الأقباط متحدون - الجلوس فوق قنبلة
أخر تحديث ٠٢:٥١ | السبت ١٥ نوفمبر ٢٠١٤ | ٦هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٨٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الجلوس فوق قنبلة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم : مينا ملاك عازر
لا أخفي عليكم أنني كنت متردد في كتابة هذا المقال، وكنت أخشى أن يعتبره البعض مساهمة مني في الإرهاب، وإعطاء شياطين مصر أفكاراً جديدة لممارسة عنفهم الأسود، هذا بالرغم من أنني أعلم أن الأستاذ مجدي الجلاد قد سبق وقدم في برنامجه تحقيقاً عن ضعف التأمين في مرفق مترو الأنفاق، بيد أن حادثة الانفجار الذي تم بمحطة حلمية الزيتون الذي وقع ضحيته عدداً لا بأس به من المصابين، ومن لم يصب منهم بالانفجار أُصيب بالتدافع للهرب والفرار، دفعني لأحكي لكم تجربتي الشخصية.


صعدت لقطار مترو الأنفاق في الخط الأول من المترو بعد أن مررت على لا تفتيش ولا مكينات مرور، أي بدون استخدام التذاكر، هذا ليس استثناءاً بل أمر مر على الجميع، ومسألة التذاكر هنا أهديها لمن ارادوا رفع تذاكر المترو لزيادة دخله، الفشلة الذين لا يعرفون ماذا يجري بالمرفق الذي يديرونه، والذي أن كلفوا أنفسهم أصلحوا ماكينات التذاكر لكسب المرفق أضعاف ما يكسب ولم يحقق خسائر، بالمناسبة أنا قطعت تذكرة رغم أنه لا توجد مكن حيث دخلت، وحيث خرجت.

المهم أول ما دخلت قطار المترو جلست على كرسي، وبعدها بثواني قليلة جداً انتبهت إلى أن أسفل الكرسيَّ شنطة لسيدة، ولوهلة سألت نفسي، لماذا لا تكن هذه الحقيبة بها قنبلة، وفكرت ما عساي أن أفعل؟ هل أصرخ وأقول قنبلة؟ هل هناك من سيسمعني؟ هل لو كانت قنبلة سينتظر صاحبها إلى أن أنادي الشرطة التي بدورها ستنادي خبير المفرقعات لتبين ما بالشنطة؟ لا طبعاً، وبدأت أسأل نفسي، هل أغير مكاني هذا؟ ليس بالأمر السهل بل هو مستحيل، وهل تغييري مكاني سينجيني؟ بل قد أصاب فقط وأعيش طيلة عمري مبتور القدم أو اليد -لا قدر الله- أو مشوه الوجه، وهذا في الحقيقة أمر عسير علي، إذ أفضل الموت في هذه الحالة عن البقاء عباً ثقيلاً على من حولي وعلى نفسي قبلهم،

إذن لو بقيت هنا سأكون أقرب للموت، ولكن ماذا أفعل في ألم من سأفارقهم؟ كل هذا جال بخاطري لعله أيضاً جال بخاطر البعض من ركاب القطار الذي تم به الانفجار بمحطة حلمية الزيتون، لعله لم يمهلهم القدر مهلة لأن يفعلوا شيء ينقذهم، ولعلهم توانوا ولم ينتبهوا، لعلهم فكروا مثلي وإن استطعت أن أحضر خبير متفجرات واكتشف أنها ليست قنبلة، ماذا سيكون موقفي آنذاك؟ سأكون محرجاً وأكون قد عطلت نفسي، قولوا لي بالذمة، أيهما أسهل أن يكن ثمة حراسة من بوابات المحطة أم ننتظر لنقع في دائرة التفكير هذه، ونحن متعرضين للجلوس فوق قنبلة، هل الأفضل أن يقوم العاملين بالمترو لتأمينه وتصيين مكيناته بعملهم، أما أن نصاب نحن أو نموت.


الحق أقول لكم، حادث الانفجار هذا لا أبرئ منه وزير الداخلية ولا وزير النقل ولا رئيس هيئة مرفق مترو الأنفاق، فكلهم فشلة مقصرين تركوا مساعديهم وموظفيهم يفشلون ويتراخون، و-لو لا قدر الله- كنت أحد أولائك الضحايا في هذا الانفجار لرفعت عليهم قضية تعويض عليهم جميعاً، وهذا ليس تحريض عليهم ولكنه الحق كما أراه، فهم المسؤلون والمقصرون والفشلة، ونموذج للترهل الفكري والغرور والصلف حين يآوح رئيس هيئة المترو بعد التحقيق الذي قام به الأستاذ مجدي الجلاد والذي أكد بعدها رئيس هيئة المترو أن المترو آمن، سلم لي بقى على أمن المترو، وأمن المواطين، فكله في الباي باي.
المختصر المفيد وما يصعب على قلبي وروحي إلا فراق الأحباب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter