الأقباط متحدون - حتى الأقوياء فى حاجة للضعفاء .
أخر تحديث ٠٣:٠٧ | السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٣هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حتى الأقوياء فى حاجة للضعفاء .

( دعوة للحب والتعاون )

قصة رمزية طريقة

للأديب والشاعر فـايـز  البهجـورى
  كان قط وفأر يعيشان معا فى منزل أحد الفلاحين .
كان القط يعيش هناك لأن " سارّه  "ابنة الفلاح كانت تحب أن تلعب معه.
وكان الفأر يعيش هناك لأنه كان يتوفر له طعام وفير  يمكنه الحصول عليه بسهولة .

                        ***
وكان القط  يبحث دائما عن الفأر ليجعل منه وجبة شهية له.
  و كان الفأر يهرب دائما من القط حتى لا يأكله القط .

                         ***
وفى احدى المرّات اختبأ الفأر فى جحر كان يرى القط منه ، ولكن القط لا يراه ، ولكنه يستطيع أن يسمع صوته .

 قال الفـأر للقـط :
لماذا نحن نعيش دائما هكذا كأعداء ؟
أنت تبحث عنّى لتأكلنى .
 وأنا أهرب منك لأنقـذ حياتى ؟

   أنت فى بعض الأحيان تكون وحيدا عندما تذهب أسرة الفلاح الى المزرعة ، وتذهب صديقتك "  ساره " الى المدرسة.

    وهذا هو  نفس ما يحدث بالنسبة لى .
أنا أظل طول الوقت مختبئا فى جحرى عندما تكون أنت مستيقظا .

   لماذا لا نعيش أنا وأنت معا كأصدقاء ؟
    نحن نستطيع أن نتحدث معا .. ونخرج فى نزهه معا .. ونلعب معا .. ونمرح معا .
    أنا أقفز كالبهلوان وأنت تموء  وتدندن كالمطربين.

   تستطيع أن تقوّس ظهرك وأنا أمر بين رجليك كما تمر السيارة أو المركب من تحت القنطرة.
ونستطيع أن نمضى وقتا طيبا فى اللهو والسمر.

                        ***
   قال القط للفأر : أنا لا أعرف سبب ذلك .
ولكنّى عندما أراك ،  شيىء بداخلى يدفعنى الى أن أهجم عليك . وليس ضروريا  لكى أأكلك ، لأنى لا أكون فى كل الأوقات  جائعا .
   ربما لأن ذلك يجعلنى أشعر أنّى أقوى منك .

 وربما لأنّى أريد أن أصبح وحدى هنا فى هذا المكان.
و ربما لأن شكلك لا يسعدنى رؤيته .

   رد الفأر على القط : أعتقد أنّك على خطأ أيها القط المغرور.
 فليس من الضرورى أن يهاجم الأقوياء الضعفاء ليشعروا أنهم أقوياء .
ان القوة الحقيقية هى " قوة العقل " والارادة وليست هى " قوة الجسم" .
 
والأمر كذلك بالنسبة للسبب الثانى.
فلا أحد يستطيع أن يعيش وحيدا منعزلا عن الآخرين.
 وأحيانا يحتاج الفـرد البالغ القوّة ،
 الى طرف  أخر صغير بالغ الضعف
ليقدّم له مساعدة .

 أحيانا يفتح التمساح العملاق فمه الكبير للطيور الصغيرة ، لكى تساعده على التخلّص من فضلات الطعام بين أسنانه.
 وأحيانا يحتاج الفيل الضخم الى طائر صغير يحط على ظهره ليساعده على التخلص من الحشرات الصغيرة التى تعضه.

أما عن شكلى فأنا أعتقد أنى أجمل من حيوانات أخرى كثيرة  فى الغابة  مثل القنـافـد و القرود وغيرهما .

وعلّق  القط على كلام الفأر : كل ما قلته صحيح . ولكنه صحيح أيضا أن القطط لن تفكر أبدا أنها فى يوم من الأيام سوف تحتاج الى مساعدة من الفئران ."

                         ***
   صدم الفأر بهذه الكلمات من القط . وقال له فى حزن : مع أنّى أستطيع أن أخمّن أنك لا تريد أن تقيم أى علاقة صداقه معى ، وأنك مصمم على أن تعتبرنى أنا ، وكل الفئران بصفة عامه ،  أعداء لك .فانّى لا أزال أرغب فى صداقتك .

وتركه الفأر وجرى بعيدا عنه.

                     ***
   ومرّت أيام قليلة .

سمع الفأر مواء قط قادما من المنزل المجاور لمنزل الفلاح .
   كان صوت القط عبارة عن صيحات استغاثه تطلب المساعدة.
ذهب الفأر ليستطلع  الأمر ، واذا به يكتشف مفاجأة كبيرة .

   لم يكن هناك أحد بالمنزل .
فالرجل الذى يسكن فيه يعمل صياد سمك . وهو يعيش وحيدا فى هذا البيت.
 وقد اعتاد الرجل أن يذهب للصيد فى أعالى البحار ثلاثة أسابيع فى كل شهر ويستريح بالمنزل فى الأسبوع الرابع .

   وفى فناء المنزل ترك الصياد واحدة من " شباك صيد السمك" التى لا يستعملها ملقاة على أرض الفناء .

   فى هذا اليوم ذهب القط الى فناء منزل صياد السمك.
وجد الشبكة ملقاة على الأرض  فبدأ يلعب بها.
   لعب ولعب ولعب . ولكنه فى النهاية وجد نفسه داخل الشبكة ولا يستطيع الخروج منها .

وكلما حاول أن يخرج كلما التفت الشبكة أكثر وأكثر حوله .
   حينئذ بدأ يصيح طلبا للنجدة  ولكن أحدا لم يسمعه .
أخيرا سمعه الفأر .

 وجاء الى المكان الذى يوجد فيه القط حيث وجده فى هذا الموقف الصعب .

      عندئذ نظر الفأر للقط نظرة لها معناها ولكنه لم يقل شيئا.
  وعندما رأى القط الفأر، وهو  يموء من الألم  ، طلب من الفأر أن يساعده وأن يحاول أن يخرجه من الشبكة.
 عندئذ قال الفأر للقط :

فى يوم من الأيام طلبت منك أن تكون صديقى ولكنك رفضت .
 واقترحت عليك أن نقيم تعاونا بين القطط والفئران  ولكنك رفضت أيضا
 وأخذت تتحدث عن الأقوياء والضعفاء.

  وقلت لك وقتها أن الفرد البالغ القوة  قد يحتاج فى بعض الأحيان الى طرف أخر صغير بالغ الضعف  ليقدم اليه مساعدة ،   
ولكنك لم تثق فى كلامى ، مع أنى ضربت لك الأمثله بالتمساح والفيل عندما يحتاجون للطيور الصغيرة تنظف أسنانهم أو تخلصهم من الحشرات التى تعض ظهورهم

   واذا كنت قد نسيت أذكرك بما قلته أنت لى  " أن القطط لن تفكر أبدا فى يوم من الأيام  أن تطلب مساعدة من الفئران" .
والآن أيها القط العنيد أنت تطلب منّى مساعدة  وأنا مجرد فأر صغير وضعيف بالنسبة لك .

   كان من المفروض أن تكون هذه فرصة جيدة بالنسبة لى لكى أتركك تموت وأتخلص منك .
ولكنّى أرى العكس
   أنها فرصة جيدة بالنسبة لى ، لكى لا أتركك تموت .  وأنقذ حياتك من الموت، لكى أبرهن لك أن التعاون هو أفضل طريقة للجميع ، لكى يعيشوا معا فى سلام .

 وأن القوى قد يحتاج يوما الى الضعفاء لكى يساعدونه.
وها أنت الآن تعيش بنفسك  هذه التجربة.

 ثم بدأ الفأر يقرض الشبكة حتى نجح فى أن يخرج القط منها .

سعد القط كثيرا بنجاته من الموت ، ثم نظر الى الفار وقال له :
هذا الحادث كان درسا جيدا لى .
فقد علّمنى ما لم أكن أرغب فى أن أتعلّمه منك .
لقد عرفت الآن أنّى أخطأت فى كل ما قلته لك .
وتأكدت أنك كنت على حق فيما قلته لى.

" لا شىء فى الحياة أفضل من الحب والتعاون "
 ولكن من المؤسف أن كثيرين يخطئون ويعتقدون انهم على صواب.
 أتمنى لو يتعلموا هذا الدرس .

                      ***
أما بالنسبة لى ولك .
فمنذ هذه اللحظة تستطيع أن تعتبرنى صديقا لك.

 وعاد القط مع الفأر الى منزل الفلاح وهم يغنون معا .

لو تزرع شجرة حـب  فى قلبك أو فى عقـلك
سيكون الثمر عظيما   تحظى بتعـاون أهـلك
لو تطلب يوما عونـا    الكل يضحى لأجــلك

لو تزرع شجرة شـر    ستعـانى من أشواكه
من مارس ذلك قبـلك    لم يلـق غيرهلاكـه
كم طلبوا يوما عونـا    قد عجزوا عن ادراكه

عن موسوعة الألف قصة للبهجورى .. مجموعة "حكايات طريفة "


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter