العشرة البرص يعمله معنا نحن ايضا وبالمثل فهو لا يفرض علينا الشكر مقابل احساناته كمن يصر على تحصيل الثمن قبل او بعد تسليم البضائع.  فيسوع لا يرغمنا على ان نقدم له الشكر بل هو يشرق بشمسه ويروى بأمطاره ويغمر ببركاته كل البشر الصالحين منهم والطالحين الشاكرين منهم والجاحدين. ولكنه يسر بالقلوب الشاكرة.

ولذلك علمنا السيد المسيح ان تمجيد الله وحمده يجب ان يكون له مكان الصدارة فى صلواتنا، ويأخذ الأولوية قبل سرد طلباتنا.  ففى الصلاة الربانية النموذجية علمنا السيد المسيح ان نبدأها بتقديس اسم الله "ابانا الذى فى السموات ليتقدس اسمك ليأتى ملكوتك" وأن نختمها بتمجيد اسمه "لأن لك الملك والقوة والمجد". وبين الاثنين يمكن ان نطلب خبزنا اليومى، أو لا نطلبه، فقد وعدنا السيد المسيح اننا عندما نطلب اولا ملكوت الله وبره فهذه كلها تزاد لنا..
الله يسر بالقلب الشاكر، مثل قلب ذلك السامرى الذى جاء ليشكر يسوع دون بقية التسعة، فالقلب الشاكر دليل على انه قلب عامرا بالايمان ظهرت ثماره المباركة على لسانه الشاكر.  وهو ما دعى يسوع ان يقول له "قم وامض ايمانك خلصك" فالشكر ليس كلمات تخرج من الحنجرة وتملأ الدنيا ضجيجا ولكنه نبضات قلب يلهج بالحمد اعترافا بفضل الله واحساناته.

اللهم
اشكرك لأن احساناتك تحيطنى.  وعندما استرجع السنين الخوالى واتذكر المخاوف التى كانت تنتابنى مما يخبئه الزمن، أعلم انها كانت كلها مجهودات ضائعة.  وعندما انظر شعر راسى الذى تساقط منه الكثير واعلم ان شعرة واحدة منه لم تسقط دون اذن منك فكم بالحرى امور حياتى الأكثر قيمة؟ فهذه وتلك كلها رهن اوامرك.  وعندما اتأمل طيور السماء وزنابق الحقل وارى كيف تعطيها أوفر الطعام وافخر الثياب، أدرك كم بالحرى يكون اهتمامك بى انا الإنسان الذى هو عندك افضل من عصافير كثيرة.

اللهم
اشكرك على كل حال ومن اجل كل حال وفى كل حال. فانت اله صالح وكل ما ياتى منك هو صالح حتى وان بدا انه غير ذلك.  اعطنى ايمان حبقوق الذى قال " فمع أنه لا يزهر التين، ولا يكون حمل في الكروم، يكذب عمل الزيتونة، والحقول لا تصنع طعاما. ينقطع الغنم من الحظيرة، ولا بقر في المذاود  فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي ". حبقوق 3: 17 و 18

اللهم
اعترف اننى ضيعت اوقاتا كثيرة فى سرد المطالب التى انت تعلمها حتى قبل ان ننطق به وستستجيب لها طبقا لمشيئتك الصالحة.  ولذلك فى هذه المرة لتكن صلاتى لك خالية من الطلب، الا من هذه الطلبة الواحدة انه من اليوم  فصاعدا ليتحول الشكر عندى من يوم سنوى الى منهج حياة دائم يلهج  فيه القلب بحمدك فى كل لحظة، ومع كل شهيق وزفير. آمين..
Mounir.bishay@sbcglobal.net
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :