الأقباط متحدون - على هامش أحداث العنف في أبو سنان ..!
أخر تحديث ٠٧:٤٠ | السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٣هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

على هامش أحداث العنف في أبو سنان ..!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 شاكر فريد حسن
على هامش أحداث العنف في أبو سنان ..! شاكر فريد حسن كشفت أحداث العنف الأخيرة في بلدة أبو سنان الجليلية عن مدى تغلغل الفكر الطائفي في عمق مجتمعنا العربي الفلسطيني ، الذي مزقته قوى الظلام أو ما يسمى بمحراك الشر \"الوسواس الخناس\" الذي يزرع الكراهية والبغضاء والعنصرية والتعصب الأعمى ، وينشر الفرقة والطائفية البغيضة وثقافة العنف والإجرام .

ولا ريب أن هذه الأحداث لها علاقة مباشرة بما يجري في عالمنا العربي من نزاعات وخصومات واقتتال طائفي، وارتباط بالتعبئة الطائفية الآخذة بالازدياد في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة ، كما لا يمكن تجاهل دور السلطة التاريخي في تأجيج الفتن وتغذية الصراعات والنزاعات الداخلية بين جماهيرنا الواسعة وطوائفها المختلفة . أن ما يجري ويحدث في مجتمعنا من أعمال عنف مستشرية عل خلفيات طائفية يعود بالأساس إلى التحولات والتغيرات التي طرأت عليه ، وإلى تبدل المفاهيم واندثار القيم والغزو الاستهلاكي المتعولم وانهيار المشروع السياسي الوطني وسقوط الأيديولوجيات ، عدا عن تراجع دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وغياب ثقافة الحوار .

الطائفية هي لوثة خطيرة تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية لشعبنا ، ولذلك يجب اقتلاعها واجتثاثها قبل أن تتأصل في جسد مجتمعنا وتغدو داءاً مستعصياً ووباءً خطيراً يصعب القضاء عليه والتخلص منه . وهذا الأمر يتطلب تعزيز الحوار الحضاري ونشر قيم التسامح والتفاهم والمحبة وإشاعة ثقافة السلام ورفض العنف والاقتتال على أساس طائفي ، إضافة إلى استعادة دور الأحزاب السياسية والنخب المثقفة في تحمل مسؤوليتها التاريخية ودورها الحقيقي ، الذي من المفروض ان تقوم فيه ، في التثقيف والتنوير والتوعية والتعبئة والإرشاد وبناء الإنسان ، والعمل على تأسيس مجتمع صالح وعادل وراق ومتطور ومتحرر من قيود الجهل ومتعافي من أمراضه كالتعصب والأنانية والعدوانية والطائفية والحمائلية والعشائرية والقبلية الجاهلية ، مجتمعاً متيناً متماسكاً متآخياً يسوده السلم الأهلي والتسامح الأخوي والمحبة الإنسانية ، وقائماً على التعددية وشرطها احترام الآخر وقبول الاختلاف والتنوع .

وكذلك العمل على النهوض والارتقاء بمجتمعنا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وصحياً وثقافياً من خلال تنمية الإمكانات وحشد الطاقات البشرية لتحسين أوضاعنا الاجتماعية المتردية ، ولأجل انتصار القيم الحضارية الديمقراطية . فلن ينهض مجتمعنا ولن يرتقي إلا بالإنسان والفضيلة والقيم والأصالة والأخلاق الحميدة ، ولن ينهض الإنسان إلا عندما يشعر بحريته وكرامته ويتخلص من الشر في داخله . وأننا لعلى ثقة بان العقلاء في أبو سنان وخارجها قادرون على تطويق ومحاصرة الأحداث الدموية وإعادة الهدوء والاستقرار والحياة الطبيعية إلى القرية وفرض أجواء السلم الأهلي فيها ، خاصة وأنها بلدة عرفت على الدوام بتآخي أبنائها وطوائفها


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع