الأقباط متحدون - المجمع المقدس.. أعلى سلطة كنسية.. يتمتع بسلطات روحية واجتماعية موسعة.. يستطيع عزل البطريرك.. وحرمان أي شخص من جسد الكنيسة
أخر تحديث ٢٢:٢٣ | الاربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٠هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المجمع المقدس.. أعلى سلطة كنسية.. يتمتع بسلطات روحية واجتماعية موسعة.. يستطيع عزل البطريرك.. وحرمان أي شخص من جسد الكنيسة

المجمع المقدس
المجمع المقدس

كتب – نعيم يوسف
يترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، غدا الخميس جلسات المجمع المقدس للمرة الثالثة في عامين هما مدة توليه سدة الكرازة المرقسية، في مقر المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، ومن المقرر أن يناقش العديد من القضايا وأهمها قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين.

المجامع المسكونية
الكنيسة القبطية (المصرية) تأسست عام 60 ميلادية، إلا أن فكرة المجامع كانت في البداية مسكونية (أي دولية) وكانت نواتها اجتماع الرسل بعد القيامة لبحث العديد من القضايا، وأهمها طريقة التعامل مع الأمم (غير اليهود) والشرائع التي يجب عليهم إتباعها عند انضمامهم للمسيحية، تلاها عدة مجامع وهي "نيقية والقسطنطينية وأفسس"، والتي كانت تتصدى للأفكار التي تحمل "بدع وهرطقات"، إلى أن جاء مجمع خلقدونية عام 451 ليقسم الكنيسة إلى جزئين "خلقدونيين" و"لاخلقدونيين"، وذلك بسبب إيمان الخلقدونيين ببدعة "الطبيعتين والمشيئتين للمسيح".

أقدم المجامع المحلية
تاريخ المجامع المحلية له جذور ضاربة في تاريخ الكنيسة القبطية حتى قبل المجامع المسكونية  نفسها فقد عقد البابا ألكسندروس مجمعا لحرم "آريوس" عام 316 كما عقد مجمعين لاهوتيين عامي 340 و362، في عصر البابا ديسقوروس عُقد أول مجمع في مصر، لمحاكمة "لاون" أسقف روما، وأصدر المجمع –أول مجمع محلي- قرارا بحرمانه، ثم عٌقد بعدها مجمعا آخر برئاسة البابا تيموثاوس الثاني –خليفة البابا ديسقوروس- في الإسكندرية حرم فيها مجمع خلقيدونية ورسالة لاون، وحرم البطريرك الخلقيدوني "بروتوريوس" الذي عيّنته الإمبراطورة على الكرسي السكندري، كما أعلن تبرأه من شراكة كنيسة روما.

ما هو المجمع؟
هناك عدة أنواع من المجامع الأول مسكوني وهو المجمع (الدولي)، ثم المجمع الإقليمي، حيث يجتمع مع أساقفة مصر وليبيا وأثيوبيا لحل المشاكل الإيمانية أو الرعوية، والمجمع "المحلي"، وهو الذي يمثل أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يجتمع في العصر الحالي كل عام لمناقشة أهم القرارات والأزمات التي تتعرض لها الكنيسة، إلا أن الكنيسة القبطية على مدار تاريخها تعرضت للكثير من الاضطهادات في كل العصور لدرجة وصلت إلى تنكر رجال الكنيسة في زي المدنيين للهروب كما حدث في العصر المملوكي، وبالتالي فمن الصعب انعقاد المجمع بصورة دورية.

سلطات المجمع المقدس
للمجمع المقدس في الكنيسة القبطية سلطات واسعة جدا، حيث يمثل السلطة الكهنوتية العليا للكنيسة، والسلطة التشريعية العليا فيها، و"المسؤول الأعلى عن الإيمان والعقيدة"، ومرجعها الرئيسي في المسائل الإيمانية والعقيدية والطقسية، وإدارة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في بعض الأحيان التي تتعرض لها الكنيسة.
 
سلطة عزل البطريرك
في بعض الأحيان تصل سلطة المجمع المقدس وصلاحياته إلى عزل البابا نفسه، وذلك كما حدث مع البابا يوساب الثاني، الذي أصدر المجمع قرارا بعزله، وتشكيل لجنة من الأساقفة لإدارة شؤون الكنيسة لحين تدبر الأمر، وذلك إثر الفساد الذي تعرضت له الكنيسة في عهده، لدرجة وصلت ببعض الشباب الأقباط إلى خطفه، الأمر الذي استدعى تدخل المجمع المقدس لعزله عام 1956.

المجمع والمجلس الملي
تاريخ الكنيسة القبطية ملئ بالقرارات الحاسمة التي اتخذها المجمع المقدس، في العقيدة والطقوس، وأزمات الشعب القبطي، الأمر الذي دعا الدولة إلى إنشاء "المجلس الملي العام" عام 1784، لكسر احتكار اتخاذ القرار داخل الكنيسة على رجال الكهنوت فقط، حيث أن "الملي العام" يتكون من رجال الأقباط العلمانيين ووجهاؤهم، واستمر هذا المجلس شوكة في ظهر المجمع المقدس إلى أن نجح البابا شنودة الثالث في ترويضه.

الصدام مع المجلس الملي
أول صدامات المجمع المقدس مع المجلس الملي كانت بسبب قانون الأحوال الشخصية عام 1908 حيث اعترض على لائحة الطلاق التي أقرها "الملي العام"، وحينها قرر البابا كيرلس الخامس فأمر الخديو توفيق بعزله في دير البراموس، فثار الشعب القبطي ورفض الصلاة في الكنائس حتى عودة البابا مرة أخرى.

وفي عصر البابا مكاريوس الثالث ثارت أزمة الأحوال الشخصية مع المجلس الملي مرة أخرى، واعتكف البابا في مقر كرسيه بحلوان –آنذاك- في عام 1945 إلا أن رئيس الوزراء تدخل في الأمر وأنهي الأزمة وصدرت عدة قرارات من تقصر الطلاق على الزنا فقط.

ترويض المجلس الملي في عهد البابا شنودة
استطاع البابا شنودة الثالث –ولأول مرة- أن يتعاون معه وينشئ هيئة للأوقاف القبطية، وينظم العلاقات بين أعضاء المجمع المقدس وبين سائر الهيئات القبطية وأفراد الشعب.

أهم قراراته في عهد البابا شنودة
في عهد البابا شنودة قام المجمع المقدس بعمل الميرون عدة مرات، كما اتخذ عدة قرارات حاسمة أبرزها عزل الدكتور جورج حبيب بباوي عن الكنيسة القبطية في 21 فبراير 2007، لخلافات لاهوتية، وعزل الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر عن إيبارشيته وبقاؤه في الدير –حتى الآن- لأسباب إدارية، وتجريد الراهب أنطونيوس جوارجي من الرهبنة وعزله من الكنيسة، لتورطه في عدة قضايا نصب واحتيال، وتشويه سمعة الكنيسة.

في عهد البابا تواضروس
غدا.. يترأس البابا تواضروس المجمع المقدس للمرة الثالثة في عامين فقط، حيث انعقد المجمع في دورته العادية يوم 21 نوفمبر الماضي، بحضور 101 عضو من اجمالي 114 هم عدد أعضاء المجمع المقدس، وصدر عنه عدة قرارات أهمها الاعتراف ببعض الأديرة، واعتماد لائحة عمل الأسقف في الإيبارشية، وإضافة لجان فرعية على المجمع المقدس تهتم بالعلاقات المسيحية الإسلامية، والفقراء، ورعاية الموهوبين، وتشكيل لجان مجمعية لوضع معايير المنهج الأرثوذكسي في الخدمة والتعليم، ورفع بعض التوصيات الخاصة ببعض الأساقفة، وإنشاء مركز للتعافي من الإدمان، وعدة قرارات أخرى.

لائحة انتخاب البطريرك وعمل الميرون
كما ترأس البابا جلسة طارئة –استثنائية- للمجمع المقدس منتصف فبراير الماضي اتخذت قرارات هامة في لائحة انتخاب البطريرك، بعد أن أثارت جدلا واسعا، بالإضافة إلى عمل الميرون بطريقة جديدة تسير مع التكنولوجيا الحديثة، وهي الاعتماد على مستخلصات العطور "الجاهزة" بدلا من تصنيعها في الأديرة، دون الإخلال بطقس الصلوات.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter