مينا ملاك عازر
في مفاجأة مدوية، تبايع جماعة أنصار بيت المقدس الموجودة على الأراضي المصرية داعش الموجودة على الأراضي الشامية!!! أنها لحقاً مفاجأة، فرغم اختلاف الفكر والتوجه والأفعال تجد المتناقضين يبايعوا بعضهم بعضاً، فأنصار بيت المقدس الجماعة التي اعتادت أن تقوم بأفعال خيرية كالتبرع لمستشفيات السرطان
وزيارة مرضى الشعب المصري بكل طوائفه في المستشفيات ببوكيهات الورد، وإعالة الأرامل وبناء دور المسنين والأيتام، ودعم الشرطة والجيش في حربها على الإرهاب، والتبرع لصندوق تحيا مصر، وزراعة الأراضي الصحراوية بكل خيرات ربنا، وإعمار الكثير من الأراضي بالمدن الجديدة ببنائها بيوت للشباب ليسكنوا، تبايع تنظيماً إرهابياً يقاتل الآمنين ويسفك دماء المواطنين ويذبح ويزني ويغتصب ويمارس كل ما لا يحض عليه دين!!!
إن ما تقدم حقاً ظاهرة تستحق الدراسة، كيف للمختلفين في كل شيء أن يتحدوا؟ هل تابت داعش أم انحرفت جماعة أنصار بيت المقدس؟
كيف تم ذلك التقارب المذهل لي ولعله لكم، جماعة أنصار بيت المقدس التي تفعل كل ما أشرت إليه وهدفها الوحيد حرب اليهود وتحرير بيت المقدس وهو ما يبدو تماماً من اسمها، تتحالف وتبايع من يقتلون المسلمين في العراق والشام، ويزنون بنساءهم ويغتصبونهن، من أقنع هذه وتلك بهذا؟ أكتب هذا وأنا غير مصدق ومصدوم، كيف تخلت كلتاهما عن أفكارها؟ أياً منهما التي تنازلت عن مبادئها أم أن الاثنين واحد،
ولم يكن هناك من داعي لأن تبايع جماعة مجرمة جماعة أخرى أكثر إجراماً، وإن كان هذا صحيح فلماذا نحن منبهرون؟ أو مفاجأون هكذا، هل كنا نظن حقاً أن ما كتبته عن جماعة أنصار بيت المقدس صحيح، هل تظنوا أنها تفعل أعمال خير؟ وأنها حقاً تريد تحرير بيت المقدس كما تدعي من اسمها؟ كلنا نعرف أعمالها المشينة والإجرامية والدنيئة حيال شعب وجيش وشرطة مصر، فمن أين العجب إذن!؟.
يا سادة لم تكن جماعة أنصار بيت المقدس بحاجة لبيعة لداعش؟ فهناك بيعة بالدم المهدر في الشام وفي مصر، فكل الدم حرام، ومهدره وسافكه واحد، الفكر واحد، والأصل واحد، كلها فروع لشجرة فاسدة ظالمة قاتلة مجرمة. يا سادة انتبهوا أرجوكم
لم يكن من داعي للبيعة المعلنة فقد بايعو بعض بيعة بالدم منذ زمن بتلك الدماء التي سفكوها بغير وجه حق وبغير ذنب من أصحابها، كلهم واحد الإخوان وبيت المقدس وداعش وأجناد مصر، كلهم واحد المهم أن كل فرع يأوى للفرع الآخر، متى كان أقوى ولديه مال وسلاح ليدعمه، فينحني ويبايعه ليتمتع برضاه وأمنه وأمانه، فهل تصدقوا هذا أم تصدقوا أنهم بايعوهم الآن فقط.
ما يهمني أنا ألا تقرر أمريكا فجأة أن تضرب أتباع داعش في مصر "أنصار بيت المقدس" الذين بايعوهم أخيراً، أظن هذا لا داعي منه فنحن نقوم بالواجب ولعل هذه البيعة تنهي إظهار عدم الفهم الأمريكي لحقيقة الدور الذي يقوم به جيش مصر في مصر، من تطهيرها من مخلفات الإخوان الإرهابيين، ويسيبوا لنا الاباتشي، ولا أقول لك يخلوها عندهم ويحطوها في الردة يمكن تنفعهم في حربهم على داعش في الشام، وأما أعدائنا في مصر فنحن كفيلون بهم.
المختصر المفيد اللهم اكفني شر أصدقائي، وأما أعدائي فأنا كفيل بهم.