الأقباط متحدون - هو فيه حاجة ببلاش يا ذكى؟!!
أخر تحديث ١٣:٠٨ | الاربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٠هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هو فيه حاجة ببلاش يا ذكى؟!!

مارك زوكربيرج
مارك زوكربيرج

 منذ أسبوعين تقريباً، وفى نهاية شهر أكتوبر الماضى، زار مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى، مؤسس موقع «فيس بوك» الشهير، كلاً من الهند وإندونيسيا.. وذلك فى خلال دعمه لمشروع «إنترنت الفقراء»، الذى يهدف إلى توفير خدمة الإنترنت لملايين الأفراد فى هذه البلاد.. فى الهند، يوجد ١٠٠ مليون مستخدم للإنترنت، وتأتى فى المركز الثانى عالمياً بعد الولايات المتحدة، ويهدف زوكربيرج إلى الوصول بالرقم إلى ٢٥٠ مليونا خلال العامين القادمين.

 
وكذلك الأمر بالنسبة لإندونيسيا التى يصل عدد مستخدمى فيس بوك فيها إلى سبعين مليون مشترك.. ويتحمل موقع «فيس بوك» تكلفة إقامة شركات الإنترنت التى ستغذى هذا العدد الكبير من المشتركين بأسعار مخفضة جداً تصل إلى حد أن تكون خدمات الإنترنت فى الهند وإندونيسيا مجانية!!!.
 
قبلها، بعدة أسابيع.. زار الرئيس التنفيذى لموقع أمازون الشهير، وكذلك المدير التنفيذى لمؤسسة مايكروسوفت العالمية هذين البلدين فى إطار الترويج لنفس الحملة «إنترنت الفقراء»: أن يتوفر الإنترنت لكل فرد، حتى ولو كان بالمجان!!
 
وقد يبدو المعلن من هذه الحملة هدفاً إنسانياً نبيلاً، وهو مساعدة الفقراء، وإتاحة الحق فى المعرفة وفى التواصل لأكبر عدد من الناس فى هذا العالم.. والمعلن أيضاً أن يكون العالم «قرية كونية» يتصل أفرادها فى كل بقاع العالم بعضهم البعض، ويشاركون بعضهم البعض لحظات الفرح والحزن، لحظات الانتصارات والانكسارات.. غير أن هناك أهدافاً أكبر وراء هذه الحملة.. أهداف اقتصادية، وسياسية، لا يمكن تجاهلها أو التقليل من أهميتها.
 
يشير أحد التقارير الدولية المهمة الصادرة خلال هذا العام إلى أنه بنهاية عام ٢٠١٣، وصل معدل أرباح الإعلانات على الإنترنت فى الولايات المتحدة وحدها ٤٣ مليار دولار، مقارنة بـ ٢٠ مليارا عام ٢٠٠٧، و٩ مليارات عام ٢٠٠٤.. أى أن نسبة أرباح الإعلانات على الإنترنت تتصاعد بشكل كبير، وتتضاعف خلال فترات قصيرة جدا.
 
ويتضح الأمر عندما نقارن أرباح الإعلانات على الإنترنت بأرباح الإعلانات على الوسائل الأخرى.
 
ويشير التقرير إلى أنه فى نهاية ٢٠١٣ أيضاً، احتل التليفزيون المركز الثانى بما قيمته ٤٠ مليارا.. ثم القنوات المشفرة بما قيمته ٣٤ مليارا، ثم الصحف بما قيمته ١٨ مليار دولار.. ثم بقية الوسائل الأخرى بأرقام لا تزيد على مليار دولار.. أى أن الكعكة الحالية كلها تصب فى خدمات الإنترنت، وفى الشركات المعلنة عليها، وعلى رأسها فيس بوك، وأمازون، وتويتر..
 
وتشير التقارير أيضاً إلى أن صافى أرباح موقع «فيس بوك» من الإعلانات، خلال الربع الأول من هذا العام، قد وصل إلى ٢٥٠ مليون دولار (بما يعنى مليار دولار سنوياً من الإعلانات فقط)، إضافة إلى مكاسب أخرى من التطبيقات على أجهزة المحمول، والرعاية، وغيرها.
 
الأمر نفسه ينطبق على شركة أمازون الشهيرة.. التى بلغت مبيعاتها خلال عام ٢٠١٣ ما يقارب ٨٠ مليار دولار.
 
أما تويتر فقد بلغت أرباحه خلال عام ٢٠١٣ ما يقارب مليار دولار.. وبلغت قيمته السوقية ما يعادل ٤ مليارات دولار.
 
وبالإضافة إلى هذه الأهداف التجارية والاقتصادية لنشر الإنترنت، فإن هناك أهدافاً سياسية لا تخفى على أحد.. فى يناير ٢٠١١، وأثناء فترة انقطاع خدمات الإنترنت فى مصر، أتاحت جوجل خدمة «التويترالصوتى»، التى تسمح للمصريين بالاتصال برقم تليفون معين وترك رسالة صوتية تتحول تلقائيا إلى رسالة مكتوبة على تويتر.
 
الأمر نفسه والخدمة ذاتها تتيحها حالياً نفس الشركات للأفراد فى داعش، وفى العراق وسوريا.. تحت دعوى توصيل صوت الجماهير.
 
فهل هو حقاً كذلك؟ ولماذا لا يتم توصيل صوت الأفراد المعارضين لسياسات الولايات المتحدة أو الذين يختلفون فى سياساتهم مع سياسات الولايات المتحدة؟
 
كثير من الشعارات الجميلة يتم رفعها لتغطية أفعال قد لا تكون مقبولة.. وكثير من الشعارات الإنسانية غطاء لمطامع اقتصادية، ولأهداف سياسية.. ومفيش حاجة ببلاش يا ذكى!
نقلا عن المصرى اليوم 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع