مينا ملاك عازر
رحل المناضل ياسر عرفات منذ عشر سنوات، رحل تاركاً وراءه إرث يقتسمه ذووا، ففتتوه وأضعفوه، وزادوا على وهنه وهن، وعلى همه هم، وعلى ضيقه ضيق، لم يكتف ورثة عرفات السياسيين بأزمة بلادهم مع المحتل، فزادوها بتشرزمهم وتفتتهم وتناحرهم.
وللأسف آل بهم الوضع الآن أنهم صاروا غير قادرين على أن يحتفلوا بذكرى ياسر عرفات التي حلت ذكراه العاشرة اليوم، عرفات مات وأهله يسعون لإثبات إن كان اغتيل أم لا؟ هل تعرض لسم وكيف؟ هل هناك خائن في من كانو حوله أم لا؟ لكن من المؤكد أنه هناك خائن للقضية الفلسطينية، ومستفيد من إنهاء جذوة احتفال الفلسطينيين بزعيم لهم، الكارثة لا تكمن في عدم الاحتفال وإنما في سبب عدم الاحتفال.
إن عرفت أن عشرة أعضاء من حركة فتح القاطنين بغزة، تعرضت منازلهم لتفجيرات أمامهم، صحيح لم يسقط ضحايا- والحمد لله- لكن تهشمت بوابات المنازل وسياراتهم، واتهمت - ولها الحق في هذا- حركة فتح حركة حماس بضلوعها في هذه التفجيرات الإرهابية، وذلك أشعل الأزمة، كما ألغى رئيس وزراء فلسطين زيارته لقطاع غزة، وهو أمر مؤسف بالغ الأسف، أما مايجعلك تندهش وتستاء، أن حركة حماس تقول أنها لن تكن قادرة على تأمين الاحتفالات لأن لديها نقص في السلاح والمال الذي تدفع به المرتبات- وهو ما يزعجك- وكأنها تعاقب العالم كله وحركة فتح لتكليفها من قبل مؤتمر إعمار غزة بأن تكون مسؤولة عن المليارات المجموعة للصرف على إعمار القطاع، حماس تقول أن السلاح قليل لديها لعلها استهلكته في قتل جنود مصر الأبرياء، فلم تعد قادرة على التأمين.
حركة حماس تقدم للإسرائيليين هدية من دهب على طبق من دهب بمنع احتفالات الذكرى العاشرة للقائد الفلسطيني ياسر عرفات، فلسطين كلها تدفع ثمن عدم جراءاتها وعدم وقوفها إلى جانب السادات حيث بادر وسافر للقدس وتفاوض حتى حصل على أرضه كاملة، ذلك التفاوض الذي عندما قاموا به في التسعينات من القرن المنصرم لم يحصلوا على ما حصل لهم عليه السادات، فهل يتعظ الفلسطينييون وينبذوا من بينهم الخبيث ومسبب الانقاسامات، زريعة إسرائيل في المنطقة لتقسيمها وتفتيتها، وهدم القضية الفلسطينية أم سيبقوا عليها، هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.