بقلم - هند مختار
حينما بدأ الإنسان فكرة الحضارة ظهرت بالتوازي فكرة الحرب ، كلما زاد الخير في مكان ما سارع الباقيين للسطو على هذا الخير تحت أكثر من مسمى ، مابين مسمى الحماية للحدود أو التوسع أو الفتح أو رفع شعار الدين كل المسميات تؤدي إلى فكرة هدف واحد وهو الحرب ...

الحرب اعتي سفك الدماء والقتل وتتنوع مسميات الحرب مابين حرب العصابات والحرب المنظمة وغيرها من المسميات ..
تحت اسم الحرب تراق أنهار من الدماء ،وتغتال أخلام في معقول أصحابها وتنتهك الإنسانية ..

أفظع أنواع الحروب في رأيي هي الحروب تحت مسمى الدين لنصرة الحق الإلهي ،مابين حروب صليبية ،وحروب إسلامية ،وصراعات طائفية في كل بلاد العالم بين أديان ومذاهب ومعتقدات ..

يبقى الفن هو أسمى ما تنجبه تلك الحروب وفن المقاومة هو الأبقى الفن في العموم هو الأبقى ، ففي كل الحروب هناك من يقاوم أصوات المدافع والقنابل بالموسيقة ،هناك من يقاوم الإعاقة بالرقص ،هناك من يمسح المعة بالضحك ،هناك من يؤرخ الفظائع بالقصص ،والصور سواء كانت على بردي أو حجر أو على الطين أو مصورة بكاميرا حديثة ..

يظل الفت هو الأبقى والأكثر قدرة على توصيل أعمق المشاعر الإنسانية ..
الحب تحت أصوات المدافع ،وبين طلقات الرصاص ،وبزوغ شمس صباحية أعلى أعمدة الدخان ..

في الأسبوع الماضي انطلقت في مصر إحتفالية سينما ضد الإرهاب على هامش مهرجان بغداد السينمائي الدولي ،تعانق بلدان من يضمان أعرق الحضارات الإنسانية ليقولا أن الإرهاب والحرب والغدر أتفه من أن يغتالوا تاريخ أوطان أو أحلام وشعوب ..

فأصوات الغناء تزعج القاتل وتجعله يرتبك ،والجمال يغشى بصره فلا يرى ،  والزهور عطرها يصيبه بالاباس ،بالفن والجمال نحارب كل الشرور وستبقى فنون المقاومة ،هي الأجمل والأبقى والخالدة على مر العصور