الأقباط متحدون - التيار العلماني .. همسة عتاب
أخر تحديث ٠٧:١٣ | الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٤هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التيار العلماني .. همسة عتاب

بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
 
بمناسبة  مرور عامين على تولى قداسة البابا لمهام منصبه ، كان لقناة "الحياة" لقاء مع نيافته في العاصمة الروسية ، قال رداً على سؤال المذيع " لقد تحدثتم في بداية عهدكم حول أهمية ترتيب البيت من الداخل .. إلى أي مدى ترون إنجازاتكم في عملية الترتيب ؟" فكان الرد " في العام الأول كان التقدم 5% ثم في الثاني تراجع إلى 4% " .. وانتظرنا أن يسأل المذيع " وما أسباب التراجع ؟" ، ولكنه لم يسأل ولم نعرف الأسباب !!
 
وعليه ، اجتهد المجتهدون وكدابين الزفة و اللي بيصطادوا في الماء العكر واللي قاعدين على أبواب استوديوهات المكلمات للظهور في كل الأحداث ، وبالمرة اللي عايز يبدي مشاعر الولاء لأخذ البركات من قداسة البابا ، وكمان وعلى العكس اللي كان في انتظار تصريح من قداسته على هذا النحو ليروي ظمأ بوابات الاسترزاق الاليكترونية والمطبوعة لتكتب مانشيتات مثيرة يصل بعضها إلى حد يمكن وصفها بالرذيلة مثل .." بعد عامين على توليه الكرسي البابوي نكشف أسرار البابا والثورة" .." بيشوي يجهز الملف الأسودللبابا" .." أوراق سرية من المقر البابوي تكشف رجال البابا" .. " أسقف استراليا متهم بالسرقة".. " صراع العلمانيين والأساقفة على البابا تواضروس" .. "  حلم الطلاق المستحيل .. "تنظيم الشمامسة " .. الهاربون من جحيم الكنيسة".. " البابا الذي يملك ولايحكم ".. " العلمانيون للبابا : مع الرب ,, ذلك أفضل جداً" .. "ميليشيات البابا الكهنوتية المقدسة" .. " تنظيم القاعدة الكنسي".." التيار العلماني بالكنيسة: سنتصدى بحزم ونكشف مؤامرة إعاقة خطوات البابا الإصلاحية" ..وغيرها الكثير من فرقعات عناوين البكش والهزل التي تبيع بها إصدارات الفشل اليومية والإسبوعية ..
 
ولكن المفاجأة كانت في بيان أصدره التيار العلماني هذا الإسبوع ، والذي كتبه منسقه  بشكل وصياغة أراها على طريقة "الدبة التي أضرت بصاحبها بمحبة ولين وهُيام .." ..  
للتعريف أولاً بالتيار العلماني ودوره منذ بدأ فعالياته عام 2006 يقول منسقه الكاتب الكبير كمال زاخر " يسعى التيار إلى تقديم رؤية تقييمية عبر مراجعة الواقع الفعلي للكنيسة، من أجل تطوير أداء آلياتها للوصول لشكل متكامل من العمل المؤسسي داخل الكنيسة. وأن العمل فيه عمل جماعى يكرس ثقافة الفريق ولا يسعى للأضواء والإعلام .." .. وبالفعل ظل " التيار العلماني " يعمل بحماس ووطنية مخلصة محركاً الرأي الأخر للظهور والتقدم لأمامية المشهد المصري، ولعل مشهد خروج شباب ماسبيرو دون موافقة أحبار الكنيسة الكبار يُعد من ثمار الدعوة للخروج إلى ساحة الوطن الأرحب بديلاً لبكائيات ومظلوميات الضعف غير الوطنية على الحقوق المسلوبة والتمييز المقيت ....
 
أعود للبيان الذي أصدره منسقه عن التيار العلماني .. أقتطف منه رؤوس أقلام ...
يعلن التيار العلماني القبطي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، عن رفضه الكامل لما وصفه بـ"محاولات تجميد أو إعاقة خطوات البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أو محاصرته". 
يناشد التيار العلماني، الآباء المستنيرين بالمجمع المقدس، بالتصدى للمؤامرة التى يقودها البعض داخل مجمعهم وتحالفاتهم خارجه، لإسقاط البابا، أو وقف مسار الإصلاح، واسترداد الكنيسة لموقعها المتقدم فى خريطة الخدمة، وفى الوطن( البيان صدر قبل انعقاد المجمع المقدس بأيام )..
يشدد التيار، على أنهم سيتصدون بحزم على كل الأصعدة، وسيكشفون عن رؤوس المؤامرة، بالوثائق والشهادات، فى لحظة لا تحتمل التخاذل أو التراجع عن الدفاع عن الكنيسة. 
وأوضح البيان في سطوره الأولى ، أن المجمع المقدس سيعقد دورته السنوية المعتادة برئاسة البابا تواضروس، مضيفًا، أن هذه الدورة تأتى فى ظروف عامة وكنسية غاية فى الدقة والحساسية، تنعكس بالضرورة على أجواء ومناقشات جلساتها، وتتواكب مع مرور عامين على تولى البابا مهام منصبه.وأشار التيار العلماني، إلى أنه تسبق هذه الجلسة عدة مؤشرات تشكل مخاطر عديدة تستهدف تحجيم وتقليص مسار قيادة الكنيسة باتجاه التصحيح والإصلاح الذى انتهجه البابا منذ اليوم الأول له على الكرسى المرقسى، وتتصاعد عند بعض الأجنحة داخل الكنيسة، إلى السعى لعزل قداسته، والترويج لهذا عبر بعض الأقلام والأبواق الموالية لها فى الفضاء الإعلامى، بعد أن هالها جسارة مواجهته للقضايا محل الجدل.
 
وأرجع البيان ما يحدث بين أروقة الكنيسة الآن للعديد من الخطوات الإصلاحية التي أخذها البابا، حيث كانت ردود الأفعال حادة ومتسارعة عند من تحركت أو تقلصت أو أضيرت مصالحهم، جراء منهج البابا البطريرك المتسق مع طبيعة حركة التاريخ، سواء ممن استبعدوا من دائرة الضوء، أو اشتبكوا مع دوائر السياسة ورجال الأعمال، أو ممن لهم مواقف شخصية مع المستفيدين من تحرك البابا البطريرك الإيجابى، أو ممن كانوا يرون أنفسهم أحق بالموقع، ويسعون لإفشال حراك التجديد والإصلاح، وتشويهه. 
 
وأكد البيان، أنه جاء في صدارة تلك الخطوات التي قام بها البابا المصالحات المتتالية مع المستبعدين من الإكليروس والعلمانيين، وإعادة بعضهم إلى مواقعهم الكنسية، وإعادة هيكلة الدوائر المعاونة للبابا البطريرك، واستبعاد الوجوه التقليدية التى تماهت مع مواقعها، وكونت مراكز قوى مسيطرة على القرار الكنسى، وامتدت إلى المجال السياسى، وتصدرت الإعلام والإعلان عن انسحاب الكنيسة من المشهد السياسى بحزم، منذ اليوم الأول لتولى البابا مهامه الرعوية، والذى فرضته ظروف وملابسات بعينها فى السابق، مع تمسكها بدورها الوطنى الإيجابى.
وتابع البيان: "والبدء فى إعادة الاعتبار للأب متى المسكين، ورفع الحظر عن إنتاجه الفكرى، وعودته إلى موقعه المستحق بالمكتبة القبطية، ومشاركته فى معرض الكتاب بباحة الكاتدرائية العام الماضى، وسعى البابا لتفعيل خطوات التقارب الكنسى مع الكنائس الأخرى، عبر لقاءات مكوكية جادة، تقتحم القضايا الخلافية الموروثة والمتراكمة، على أسس موضوعية، مع مراعاة الحفاظ على القواعد الإيمانية المميزة للكنيسة". 
واستطرد البيان: "ووضع قواعد إعادة هيكلة منظومة الرهبنة، والتحول من المركزية فى إدارة الكنيسة إلى اللامركزية، بإعادة الاعتبار لمسئولية أساقفة الإيبارشيات فى إدارة إيبارشياتهم".
 
لقد تعمدت عرض أهم ماجاء في البيان لبيان أن النوايا الحسنة لكاتبه موجودة ، ولكنها لا تذهب بنا في كل الأحوال إلى تحقيق المصالح والأهداف الأكثر قيمة وأهمية ، فكما يبدو في البيان دعوة لتأييد ووقفة مع بطريركنا الــ 118 الذي حدد في بداية عهده أهم بنود خطته الإصلاحية ، ولكن كما أسلفت أن قداسته قد أكد أن خطته قد تراجع تنفيذها ولم يفصح عن الأسباب ، و لكن البيان يعدد الإنجازات وببساطة وجرأة أحسد كاتبها عليها .. لأن معظمها كان قداسته بالفعل يطمح لإنجازها ( ولعلني كنت من أول الكتاب الذين أشادوا بالخطوات الأولى نحو تنفيذها ) ، ولكن على أرض الواقع لا شئ هناك ، فبات التيار العلماني مسيئا ومضراً بقداسته حيث هو الراعي الأكبر الذي لايدري مايحيط به أو يدري ولكن قدرته على المواجهة ضعيفة  ، والمتجول مستعرضاً صفحات التواصل الاجتماعي يرى ردود كثيرة ساخرة من لغة التهديد والوعيد الكوميدية التي سينزلها التيار العلماني القوي الشكيمة الذي يستند إلى ظهر وظهير جامدين قوي ( حلوة الشكيمة دي اللي هيه الحديد اللي يلحم به ) ، والكلام عن القوانين واللوائح اللي طالعة لاترضي طموح اي أحد ومافيش فرصة ولا وقت لتعديلها وهنعيش بحسرتها ، وكيف يؤكد البيان أن في عصر قداسته أعيد الاحترام للأب متى المسكين وكتبه قد تم رفعها من معرض الكتاب ، وحكاية التصالح مع الكنائس الأخرى رغم أن العلاقات لازالت يشوبها تصرفات غير لائقة هنا وهناك ، والبابا لم تحط طائر ته على سماء الكاتدرائية بالقدر المناسب لحجم التحديات الثقيلة من جراء تراكم الأخطاء وتراجع خطوات الإصلاح على مدى عقود من الزمان ، أما حكاية الخروج بالكنيسة من دوائر العمل السياسي فحدث ولا حرج ويكفي تصريح الأنبا يؤانس " أيوه الكنيسة ستعمل بالسياسة " ، ويكفي موافقة الكنيسة على تمثيل الأقباط ولم ترفض في أي لحظة ارتكاب مثل تلك الكارثة ..ونقول ايه في  تمثيل مطرانها في
لجنة الخمسين .. ده عمل رعوي نسميه  ؟ ... حاجة تجنن ياسادة ..
وكمان ذكر البيان الجملة دي" وإعادة هيكلة الدوائر المعاونة للبابا البطريرك " بينما معظم الرموز التي كانت محل إثارة الناس على كراسيها وسكرتارية يعاني التعامل معها شباب الصحافة والتليفزيون ..
 
في الواقع المقال لايتسع لتناول كل الأخطاء التي جاءت في البيان ، ولكنني أعرض رأي مواطن عادي قرأ البيان كمثال يبين مدى الغضب والضيق .. 
يقول المعلق مبيناً حالة الالتباس التي أشاعها البيان الذي أضر بقداسة البابا الوطني الرائع الذي أحبناه واحترمنا صراحته بإعلان تراجع حالة الإصلاح ونحن معه ولكن ليس بمعلقات المديح الكاذبة بل بوقفات التنبيه والتي دأب التيار العلماني نفسه على القيام بها بروعة واحترام ، إلى حد قول أحدهم أن قداسته هو الذي كلف التيار العلماني بكتابة البيان ( وهو ما لم يتم بالطبع وقوعه ) ، ولكنها الكتابة الملتبسة التي تثير الشارع وتوقع الريبة في العلاقة بين رموز الكتيسة ،وبينها وبين الشعب .. يقول المواطن المعلق " "وما ألسبب ألذى جعلك  لا تكشف عن رؤوس ألمؤامرة ؟؟؟؟؟ . هل لأنه لا توجد مؤامرة من ألأساس , وإنما مجرد كلام وإدعاءات للتشويش وزرع ألشكوك عند ذوى النفوس ألضعيفة . أو لإرضاء أعداء ألكنيسة . وفى نفس ألوقت تظهر على أنك تدافع عن ألبابا ألمصلح , وتريد أن توحى للناس بأن ألكنيسة محتاجة للإصلاح !!! . إن أبواب ألجحيم لن تقوى عليها"..
 
أرجوكم دعوا قداسة البابا يعمل ويجتهد وكلنا ثقة في إدارته وحكمته ووطنيته ،وإن كانت الأمور تسير كمشية السلحفاه فعلى التيار العلماني أن يظل كما كان مشيراً لمواقع التقصير والحلول المقترحة بمشاركة إيجابية وليس بمعلقات المديح عير الموضوعية ...
قبل ارسال المقال لموقعنا الرائع "اقباط متحدون" تم نشر ماحدث في جلسة المجمع المقدس والذي أكد على ماتوقعته أن عصا الرعاية لم تهتز وأن الكلام عن مؤامرات مالوش لازمة ، وحكاية ان البان اللوذعي عمل عمايله في الاجتماع مجرد حكاية لطيفة .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter