الأقباط متحدون - العين مرآة الروح
أخر تحديث ١٩:٥٠ | الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠١٤ | ٢ هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٨٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

العين مرآة الروح

بقلم: لطيف شاكر
ما زال التراث الشعبي المصري يحتفظ بفكرة قربان العين , فعندما يريد المصري أن يعبر عن رغبته فى تقديم أعز ما لديه لشخص قريب لقلبه فانه يقول (أنا أديك عينيا ) , أو (عينيا ليك)
فالعين هى أعز ما يملك الانسان , و هى أعز قربان قدمه حورس من أجل أبيه فى الزمن  القديم .
 
وعين حورس (سابقاً عين القمر أو عين رع) بالمصرية القديمة "أوجات"، هي رمز مصري قديم يستخدم للحماية من الحسد ومن الارواح الشريرة ومن الحيوانات الضارة ,وهي في شكل قلادة يتزين بها الشخص، وتعبر عن القوة الملكية المستمدة من الآلهة حورس أو رع. كانت تلك القلادة توضع أيضا على صدر مومياء فرعون لتحميه في القبر. تفنن الفنان المصري القديم في صناعتها من الذهب وتشكيلها بحيث تحمل صورا لحورس والإله رع، ورموز الحياة (عنخ) والدوام (جيت)، والصون (صا).
 
كان أول ظهور لرمز العين  كتميمة في أواخر عهد الدولة القديمة،. وتعد هذه التميمة الأكثر شهرة بين تمائم الوقاية، وكذلك الأكثر استخدامًا من غيرها من التمائم الأخرى على المومياوات.

تشير الوجات (وتعني "الصحيحة") إلى عين "حورس "، وهو الصقر السماوي ، والتي كانت عينه اليمنى الشمس واليسرى القمر. وكانت عادةً ما تُصوَّر هذه التميمة العين "القمرية" اليسرى حورس التي اقتلعها ست والتي شفاها له فيما بعد "تحوت"ا وهي إشارة رمزية للقمر وكأنه مجروح حين يدخل في المحاق، ثم يشفى عند نموه واكتماله من جديد كل شهر .
  
و تستخدم هذه اللفظة أحيانًا للإشارة إلى العين اليمنى التي لم تصب بأي أذي على الإطلاق. ووفقًا لأسطورة أوزيريس، فقد أعطى حورس هذه العين بعد شفائها لأبيه الميت، ومن شدة قوتها كتميمة أعادت له الحياة من جديد.

ويفهم ان دور العين  وهو ضمان إعادة الحياة , ولتحول دون دخول القوى الشريرة إلى الجسد ولكي تساعد على التئام الجرح بطريقة سحرية ولكي يبقى سليمًا معافًى في العالم الآخر.

و حين نرى فى الفن المصرى القديم العينان (اليمنى و اليسرى) فان الفنان هنا يرمز الى ما بداخل الانسان من ازدواجية     وترمز العين اليمنى الى الفص الأيسر للمخ  "الذكر / طاقة الشمس ", فى حين ترمز العين اليسرى الى الفص الأيمن للمخ / الأنثى / طاقة القمر
أما العين الثالثه (عين حوس) فهى تلك العين التى تنشأ بعد أن يتمكن الانسان من الملاءمة و المصالحة و احداث التوازن و التناغم بين ما بداخله من متناقضات , و عندها يرى الانسان بهذه العين …. عين البصيره التى ترى الماورائيات

واعتقد المصرى القديم أن الانسان هو صورة مصغرة للكون , و كما قال تحوت فى لوح الزمرد “كما فوق كما تحت” , أى أن الانسان هو صورة للكون , لذلك كان مبدأ الثنائيات الذى قام عليه الكون موجود ايضا داخل الانسان و تمثله دائما العينان مثل ثنائية   السماء والارض (نوت وجب) واوزروريس وايزيس  
و الطريق الى المعرفة الروحية مرتبط بالعمل على تحقيق التوازن و التناغم بين هذه المتناقضات داخل الانسان بحيث يحدث تزاوج داخلى لكل من هذه المبادئ المتقابلة و ينتج عن هذا التزاوج الداخلى “وعى جديد” يعرف باسم العين الثالثه أو عين حورس , و هو وعى يسمو فوق المتناقضات و الثنائيات , و يرى عالم ما وراء الطبيعة أو عالم الباطن و هو عالم لا يخضع للثنائيات و المتناقضات مثل عالمنا المادى انما هو عالم أقرب الى الوحده
و يقع مكان العين الثالثه عند الانسان فوق الجبين فى المنتصف بين العين اليمنى و اليسرى و هذا الموقع هو أيضا رمز للتوازن و التوسط بين القطبين المتناقضين (الأيمن و الأيسر , الذكر و الأنثى , الشمس و القمر )

و هذا الموقع الذى تحتله العين الثالثه فى الوجه هو أيضا موقع الشفرة السادسه فى جسم الانسان و المرتبطه بالغده الصنوبرية . و يقول علماء الروحانيات أن الغده الصنوبرية هى وسيلة اتصال الانسان بالعوالم الأخرى و هى الغدة المسئولة عن التطور الروحى و القدرات الميتافيزيقية للانسان , و هناك أدلة على أن حجم الغدة الصنوبرية عند الانسان فى العصور القديمة كان أكبر بكثير من حجمها الحالى فالانسان الحالى يملك غدة صنوبرية فى حجم حبة البسله , فى حين كان انسان الحضارات القديمة يملك غدة صنوبرية على الأقل ثلاثة أضعاف هذا الحجم

و كبر حجم الغدة الصنوبرية مرتبط بالقدرات الروحانية , و لذلك كل الأدلة تشير الى امتلاك انسان الحضارات القديمة قدرات روحانية تقوف انسان العصر الحالى بكثير . و السر يكمن فى العين الثالثه (عين البصيره)
و الحصول عليها يكون بالتوازن و التناغم و هو من أسرار الخيمياء (الخيمياء هي ممارسة قديمة ترتبط بعلوم الكيمياء والفيزياء والفلك)…..
 لعين أخري باطنية كامنة بداخلنا ,  لمن  تتفتح عيناه لرؤية الماورائيات , يعتبر ذلك بالنسبه له بمثابة خلق من جديد
ان العين التى ترى الأشياء المادية الظاهرة ما هى الا مجرد رمز مادى تستطيع رؤية الماورائيات .و فى الرموز الروحانية  و العين الكاملة   رمز "الكمال" .... رمز الحياة فى أوج اكتمالها.

وكان قدماء المصريين يستخدمون علم السحر فى علاج أمراض العيون و عند القيام بعلاج أمراض العين , كان الكاهن يستدعى أحداثا كونية وقعت في الزمن الماضي. وكان الكاهن يقوم بسرد أكواد سحرية فوق مثانة ضفدعة مغموسة فى عسل النحل و يضع المثانة و العسل فوق العين المريضة بحيث لا تدخل أى من المحتويات الى داخل العين.

كان المصرى القديم يرى أن هناك علاقة تربط بين ظهور أمراض العين و بين اختلال التوازن الكونى . و لكى يستطيع
أن يعيد للكون اتزانه لذلك كانت تميمة عين حورس تستخدم لعلاج أمراض العين الكاهن أن يعالج امراض العيون
لأن السبب الرئيسى فى ظهور أمراض العين هو قوى الفوضى والظلام الذي يظهر من وقت لآخر محاولة تقويض النظام الكوني .

و كانت تميمة عين حورس توضع أيضا فوق أى مستحضر طبى يتم اعداده لعلاج أمراض العين , فطاقتها النورانية هى التى تكسب المستحضر الطبي مفعوله الشافي .

و كان كهنة هليوبوليس هم الذين يقومون باعداد تميمة عين حورس التى تمتلك القدرات السحرية الخارقة .   وهليوبوليس هى المدينة المقدسة التى نشأ فيها علم السحر منذ الأزل حين قام  "تحوت " باهداء العين للمعبد العظيم بمدينة هليوبوليس , و هو المسئول عن حمايتها الي الابد .
 
كان المصرى القديم يحمل تمائم العين على هيئة قلادات , لأنه كان يعتقد أنه بذلك يحمل رمزا مقدسا ينتمى الى عالم الكائنات الالهية ." و هناك نوعان من تمائم العين ..... "عين رع" , و "عين حورس""
 
عين "رع" هى العين الحامية التى تقضى على أعداء "رع" من جنود الظلام والفوضي .
أما عين حورس فهى ترتبط أكثر بمفهوم القربان , لأنها هى فى الأصل العين التى قدمها حورس فى الأزل قربانا لأبيه أوزير لكى يخرج من علم الموتي ويبعث من جديد .

العين هى أغلى ما يملك الانسان و قد قدم حورس عينه (أعز ما يملك) من أجل أبيه
 
و فى مصر القديمة , كان حمل تميمة عين حورس يعنى أن الشخص الذى يحملها قدم نفسه قربانا للاله , و عندما يجعل الانسان من نفسه قربانا للاله فانه يكون فى أمان و لا تستطيع أى قوة من قوى الشر و الظلام فى الكون أن تؤذيه.
 
 ماسبق بتصرف من كتاب "السحر و الماورائيات فى مصر القديمة "للكاتب الفرنسي  "كريستان جاك "  "
 
ويقول عالم المصريات  لسنو اٍرتب حريحور :لقد عرف المصريون  العيون الصناعية  كانوا يصنعوها من الزجاج او الالباستر كما ذكرت بردية اٍيبرز1525 ق.م  وعالجوا الدموع المستمرة والسحابة التراكوما والتهاب الجفون وقرحة القرنية والعشي الليلي باستخدام الكحل الاخضر لوجود عنصر النحاس  به كما استخدموا  العسل الابيض لانه قاتل للميكروبات  وايضا القطرات بواسطة ريشة من جناح الاوز , وكبد الثور لعلاج العشي الليلي لانه غني بفيتامين (أ) كما حضروا 18 نوعا من مراهم العيون التي تحتوي علي النطرون او الشب او كربونات النحاس او الالسين (مضاد حيوي في الثوم) او الرصاص او الانتيمون او المنجنيز كما ادخلوا  هذه الكيماويات في انواع الكحل المختلفة كما اجروا  جراحات الشعرة ودمل الجفن والمياه البيضاء وكما يقول عالم المصريات سيجريست 1951 ان استخدام  العقاقير بالجرعات المضبوضة كان رائعا .

ويقول من المؤكد انهم توصلوا للعدسات  الصناعية وبالتالي الميكرسكوب  ..وتوصلوا للالياف الزجاجية والتي يبلغ قطر كل عشرة منها قطر شعرة رأس واحدة !!

وكان المصريون يؤمنوا  بالعين والحسد لذا استخدموا التمائم علي هيئتها
ويقول د.وسيم السيسي :قد اثبت العلم الحديث انك لاتستطيع ان تري مخ  الانسان الا خلال العين وان الشر الذي في مخ الشرير يخرج من عينيه ويؤدي خلال تحول الطاقة النفسية الشريرة الي طاقة مدمرة مادية
حقا العين هي مرآة الروح ,ومازال السر مكنون واللغز مدفون ........


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter