الأقباط متحدون - مـا بين تديّن الفريسي والسلفي!
أخر تحديث ١١:٠٢ | الاربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤ | ٣ هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٨٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مـا بين تديّن الفريسي والسلفي!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: نبيل المقدس
بالرغم ان الفريسيين اليهود .. والسلفيين المسلمين يتحدان في التطرف وفي كل شيء إلا أن الفريسي لم يصل إلي الحالة الإرهاب بالقتل وسفك الدماء  في أيامه .. لكنهم يتحدون في الأهداف كل بطريقته , وهي تطبيق شريعتهما حرفيا كما أنهما مشحونان تعصب وحقد . ونحن نناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي طبقا للدستور بإلغاء الأحزاب السلفية التي تقوم علي مرجعيات دينية منذ السلف التي تحض علي القتل وسفك الدماء  ,

كما أنهم لا يعترفون بوطن .. فلو حدث أنه تمت عملية الإنتخابات لمجلس الأمة في وجود هذه الأحزاب , سوف لا يستمر هذا المجلس طويلا  لأن الكثيرين من الأقباط ومن المسلمين المعتدلين , سوف لا يعجبهم تشكيل المجلس حتي ولو كانت الأغلبية من الأحزاب المدنية .. وبناء عليه سوف نقوم بقضايا مستعجلة .. ضد مجلسي الدولة والرئاسة لعدم أهلية هذا المجلس لوجود عناصر من احزاب سلفية منعها الدستور للمشاركة .

الفريسيون هم إحدى الفئات الدينية اليهودية الرئيسية الثلاث التي كانت معروفة عند اليهود وحتى مجيء المسيح. وهذه الفئات الثلاث، هي: الصدوقيون، والأسينيون والفريسيون. وكلمة فريسي بحدّ ذاتها، كلمة آرامية ومعناها "المنعزل" فالفريسيون هم "المنعزلون" .. ومن جهة الأخر نجد أيضا أن السلفيين مجموعة تتكون من عدة توجهات في طريقة التديّن .. ويعيشون منعزلين بل ومنفصلين عن المجتمع المصري .

والمعروف عن الفريسيين أيضا  أنهم أقل وأغلق الفئات الدينية اليهودية من ناحية التعليم الروحي  (أعمال  ( 5:26). ) وقد عرفوا بهذا الإسم الخاص في عهد يوحنا هركانوس، أحد عظماء أشراف اليهود في القرن الثاني قبل الميلاد. وكان هركانوس من تلامذتهم، ولكنه تركهم فيما بعد والتحق بالصدوقيين.الأقل تشددا من الفريسيين , وسعى ابنه اسكندر ينانوس من بعده إلى إبادتهم. غير أن زوجته ألكساندرة التي خلقته في السلطة سنة 78 قبل الميلاد رعتهم فقوي نفوذهم وأصبحوا قادة اليهود في الأمور الدينية .. وأصبحوا بعد ذلك جماعة المتدينين .

أما الدعوة السلفية فقد نشأت بالإسكندرية  في سبعينيات القرن الماضي (بين عامي 1972 ـ 1977 على أيدي مجموعة من الطلبة المتدينة، كان أبرزهم (محمد إسماعيل المقدم، وأحمد فريد ، ثم ياسر برهامي وأحمد حطيبة فيما بعد، التقوا جميعا في كلية الطب بجامعة الإسكندرية، إذ كانوا منضوين في تيار " الجماعة الإسلامية " الذي كان معروفا في الجامعات المصرية في السبعينيات أو ما عرف بـ"الفترة الذهبية للعمل الطلابي" في مصر .

رفضوا جميعا الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين " ظاهريا " تأثرا بالمنهج السلفي الذي وصل إليهم من خلال كتب التراث الإسلامي، وقراءاتهم لكتب ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم. وبمرور الوقت تكونت النواة الأولى للشباب السلفيين تحت اسم "المدرسة السلفية"، عام 1977م ... وبدأوا بممارسة التدين الضيق حتي وصلوا إلي تكفير اي شخص لا يؤمن بمبادئهم .. وإتخذوا بعض الآيات غير المناسبة لوقتنا هذا كوسيلة لإتمام دعوتهم , بتكوين أمة إسلامية عنوة عن طريق الإرهاب والفوضي . فقد آمنوا أن لديهم السلطان لأنهم من أتباع السلف .. لذلك بظنهم أنهم يمتلكون السلطان , فالإدانة والتكفير حلالا لهم فقط ..!!

شدة التديين لهذه المجموعات , وتوهمهم بأن لديهم السلطان الديني جعلوهم ينصبون مِنْ أنفسهم قضاة , وحراسا علي دينهم , فبدأوا يحصون كل هفوة منه في حق شريعتهم , ويرصدون أي إنحراف من المجتمع لكي يوقعون أقسي القصاص الوحشي , فنحن نجد الأن يمارسون هذا التديين الأحمق في البلدان المحيطة , ويا ويل كل مَنْ يحيد , أو يتهاون في الشريعة .. هكذا ظنوا أن من حقهم محق الخطية عن طريق سحق الخاطيء .. ولم يدر بخلدهم يوما , أن مِنْ واجبهم – كمن يجلسون علي كرسي القضاء والحكم – أن يعاملوا الإنسان الخاطيء كمريض يحتاج إلي علاج , يتقدمون إليه بالعطف والمراحم.

    هؤلاء السلفيّون المتدينون نزعوا من قلوبهم مشاعر الرحمة , والحب , فهم يعتقدون بإسم الدين أن المجتمع قد رفعهم إلي مراكز قيادية عسكرية ليدينوا سواهم , ويصدروا أحكامهم علي مَنْ هم دونهم .. ينصبون من أنفسهم كلاب حراسة علي المجتمع , ومن ضمن أهدافهم تمزيق المجتمع .. هذا هو فكر سلطان الإرهاب .. بعكس السلطان الحقيقي والذي يتمثل في المسيحية الذي يقوم علي العطف , والرحمة , وتوحيد الصفوف وعدم التكفير.

سوف اداوم في الكتابة عن هؤلاء الإرهابيين السلفيين الكذابين .. لحين ما تصدر المحكة حكمها يوم 28 نوفمبر بخصوص إلغاء هذه الأحزاب الناقصة عقلا ودينا ...
تحية لك يا "دكتور إسلام البحيري" .. فأنت تعمل كل جهدك وتجهد فكرك في محاولات فاشلة  لهدم كتب السلف ... لكن هيهات وهيهات .. فهذا تراث أصبح من جينات المسلم السلفي أو غير السلفي منذ 1300 سنة  .. من الصعب إستخلاصه إلا بعد ما تجتاز مصر نفس الفترة مع تغيير البرامج واقناع المسلمين بطوائفهم بعدم صحة كتب التراث الإسلامي. قلبي معك يا دكتور " إسلام البحيري " فأنت البذرة الأولي في تغيير المفهوم الإسلامي نحو مَنْ يدينون به  .. متمنيا لك أن يبعد الله عنك هؤلاء الأوباش الجهلاء الذين كانوا سببا في تأخير وتقهقهر مصر آلاف السنين من التقدم .

كلمة إلي الإرهابيين السلفيين المتدينين.. يقول أحد رجال اللاهوتيين أن الله يستخدم سلطان محبته, ليدفع بالإنسان إلي السمو , وأحد الطرق التي يتبعها دفعه إلي اليقين بأنه أكثر من شيء, وأنه لن يتحول من ذات إلي شيء. علي نفس الطريق ينبغي أن تسيروا, عليكم أن تعملوا علي إعادة الضال وجبر الكسير , وإصلاح المعوج , وإقامة العاثر , وتحويل التدين الظاهري الذي يتخذ الكلمة سلاحا قاتلا إلي حياة روحية مثمرة . عليكم أن تعيدوا الإنسان إلي إنسانيته .. أن ترفعوه من حضيض الحوانية التي وصل إليها , ,أن تجعلوه يُدرك أنه إنسان , وليس شيء .
هذه هي الخطوة الأولي في طريق إعادة الإرهابي إلي نفسه , وإلي مجتمعه , ,إلي إلهه الحقيقي .. إله الحياة .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter