نعتذر لك يا عصام يا حجى، فنحن غير مشغولين بأخبار الفضاء والفلك والعلم، نحن مشغولون ومولعون ومغرمون فقط بأخبار وغزوات العنتيل وبرامج فك الأعمال والسحر والجن، ومتابعة فتاوى هل حلال نوم الطفل بجانب أمه أم أن هذا من مقدمات ومحرضات الفسق والفجور وزنا المحارم!، نحن نتأسف، فمصر بالرغم من أنها من أكبر الدول التى يبحث رجالها فى جوجل عن مواقع السكس فى العالم بداية من بورنو وارد استديوهات العم سام إلى البورنو وارد استديوهات السنطة، لم ننتبه إلى أن جوجل احتفل واحتفى بك وبزملائك المصريين الذين شاركوا فى مشروع هبوط المركبة الفضائية «روزيتا» على «المذنب بى 67»، وإنزال الروبوت الذى انفصل عن المركبة، وأرسل لأول مرة صورة ضوئية لسطح المذنب، وهى أول مرة تحدث فى تاريخ البشرية،
لكن ما لنا احنا ومال البشرية والكون والكلام الفارغ ده؟، وما هى قيمة أن يظل مشروع يبحث فى النيازك والكواكب لمدة عشر سنوات بداية من 2004؟!، سترد علينا يا حجى قائلاً المركبة ستقوم بدراسة العناصر الأساسية التى ساهمت فى نشأة وتطور الحياة على كوكب الأرض، هل تتصور يا عصام يا حجى أننا كمصريين يهمنا البحث فى أصل الحياة والكون؟، يا عم قول يا باسط فنحن نهتم بما هو أخطر مما تدرسه «ناسا»، أو تتصوره جامعة هارفارد، أو تكافئ على إنجازه لجنة نوبل، نحن نهتم بأبحاث أصل بول الإبل وتأثيرها على تليف الكبد والسرطان، وبزيارة سريعة من سيادتك وفريق سيادتك لمارينا ستجد على امتداد الطريق أكشاك وبرطمانات النوق العصافير تتلألأ تحت سماء المحروسة!، نحن مهمومون ومهتمون بما هو
أعظم وأجل وأفدح وأخطر من مجرد مذنَّب أو كوكب أو مجرة أو حتى كون بحاله، نحن على قلب رجل واحد فى التصويت لآراب أيدول وفويس ومتابعة ريهام سعيد وسعد وسعد!، نحن محتشدون للكشف عن إجابة السؤال الخالد: هل كشف أرنبة أنف المرأة وقرقوشة ودنها حلال أم حرام؟، نحن لسنا لدينا وقت لمثل هذه السفاسف الكونية، فنحن مشغولون بالبحث عن مقطع مثير محذوف من فيلم هيفاء وهبى الأخير ولون فستان داليا البحيرى فى مهرجان القاهرة السينمائى وكيفية حسم الصراع الكونى الأزلى ما بين دينا وصافيناز!، ما تلك الأسماء المصرية التى تفخر بها حضرتك من فريق البحث؟،
من رامى المعرى وأحمد الشافعى وعصام معروف؟، إنهم مجرد باحثين وعلماء ارتدوا نظارات سميكة يرطنون بمصطلحات لا مؤاخذة علمية ويفنون أعمارهم فى أبحاث لا مؤاخذة علمية ولم نضبطهم متلبسين ولو مرة بالبحث فى إعجازنا العلمى، نحن لدينا العالم الجليل حساسين والإعجازى زغلول والعلامة الفهامة عبدالعاطى صاحب نظرية أن أصل الإنسان صباع كفتة!، هل تتخيل يا حجى أننا نقرأ تغريداتك التى تقول فى إحداها: «المصريون فى هذا اليوم لديهم طموحات وأحلام وآمال تكسر واقعاً ملأته أصوات الجهل والكراهية التى بنت للإحباط معبداً خالداً وللجهل حصناً منيعاً»، ألم يصلك النبأ العظيم وهو أننا لا ندخل تويتر إلا لنمارس الردح والقباحة وننشر هاشتاجات السفالة والانحطاط؟! مذنَّب إيه اللى انت جاى تقول عليه يا عصام يا حجى، خليك فى مذنبك وخلينا فى ذنوبنا.
نقلا عن الاعلامى الطبيب خالد منتصر