الأقباط متحدون - تاريخ أشهر الخيول الأصيلة في مصر.. «الحصان كامل» حقق بطولات واسعة.. الملك فاروق أنشأ إسطبلًا خاصًا به في القاهرة.. عبدالناصر أهدى «رأفت» إلى الاتحاد السوفيتي السابق.. و«فضل» أنتج 34 حفيدًا
أخر تحديث ٠٢:١١ | الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠١٤ | ٥هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تاريخ أشهر الخيول الأصيلة في مصر.. «الحصان كامل» حقق بطولات واسعة.. الملك فاروق أنشأ إسطبلًا خاصًا به في القاهرة.. عبدالناصر أهدى «رأفت» إلى الاتحاد السوفيتي السابق.. و«فضل» أنتج 34 حفيدًا

 الملك فاروق
الملك فاروق

الخيول في مصر قديمة قدم التاريخ، وبدأ أمراء وملوك مصر في تربية الخيول العربية الأصيلة منذ نحو القرن الـــ13 الميلادى وكانوا يهتمون باختيارها لما امتازت به من جمال المنظر وسرعة العدو وقوة الاحتمال.

واقتنى الملك الناصر "محمد بن قلاوون" مجاميع عظيمة من أحسن الخيول النجدية الثابتة الأنساب تجلب إليه من "نجد والإحساء والعراق والبحرين والقطيف" وكان يدفع فيها أثمانًا باهظة وبنى لها إسطبلات واسعة، وكان يقوم على خدمة الخيل وتوليدها وتدوين أنسابها في سجلات خاصة مجموعة من فرسان البدو.

وحذا نفس حذوه "السلطان برقوق" الذي اقتنى منها نحو سبعة آلاف رأس، واستمرت العناية بالخيول ترتفع وتنخفض تبعًا لاختلاف رغبات ولاة الأمور في تربيتها إلى أن جاء محمد على باشا الكبير فاقتنى مجموعة فاخرة من الخيول النجدية ومثله نجله إبراهيم باشا والأمير طوسون الذي أهدى إليه الأمير عبدالله بن سعود في عام 1815 مجموعة من الخيول الجميلة ولكنها لاقت من الإهمال الكثير.

وجاء عباس باشا الأول فتدارك الأمر وهب لإنقاذ هذه الخيول وسلمه والده إدارة محطات التربية الموجودة في ذاك الوقت، مما كان له أكبر الفضل في الإبقاء على الخيول العربية بمصر واستجلابها وزيادة أعدادها، وأرسل مملوكه على بك جمال الدين الشماشرجى إلى شبه الجزيرة العربية والذي ظل يجوبها من أقصاها إلى أقصاها ويستحضر له أفراسًا من أعز مرابط خيل العرب الأصيلة وكان يهتم بتدوين الأنساب.

كما أرسل وفدًا إلى صديقه "فيصل بن تركى بن سعود" ليبحث عن أصول الخيل التي وصلت إلى مصر قادمة من بن سعود وبدو شبه الجزيرة العربية وأطرافها وتألفت هذه اللجنة من مشافى بك حاكم العباسية، ورستم بك، وسالم أفندي، وعلى باشا الجمالى وانضم هؤلاء إلى هيئة الخيول التي كلفت بالفصل والبت بأصالة الخيول وانطلقت اللجنة إلى مشايخ القبائل التي أرسلت تلك الخيول إلى عباس باشا وعادت بمعلومات ثمينة ما بين عامى 1851 و1852 ودونت بمخطوطة جميلة كتبت بالحبر الأسود والأحمر والأزرق على شكل مجلد ووجدت هذه المخطوطة بين كتب الأمير محمد علي ونقلت إلى تبحاث الليدى ونتورث ابنة الليدى بلنت.

وكان عباس باشا الأول يفاخر الأوربيين بخيوله قائلا لهم إنه لا يعتقد أن الخيول العربية المولودة في بلدانهم من الخيول العربية الطيبة، والسبب أن الجواد العربى هو ابن الصحراء والسلالة العربية نادرًا ما تعطى صفاتها ومميزاتها التي تعرف بها إلا إذا تنفست هواء الصحراء.

وعندما توفى عباس باشا الأول سنة 1859 ورث هذه الخيول الثمينة ولده الهامى باشا إلا أنه كان لا يهتم بالخيل فباع نحو المائتى رأس من صفوة الخيل وذلك في عام 1861، وذهب منها إلى الخارج الكثير، ولكن لحسن الحظ ابتاع أكثرها على باشا شريف ورباها تربية حسنة وأسس لها إسطبلات بقصره حتى صار عنده 400 رأس ولكن اجتاحتها الأمراض مرتين ولم يبق منها إلى النذر اليسير.

وفى سنة 1879 استحوزت الليدى بلانت على مجموعة من أحسن خيول على باشا شريف وبعد وفاته سنة 1897 بيعت باقى الخيول بالمزاد واشترت صفوتها الليدى بلانت وأرسلت منها إلى إنجلترا وقامت بتربية الباقى في إسطبلات الشيخ عبيد بمصر حتى وفاتها في عام 1917 وورث أحفاد عباس باشا الأول حبه للخيل واعتنائه بها وبتربيتها من أمثال أحمد باشا كمال، والأمير كمال الدين حسين والأمير محمد على والخديوِ عباس حلمى الثانى.

في عام 1892 تم تشكيل قومسيون الخيل برئاسة الأمير عمر طوسون للعمل على تحسين إنتاج الخيل وانتخاب الأفراس وتدوينها بالدفاتر وفى عام 1908 أنشئ قسم تربية الحيوانات بالجمعية الزراعية الملكية، والذي حمل عبء التربية والذي أسند إليه أيضًا أعمال القومسيون.

وعمل هذا القسم على زيادة إعداد الخيول واستطاعت الجمعية الزراعية الملكية أن تحصل على خيول منسبة ونقية الأصل من إسطبلات الخديوِ عباس حلمى الثانى والأمير محمد على والليدى بلنت وفى عام 1919 اشترت الجمعية 18 رأس من إسطبلات الليدى ونتورث.

وفى سنة 1928 اختارت الجمعية مكان على مساحة 55 فدانًا في بقعة صحراوية تقع على بعد 20 كيلومترًا من قلب القاهرة وأنشأت إسطبلات أكثر اتساعًا وعلى أحدث الطرز وترك حولها فضاء فسيح لترويض النتاج وسميت "إسطبلات كفر فاروق"، وبهذا وصلت الجمعية الزراعية الملكية إلى ماكانت ترمى إليه من إنشاء هذا القسم وهو الاستمرار في الإبقاء والحفاظ على الخيول العربية الأصيلة التي اشتهرت بها مصر والتي حافظت على أنسابها على المدى الطويل دون أن تخالطها أي أنساب أخرى وبقيت نقية الدم والأصل محفوظة النسب.

وزاعت شهرة الحصان العربى المصرى في العالم لما له من مميزات قوية فهو يجمع بين جمال الهيئة وتناسب الأعضاء ورشاقة الحركة وسرعة العدو وحدة الذكاء والمقدرة العالية على التكيف وسلاسة القيادة وعلو الهمة، كما أنه يعد مصدرا مهمًا من مصادر توليد أفضل وأنقى وأجمل سلالات الخيل في العالم كله وأنتج الحصان المصرى العديد من الأبطال الفائزين سواء في سباقات الجمال أو العدو.

وأثر الحصان المصرى بجماله وقدراته في تحسين دماء الخيول من السلالات الأخرى وأنتج العديد من الأبطال ذائعي الصيت ذوى الشهرة العالمية ومن أمثال ذلك الحصان كامل والمعروف باسم هدبان انزاحى من نظير المولود بالهيئة الزراعية محطة الزهراء في 15 أغسطس1952، وتم تصديره من مصر إلى ألمانيا "مزرعة مرباخ" في العام 1955 وأنتج العديد من الأبناء على مدى 19 عامًا وصدر الكثير منهم إلى مختلف دول العالم وفازوا بالعديد من البطولات ومنهم مالك، منيف، مدكور.

الفرس حنان من علاء الدين ومنى المولودة بالهيئة الزراعية محطة الزهراء في 20-سبتمبر1967 واشتراها هانز ناجل، ألمانيا وأنتجت العديد من الأبطال من أمثال ابن جلال، جميل، صلاح الدين، عصفور والذي اشتراه ماريون ريتشموند لمزرعته "مزرعة سيميون" باستراليا.

وأعد ريتشموند هذا الحصان ليكون الطلوقة الأساسى في برنامج التربية لديه وأثر هذا الحصان تأثيرا كبيرا في إنتاج أستراليا من الخيول العربية وأنتج العديد من الأبطال والأسماء المشهورة من أمثال: سيميون ستاف، سيميون سكرى، سيميون صادق، سيميون ساسكى، سيميون شيمينى" صدر إلى نيوزيلاند"، سمسون ساكن "صدر إلى قطر"، سيميون سيفيرويت "ألمانيا"، سيميون ساكى "أمريكا" وسيميون سيللا "السعودية".

الحصان رأفت المعروف باسم أسوان من نظير ويسرية المولود في 13 مارس 1958 وأهداه الرئيس جمال عبدالناصر إلى الاتحاد السوفيتى تقديرا لتعاونهم في بناء سد أسوان وكان موجودًا بمزرعة تارسك وكان له تأثير قوي في تحسين الدماء الروسية وأنجب على مدى 19 عامًا نحو 296 ابنًا.

وتم تصدير أبنائه إلى جميع أنحاء العالم وفاز العديد منهم بالعديد من البطولات من أمثال مارسيانين "بطل أمريكا"، باترون "بطل هولندا وروسيا" بالاس "الطلوقة الرئيسية في بولندا"، كاتون "بطلة أوربا"، ناريادنايا "بطلة العشر الأوائل بأمريكا والعشر الأوائل بكندا" وآخرين.

وكان للدماء الإسبانية نصيب من التحسين عن طريق الدماء المصرية من خلال الحصان شاكر المصرى من مرافق وزبيدة المولود في 20 مايو1963 بالهيئة الزراعية المصرية محطة الزهراء وأنتج الحصان المعروف الشكلان الذي بدوره أنتج العديد من الأبطال.

أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية قام الحصان المصرى بكتابة تاريخ جديد لها في مجال الخيول وحقق لها الصدارة في الإنتاج ففى عام 1932 استورد هنرى بابسون 7 خيول من مصر.

وهؤلاء السبعة خيول كانوا عبارة عن 5 فرسات وأنتج منهم 46 من الأبناء والحصان فضل وأنتج هذا الحصان 34 من الأبناء وحصان آخر اشتراه ولم يستعمله في المزرعة.

وفى أواخر الخمسينيات اشترى "فوربث" خيول مصرية من محطة الزهراء وهم ابن حليمة، بنت زعفرانة، بنت مبروكة، بنت بكرة وكان هؤلاء الخيول نواة وبداية للمزرعة الاشهر على مستوى العالم وهى مزرعة انساتا وأنتجت هذه المزرعة العديد والعديد من الأبطال على مستوى العالم، فقد فاز ابن حليمة بالكثير من البطولات وأيضًا خيول أخرى من المعروفة حاليًا أمثال: انساتا سنان، انساتا حجازى، انساتا المرتجز.

وفى عام 1965 اشترى دوجلاس مارشال صاحب مزرعة جلينلوتش بأمريكا الحصان مرافق من الهيئة الزراعية محطة الزهراء وكان عمره في ذلك الوقت نحو التاسعة، وهذا الحصان الشهير الراقى ذو السمعة العالمية فاز بالعديد من البطولات الجمالية وأنتج هذا الحصان الأسطورة نحو 209 من الأبناء 58 في مصر و151 في أمريكا ومن أمثال أبنائه من المشاهير أصحاب التاريخ العريق: خوفو- شيخ البادى- ابن منية النفوس- ايجيبشيان برنس- داليا- بنت مبروكة والتي اشتراها فوربس.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.