بقلم : مجدي جورج
كنت قد كتبت مرارا وتكرارا عن ضرورة إنشاء قناة فضائية قبطية تهتم بشئون الأقباط وتنقل معاناتهم وتراثهم وتاريخهم للعالم اجمع وفرحنا يوم أن سمعنا ان المهندس عدلي ابادير قد قرر إقامة قناة فضائية تقوم بهذا الأمر ولكن الرجل وافته المنية قبل أن يرى مشروعه النور.
وقد قلت ان مجموعة السيتات القبطية على الشبكة الالكترونية مع مجموعة القنوات الفضائية الدينية المسيحية كقنوات سى تى فى و سات سفن واغابى والكرمة ومعجزة وغيرها , قلت ان هذه كلها قد ساهمت فى عودة الوعى القبطى الى حد كبير ولكنها لم تكن ابدا كافية من اجل توعية الاقباط بمشكلتهم وبحقوقهم المهدرة داخل مصر وطرق النضال السلمي من اجلها ولا كافية أيضا من اجل نقل كل هذا للعالم .
ومن هنا ناشدت كما ناشد غيري رجال الأعمال الاقباط فى الخارج بضرورة الاهتمام بتمويل انشاء قناة تتولى هذا الامر ولكننا من الواضح اننا كنا نتجه بندائتنا الى الجهة الخطأ لان اغلب رجال الاعمال ربما لم يجدوا مصلحة لهم فى ذلك او ربما لان رأس المال كما يقال جبان ولا يريد اصحابه ان يدخلوا فى متاهات لعبة السياسة خصوصا عندما يتعلق الأمر بفضح ما يقوم به النظام المصرى ضد الأقباط.
وقد وقعنا فى معضلة خصوصا بعد وفاة المهندس عدلى ابادير فمن يملك الأفكار والروئ والجراءة الان لا يملك المال ومن يملك المال لا يملك كل ماسيق لذا كان لابد من وجود شخصية تستطيع ان تجمع بين الاثنين اى بين اصحاب المال واصحاب الافكار, شخصية عاشت بكل كيانها الظلم الذي تعرض له الأقباط بالإضافة الى انها تملك الشجاعة لقول كلمة حق دون خوف من اى قوة على الارض بالاضافة الى امتلاك هذه الشخصية كاريزما يتجمع حولها الاقباط وتستطيع ان توفق بين اصحاب الافكار والمبادئ وأصحاب المال .
وقد كانت هذه الشخصية هى شخصية ابونا مرقس عزيز الذى لا يحتاج لاحد كى يكتب عن مواقفه ضد الظلم الذى تعرض له الاقباط فكلنا يذكر مواقفه الجريئة فى مواجهة فاروق حسنى وزير الثقافة فيما يخص بعض الترميمات فى الكنيسة المعلقة ونذكر كذلك القضية التى اقامها ضد رئيس الجمهورية وبعض الوزراء ومحافظ القاهرة اعتراضا على إنشاء احد الكباري الذى كان سيؤثر بشدة على منطقة الكنائس الأثرية بمصر القديمة مما ادى الى الغاء هذا المشروع ونذكر كذلك مجاهرته بكل كلمة حق من خلال كتبه التى من اهمها استحالة تحريف الكتاب المقدس , ومن خلال كتباته فى بعض الصحف كصحيفة الوفد ومن خلال العديد من اللقاءات التليفزيونية التى لم يكن يخشى فيها لومة لائم فى كل كلمة حق يقولها .
وكل هذه المواقف الشجاعة كلفته الكثير فى مصر فجاء انتقاله للخدمة فى امريكا بعدها كفرصة ذهبية له كى يستمر فى نضاله السلمي لصالح الأقباط خصوصا مع توافر جو الحرية هناك فوجدناه يخرج على رأس مظاهرة ضمت الآلاف بنيويورك احتجاجا على مذبحة نجع حمادي. ولم يكتفي أبونا مرقص بذلك بل احذ زمام المبادرة وتبنى فكرة إنشاء قناة فضائية قبطية هدفها الدفاع عن الأقباط ونقل معاناتهم للعالم ونجح بشخصيته فى الجمع بين أصحاب المال وأصحاب الأفكار والمبادئ من اجل إنشاء هذه القناة وهنا وحتى قبل أن يشاهد اى احد برامجها كى يحكم عليها انبرت العديد من الاقلام وتبارى العديد من المقدمين فى برامج تليفزيونية مختلفة مثل لميس الحديدي وغيرها مهاجمين هذه القناة حتى قبل بداية إرسالها الرسمي وحاول الجميع إرهاب الرجل وحاولوا دق اسفين بينه وبين الكنيسة ولكن الرجل كان صريح وواضح ولبق عندما أعلن لهم قائلا " اسمي مرقس عزيز والقناة المزمع إنشائها اسمها قناة الرجاء وليس قناة الحياة ".
وأنا هنا أحب ان أوضح شئ هام وهو انهم فى مصر لا يخافون من إنشاء نسخة أخرى من قناة الحياة (مع كل احترامي لمجهودات قناة الحياة ) ولكن ما يهمهم إلا يفضح النظام المصري بسبب الممارسات العنصرية البغيضة التي يرتكبها ضد الأقباط .
أخيرا لى عدة أمال ورجاءات أعلقها على قناة الرجاء والقائمين عليها :
1 الا تكون هذه القناة نسخة اخرى من قناة الحياة فالهدف ليس مقارعة الأديان بعضها ببعض بل هدفنا سياسي حقوقي فنحن شعب مضطهد وتمارس ضده أبشع أنواع العنصرية فى العصر الحديث وما يهمنا هو نوال حقوقنا المهدرة.
2 الا تتحول هذه القناة مع مرور الوقت الى قناة دينية كقنوات سى تى فى واغابى والكرمة وغيرها فالشعب القبطي فى مصر شعب متدين بطبعه ولا تنقصه الجرعة والمعرفة الدينية ولكن تنقصه المعرفة السياسية والحقوقية ولابد من تثقيفه وإعطاءه نبذه عن تاريخه وحضارته ولغته القبطية .
3 نتمنى من هذه القناة ان تعمل بمهنية وحرفية عالية وتنقل لنا الحقيقة كاملة بدون اى تهويل وبدون اى تهوين حتى تكتسب ثقة ومصداقية دائمة وذلك بتكوين شبكة من المراسلين فى كل انحاء القطر المصر كى تنقل الحدث فور وقوعه وبالكاميرا من مكان الحدث بدل من التعتيم والتشكيك الذى تتعرض له قضيتنا دائما من قبل الإعلام الرسمي الذى يسمى مثلا الاعتداءات الطائفية الاجرامية على الاقباط بالاشتباكات الطائفية .
4 اذا كان هدفنا مخاطبة العالم اجمع وشرح قضيتنا ومعاناتنا له فيجب الا تقتصر اللغة المستخدمة فى القناة على العربية فقط بل يجب ان تكون هناك برامج ونشرات إخبارية بلغات العالم المختلفة كالانجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها .
5 نعرف ان القناة ستغطى بداية امريكا الشمالية ولكننا نستعجل وصول إرسالها إلى الشرق الأوسط ومصر فهدفنا الاساسى مخاطبة القبطي الذى يعيش فى مصر كى تشرح له القناة حقوقه وواجباته والطرق السلمية للحصول على هذه الحقوق وكذلك مخاطبة رجل الشارع المصري المسلم العادي والتوضيح له ان جاره وزميله القبطي يعانى معاناة شديدة وتقدم له الدلائل والقرائن والمشاهد الحية التى تثبت له ذلك فلا حل للمشكلة القبطية إلا بتفهم المسلم المصري لمعاناة اخيه القبطي المصري.
نهاية نتمنى ان تكون قناة الرجاء باب للرجاء فى حلحلة القضية القبطية وحصول الأقباط على حقوقهم بما يساهم في رفعة مصر وتقدمها .
Magdigeorge2005@hotmail.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|