مطالب باثبات قطر لحسن نواياها والجزيرة تواصل الهجوم على مصر
العاهل السعودي يناشد القاهرة المصالحة مع قطر ومصر تستجيب برد سريع
كتب - نعيم يوسف
المصالحة بين الأفراد وبعضهم البعض ليست مثل المصالحة بين الدول، فالمصالحة الفردية تحكمها المشاعر، أما المصالحة بين الدول، فتحكمها المصالح والسياسات، والارتباطات بالكيانات الدولية، وتخلو نهائيا من أي مشاعر، وهذا ما فعلته الدولة المصرية في قبولها دعم اتفاق الرياض التكميلي، والمصالحة مع قطر، بدعوة من العاهل السعودي، حيث أن رد الرئاسة المصرية لم يستغرق عدة ساعات ليأتي مرحبا مستعدا لـ"طي خلافات الماضي"، إلا أن الشعب بإعلامه مازال مترقبا متحفزا.
قمة خليجية مصغرة
في قمة خليجية مصغرة عقدت في الرياض الأحد الماضي، لا أحد يعرف التنازلات التي قدمتها قطر لكل من الإمارات والبحرين, والسعودية، لتكريس المصالحة، قبيل عقد قمة دول مجلس التعاون الخليجي المقبلة، والتي من المقرر عقدها في الدوحة، وفي اليوم التالي مباشرة عاد سفراء الدول الثلاث الذين تم سحبهم مارس الماضي، وأعلنت الدول الثلاث عن انتهاء خلافاتها الخليجية وعودة الوئام مرة أخرى للبيت الخليجي.
دعوة سعودية
أمس، الأربعاء، صدر بيان عن الديوان الملكي السعودي يدعوا القاهرة لدعم اتفاق الرياض التكميلي مؤكدا على: "ارتباطا للدور الكبير الذي تقوم به جمهورية مصر العربية الشقيقة، فلقد حرصنا في هذا الاتفاق وأكدنا على وقوفنا جميعاً إلى جانبها وتطلعنا إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء"، مناشدا مصر "شعباً وقيادة للسعي معنا في إنجاح هذه الخطوة في مسيرة التضامن العربي - كما عهدناها دائماً عوناً وداعمة لجهود العمل العربي المشترك".
رد مصري سريع
لم تمض عدة ساعات حتى أصدرت الرئاسة في القاهرة ردا سريعا، على الدعوة السعودية، معربة عن ترحيبها الكبير بالمبادرة، مؤكدة أنها كانت وستظل بيت العرب جميعا، وأنها تتطلع إلى "طي خلافات الماضي"، والبدء في صفحة جديدة، معربة عن ثقتها الكبيرة في حكمة العاهل السعودي، وجهوده لصالح الأمة العربية والإسلامية، مقدمة الشكر على هذه المبادرة.
تيار الاستقلال يرحب بالمبادرة
أما بالنسبة لردود الأفعال في مصر فقد تراوحت بين مرحب ومعارض ومتحفز على المصالحة، وقال تيار الاستقلال برئاسة المستشار أحمد الفضالي، إن موافقة القاهرة على دعوة العاهل السعودي بدعم اتفاق الرياض التكميلي والتصالح مع قطر يعتبر الفرصة الأخيرة لتوقف الدعم القطري للإرهاب، مؤكدا على أن الموافقة المصرية جاءت تقديرا لشخص خادم الحرمين الشريفين وقادة دول مجلس التعاون الخليجي.
فريق من اليوم السابع لمتابعة أداء "الجزيرة"
ومن جانبها أعلنت صحيفة "اليوم السابع" عن تخصيص فريق عمل لمتابعة أداء قناة "الجزيرة" القطرية، الإنجليزية والعربية، والتأكد من تغيير اتجاهاتها ناحية مصر، عقب اتفاق الرياض التكميلي وموافقة القاهرة عليه.
موسى يطالب باثبات حسن النوايا
يرى الإعلامي أحمد موسى، ضرورة عدم الانسياق في المصالحة مع قطر، إلا بعد أن تثبت حسن نواياها، وأن تكف قناة الجزيرة القطرية عن مهاجمة مصر، وعدم تبادل الزيارات على المستوى الرئاسي، إلا بعد تنفيذ قطر لشروط الاتفاق الخليجي، مؤكدا أن المملكة السعودية هي الضامن لهذا الاتفاق.
الجزيرة تواصل تحريضها على مصر
وفي أول ردة فعل لها، واصلت قناة "الجزيرة" صباح اليوم، الخميس، انتقاد النظام في مصر ووصفته بـ"الانقلاب" في الفترة الصباحية، من نشرة الأخبار، مخترقة بذلك المعاهدة الخليجية، إلا أنه لا يوجد رد فعل رسمي على ذلك حتى الآن، كما اتهمت قوات الأمن بالتعامل معهم بعنف واستخدام المولوتوف والغاز المسيل للدموع لوقف هذه المظاهرات.