الشيخ د. مصطفى راشد أستاذ الشريعة الإسلامية
فى الأشهر الثلاثة القادمة سوف تقام إنتخابات مجلس النواب المصرى ، وهو مايستوجب منا الرصد والتحليل والتحذير ، مما قد تفرزة هذه الإنتخابات ، لمجلس نواب يقرر مصير الوطن --- ولأن من يحق لهم التصويت فى الإنتخابات بمصر 54 مليون ناخب ، منهم حوالى 5 مليون ناخب ينتمون للجماعات الإرهابية المتطرفة ، مثل الإخوان والجماعات السلفية والجماعة الإسلامية وغيرهم من الجماعات المتأسلمة ، التى تؤمن بالعنف كوسيلة جهادية لتوصيل أفكارها التى تؤمن بها وتعتبرها من صحيح الدين ،
لأن جميعهم ينتمن لجذرٍ واحدةٍ وشربوا من نفس البئر المسمومة ، وإن كان بعضهم مثل حزب النور السلفى يعلن ظاهرياً عدم إيمانه بالعنف -- لكن هى المراوغة والموائمة حتى تحين الفرصة والتمكين ، فيُظهر الوجه الحقيقى الذى يؤمن به ، والذى تُدلل عليه أفكارهم وأرائهم المُعلنة ، حيثُ يَعتَبَرون الرافض لأفكارهم خارج عن الدين، ومن ثم يستحق العقاب ، ولا يؤمنون بالمساواة بين أبناء الوطن ، فالمرأة والقبطى مواطنون من الدرجة الثانية من وجهة نظرهم ، وعلى سبيل المثال فهم يرفضون توليهم بعض المناصب وبالأخص القيادية – لذا نحن نحذر من خطورة وصول هؤلاء لمجلس النواب ، ولا نغتر بأن لهم ظهير إنتخابى قليل 5 مليون من 54 مليون ، فهى حسبة خاطئة لأن الـــ 54 مليون ناخب ،
يذهب منهم للتصويت حوالى 25 مليون فقط ، والخمسة مليون التابعون لهؤلاء المتطرفين موجودين من خلال الـ 25 مليون كاملين العدد ، لأنهم يعتبرون التصويت لزملاء الفكر فرض إيمانى ، وتركه بلا سبب قاهر مانع معصية كبرى ، ومن هنا تكون الخطورة ومن هنا فازَ محمد مرسى ، رغم أن الغالبية الكبرى من الشعب بمصر والدول العربية تؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية التى تطبق القانون والمساواة – ولنفهم كيف حدث ويمكن أن يحدث ذلك --- ، نضرب مثلاً لتوضيح الصورة ، فمثلاً لو فرضنا أن إحدى الدوائر قد ترشح بها من التيار المدنى 12 مرشح ومن التيار المتطرف 1 واحد مرشح ، لأن الأحزاب المتطرفة لا تتنافس مع بعضها وتتوحد ضد التيار المدنى ،
والدائرة بها 250 ألف صوت وذهب منهم للتصويت 125 ألف صوت ، منهم مئة ألف صوت يؤمنون بالدولة المدنية الديمقراطية، و25 ألف يؤمنون بالدولة المتطرفة ، فسوف يحصل مرشح التيار المتطرف على 25 ألف صوت كاملة ، وتُقَسَم 100 ألف صوت على 12 مرشح مدنى فيحصل كل واحد على حوالى 8 ألاف صوت ، فيفوز المرشح المتطرف رغم أنه الأقلية ------
مما يستوجب من القوى المدنية التوحد ، وعدم التنافس بأكثر من مرشح فى الدائرة الواحدة ، وإلا خسر الجميع -- فلا وقت للمراهقة السياسية ، فالظرف يحتاج السياسى الواعى الذى يُؤثرَ ويقدم مصلحة الوطن العليا على مصلحتهِ الشخصية ،وعلى الدولة أن تكون واضحة ومحددة الأهداف وملتزمة بنصوص الدستور الذى يمنع الأحزاب الدينية ( المادة 74 من الدستور ) لأنه لو فازَ حزب النور سوف يطفىء أنوار الوطن .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه