ماجد سوس
تفيد الأرقام غير الرسمية في مصر ان اكثر من أربعة ملايين تَرَكُوا الله و ألحدوا منذ ثورة 25 يناير حتى الان و هو رقم مخيف يجب الوقوف أمامه و بحث الظاهرة و تحليلها فالمجتمع المصري يبدو ظاهرهُ انه مجتمع متدين و الحقيقة قد تخفي بعض السلبيات التي قد تؤدي الى الكفر بالله و بالأديان
الحقيقة الاولى التي يجب الإشارة اليها بكل وضوح وهي الاهتمام بالشكليات اكثر من الجوهر و هو امر شائك للتفريق بين أهمية الحفاظ على الممارسات الدينية من حيث المنظور و التلامس الحقيقي مع عمل الروح غير المنظور
فالتوازن بينهما يبدأ من حيث معرفة قصد الله من الممارسات و الشكليات التي وضعها من منذ بدء الخليقة
فالكنيسة الارثوذكسية على سبيل المثال تطبق شكل المذبح و البخور و الأيقونات و تسمية المذابح باسم القديسين و كل شيء كما هو مكتوب في سفر الرؤيا عن شكل بيت الله كما سيحياه الانسان و سيراه في الابدية ، فالهدف هنا ان نحيا الطقس و نلمسه كما لمسه يوحنا الرائي في رؤيته لكنيسة السماء
فقصد الكنيسة ان تحيا الملكوت على الارض بكل ممارساته الموجوده في السماء و هو هدف كتابي يتفق مع فكر الله . فأين المشكلة اذا
دعونا نضع ايدينا على المشكلة الحقيقية و هي التهود الذي يضرب بعض كنائسنا عندما نتمسك بحرفية الطقس دون الالتفات لعمل الروح وهو امر خطير قادر على هروب النفوس من الحظيرة بحجة اننا امام عبادات شكلية عقيمة اقصد بالتهود هو ما وقع فيه الكتبة و الفريسيون من عبادة الطقس اكثر من عبادة الروح و هو الامر حاربه بولس الرسول حين أسس كنيسة رومية حين انفعل على المتهودين قائلا لهم اننا تبررنا بالايمان لا بأعمال الناموس و هنا كان يقصد الاعمال الشكلية لا القلبية التي قد تؤدي الى ممارسات جافة ميته تطفيء الروح
الامر يتطلب قيادة مرنة حكيمة رعاة و خدام تنظر دائماً لخلاص النفس اولا كما فعل يسوع حينما كان يكسر السبت من اجل الانسان و في هذا المقام يسرني ان اثني على بعض رجال الكنيسة المستنيرين ، على سبيل المثال لا الحصر ، القمص تادرس يعقوب الذي يهتم بخلاص الشباب منذ سنوات طالبا من الآباء التركيز على ما يجذب الشباب قائلا اذا كانت اطالة الألحان او الصلوات ستجعل شاب واحد يهرب من الكنيسة فلن اطيلها و هو هنا يحذو حذو ابونا المتنيح القمص بيشوي كامل اول من عمل قداس الهي يبدأ و ينتهي في ساعة و نصف و اول من قدم عظة قصيرة جداً تلمس القلوب حتى لا يطيل على المستمع
كما انني لن انسى ذلك الكاهن الذي كان يوقف الطقس يوم الجمعة العظيمة ليشرح للشعب ما معنى كل ممارسة و ما معنى اللحن الذي سيقال فكان يوما كأنه في السماء
كما يسعدني هنا ان اشيد بنيافة الانبا سيرابيون اسقف لوس انجلوس و هاواي الذي بدأ في انشاء كنائس أمريكية لخدمة ابناءنا الذين لا يعرفون العربية وهي كنائس كارزه تهتم بخلاص المجتمع
عزيزي ، القاعدة اذا هي ان نحذر من تبسيط الأمور الى حد تزييف الحقائق أو من تعقيد الأمور الى حد عبادة الشكليات ..